Skip to content

28/04/21

خرائط رقمية للمحاصيل بالشرق الأدنى وشمال أفريقيا

30455823461_9d37572740_c
حقوق الصورة:Nubian Image Archive. CC license: (CC BY 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • نقلة في تطبيق معايير المحاسبة المائية وتقييم إنتاجية المياه باستخدام الخرائط الرقمية للمحاصيل
  • المشروع في إطار مبادرة منظمة الأغذية والزراعة الإقليمية بشأن ندرة المياه
  • الخرائط مرسومة باستخدام صور الأقمار الصناعية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] بدأ تنفيذ المرحلة الثانية من التدريب على كيفية رسم خرائط التراكيب المحصولية باستخدام الأقمار الاصطناعية؛ بهدف تحديد الاحتياجات الدقيقة من المياه للمحاصيل الزراعية، وتعظيم الاستفادة من كل قطرة ماء في مصر.

المرحلة الثانية والأخيرة من التدريب، بدأتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة 5 إبريل الجاري، ضمن مشروع ’تنفيذ أجندة 2030 لكفاءة وإنتاجية واستدامة المياه في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا‘.

تنفذ المنظمة المشروع في 7 دول أخرى هي (المغرب، تونس، الجزائر، الأردن، فلسطين، لبنان، إيران) بالتعاون مع الوزارات المعنية بتلك الدول، وبتمويل من الوكالة السويدية للتنمية الدولية (سيدا).

وأصبح لدى جميع البلدان المشارِكة بالمشروع فريق صغير مدرب على رسم خريطة المحاصيل باستخدام الاستشعار عن بُعد، ويمتلك هؤلاء المعرفة والقدرة على تدريب الآخرين، وفق دوميتيل فالي، مدير مشروع ’استدامة المياه في الزراعة لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا‘.

في مصر، تقتضي المرحلة تدريب 22 مهندسًا من وزارتي الزراعة واستصلاح الأراضي والموارد المائية والري من محافظة المنيا (جنوب) ومحافظتي الشرقية وكفر الشيخ (شمال)، وكان قد سبق تدريب 90 مهندسًا من المحافظات الثلاث في المرحلة الأولى.

وتقول فالي لشبكة SciDev.Net: ”الذين تدربوا من المحافظات الثلاث، يمثلون نواة لتدريب المتخصصين في المحافظات الأخرى، لتعميم هذه الطرق العلمية الحديثة بها، ما يُسهم في تغيير كبير باستخدامات المياه للأغراض الزراعية“.

يستهدف المشروع في الأساس توفير بيانات عن التراكيب المحصولية بالمحافظات المصرية، بما يساعد الحكومة على وضع السياسات الخاصة بكمية المياه التي تحتاجها كل محافظة على حدة، وكمية الأسمدة المطلوبة لكل محصول، وفق إيضاح ولد أبو الحسن، منسق مشروعات الري بمكتب المنظمة في القاهرة.

والهدف الأسمى للمشروع هو الجمع بين ثلاثة مجالات رئيسية، هي إنشاء نظام محاسبي قوي للمياه يقدم المعلومات عن حالة موارد المياه واستخداماتها، وتعزيز المعرفة بكفاءة المياه وحالة الإنتاجية، وضمان عائد أعلى لكل قطرة ماء بحلول عام 2030.

وقد أقيمت دورات دعم أنشطة رفع التراكيب المحصولية باستخدام صور الاقمار الاصطناعية على زمام 54 ألف فدان بمحافظة المنيا، و58 ألف فدان بمحافظة كفر الشيخ، و147 ألف فدان بمحافظة الشرقية.

يقول أبو الحسن لشبكة SciDev.Net: ”تعتمد المنظمة في تدريبها على الصور الفضائية المتاحة  مجانًا، لكي لا تتحمل حكومات الدول المشارِكة بالمشروع أي أعباء إضافية عند رغبتها في رسم خرائط التراكيب المحصولية لديها“.

كيفية رسم تلك الخرائط، وفق توضيح أبو الحسن، تبدأ بقيام المتخصصين بجمع بيانات أرضية من عدد من النقاط الممثلة لزمام منطقة معينة، وتتعلق تلك البيانات بالمحصول الموجود في كل نقطة.

ثم توضع المعلومات على تطبيق بالجوال، مع صورة من الساتل ’سينتينيل‘ للمنطقة كلها، ما يُسهم في معرفة التركيب المحصولي بالزمام كله، مع الاحتفاظ بعدد من النقاط المرجعية لا تدخل التطبيق، تُستخدم للتيقن من دقة البرنامج.