Skip to content

27/12/14

رفض تبرئة حقن الطرطر من نشر الالتهاب الكبدي ج بمصر

patient virus c
panos/ Teun Voeten

نقاط للقراءة السريعة

  • دراسة قطرية تبرئ حملات علاج البلهارسيا بمصر من نشر فيروس الالتهاب الكبدي ’ج‘
  • متخصصون مصريون ينتقدون نتائج الدراسة ويطعنون في منهجيتها
  • توصية بالتركيز على الحد من انتشار الفيروس من خلال تطبيق قوي لبرامج مكافحة العدوى

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] التقديرات الرسمية لنسبة المصابين بالالتهاب الكبدي ’ج‘ في مصر أنها 14.7%، في حين تقدر منظمة الصحة العالمية نسبة الإصابة فيها بنحو 22%، ومتخصصون مصريون يقولون إن حاملي الفيروس المسبب له بين 15: 18 مليونًا من السكان البالغ عددهم 95 مليونًا، في حين تتحدث وسائل الإعلام المصرية والمعارضة عن نسب وأرقام أكبر من ذلك بكثير.

أيًّا كان الصواب، فنسبة الإصابة بالفيروس المسبب للمرض لدى المصريين هي الأعلى بالعالم، وثمة اعتقاد راسخ في مصر لدى الكافة، يحظى بقبول عام، يعزو سرايته وبائيًّا إلى الإجراءات غير الآمنة المتبعة في حملات مكافحة مرض البلهارسيا إبان ستينيات القرن الماضي وسبعينياته.

قوام تلك الحملات هو عقار طرطرات البوتاسيوم الأنتيمونية (الدردي المُقَيِّئ) وكان يُحقن بحقن زجاجية، يحتاج تعقيمها إلى وقت طويل ويستنفد مجهودًا كبيرًا، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى إهمال التعقيم، وحقن أشخاص كثر بإبرة واحدة، ما أسهم في انتشار واسع للفيروسات الكبدية إلى الآن.

لكن دراسة أجراها باحثون من جامعة وايل كورنيل في قطر تنسف هذا من أساسه، وتقول إن انتشار الالتهاب الكبدي ’ج‘ في النصف الثاني من القرن العشرين في مصر وعلاقته بالحقن المضادة للبلهارسيا أمر مبالغ فيه.

بل وخلاصة ما انتهى إليه الباحثون بدراستهم المنشورة عدة مرات أبرزها بأغسطس الماضي في مجلة ’طب الكبد‘ الصادرة عن ’الرابطة الأمريكية لدراسة أمراض الكبد‘ أن السبب الرئيس في هذا راجع إلى خرق معايير النظافة العامة على نطاق واسع في مجال الرعاية الطبية.

وفي معرض دحضها للعلاقة بين الطرطر والالتهاب الكبدي ’ج‘، ورد في الدراسة: ”اللافت أن انتشار الإصابة في محافظة بني سويف كان الأعلى، وهي ذاتها التي تلقى سكانها العقار على نطاق واسع، لكن لوحظ أن الفيروس منتشر بقوة بين مَن هم دون 30 عامًا ممن لم يتعرضوا لحقن علاج البلهارسيا، وهذا دليل على أن المتسبب في انتشار الفيروس أسباب أخرى“.

ومضت الدراسة في تفنيد العلاقة بمثال آخر هو محافظة السويس، حيث استدلت بأنه لم يرد وجود أي حالات للبلهارسيا، ولم تصل أي من حملات المكافحة لهذه المحافظة، ومع ذلك فإن نسبة الإصابة بفيروس ’ج‘ تصل إلى 12.2%، وهي نسبة تتماشى مع المعدل القومي المعلن من قبل الحكومة للإصابة بالمرض.

المتهم -وفق دييجو كوادروس، الباحث الرئيس بالدراسة- هو ”نظام الرعاية الصحية“، فنتائج الدراسة تشير إليه بحسبانه السبب الرئيس في انتشار العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي ’ج‘ في مصر.

أثارت هذه النتائج ردود فعل رافضة لمجملها، وترى فيها عيوبًا منهجية، ”مثال السويس غير ناضج“، وهو التعبير الذي استخدمه جمال عصمت، مستشار منظمة الصحة العالمية، وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية في مصر.

ويتابع عصمت: ”السويس واحدة من المدن التي تعرض سكانها للتهجير، وانتقلوا إلى مدن الدلتا، والبعض منهم عاد إلى محافظته، إلى جانب انتقال عدد من سكان الريف للسكن في محافظة السويس“، والدراسة لم تراع هذا البعد الاجتماعي وتنقل السكان بين المدن والريف في مدد زمنية متعددة.

ورغم انتقاد عصمت للدراسة يقول لشبكة SciDev.Net: ”نحن لا ننكر أن انتشار العدوى يحدث بنسبة 70% داخل المنشآت الصحية، ولا بد لنا من: تحسين برامج الحد من العدوى، وخفض أسعار مواد التعقيم، ووضع قوانين رادعة ضد المتسببين في العدوى“. ويشدد أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب القاهرة على حاجة مصر إلى برامج أقوى للحد من انتشار الفيروس.

أما إيهاب عطية -مدير إدارة مكافحة العدوى بوزارة الصحة المصرية- فيرى أن نتائج الدراسة غير دقيقة، وقال لشبكة SciDev.Net: ”العينة المستخدمة في الدراسة تعتمد على مسح صحي أجري منذ عام 2008، وحقن علاج البلهارسيا كانت تؤخذ في الستينيات؛ أي منذ زمن بعيد، والقياس على الوقت الحاضر لن يكون سليمًا“.

وقد اعتمدت الدراسة على رسم خرائط مكانية للفيروس والوصف الوبائي للمجموعات المصابة به. وكان مصدر البيانات المسح الديموغرافي والصحي في مصر لعام 2008.

ولا يقف الأمر عند عدم دقة النتائج، بل يتخطاه علاء الدين إسماعيل -أستاذ جراحة الكبد بكلية طب جامعة عين شمس-، ويصف الدراسة نفسها بأنها ”ضعيفة“، ويقول عميد معهد الكبد سابقاًا لشبكة SciDev.Net: ”كان من الأولى تقديم أرقام توضح تعداد الإصابات الجديدة من خلال الفحوصات التي تجرى على الراغبين في السفر وعلى المتبرعين بالدم“.

وأضاف علاء: ”سنلاحظ انخفاض نسب الإصابات الجديدة، وهو ما يدل على أن الوعي الصحي يرتفع لدى الجيل الجديد، وبالتالي تنحصر العدوى“.

في حين يسوق مصطفى العوضي -أستاذ الهندسة الوراثية بالمركز القومي للبحوث في مصر- حججًا بأن الدراسة ”لم تقدم جديدًا“، ويخلص من هذا إلى وجوب بناء قاعدة معلومات حول المرض وانتشاره وكثافة الإصابة به؛ حتى يمكن الوقوف على المسببات وبالتالي الحد من العدوى.

أما كوادروس فيتجاوز الانتقادات والمآخذ، ويمسك بطرف الخيط الذي ذكره عصمت، قائلا: ”على صانعي القرار (بمصر) التركيز بشكل أكبر على الحد من انتشار الفيروس من خلال تطبيق قوي لبرامج مكافحة العدوى، وتبني نظم تستهدف تحسين الرعاية الصحية، وهو ما من شأنه جعل التدخل مجديًا على صعيد التكلفة“.
 

وأكد كوادروس أنه لم يجر تواصل مع مسؤولي الصحة في مصر بشأن نتائج هذه الدراسة حتى الآن، وقال لشبكة SciDev.Net: ”الحكومة عملت على رفع مستوى الجهود المبذولة لعلاج الفيروس ومكافحته في السنوات الأخيرة، ونأمل أن تكون هناك جهود أقوى للحد من انتشار الفيروس، وللعلاج، لا سيما مع توافر علاجات فعالة“.
 
 
طالع النص الكامل للدراسة

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا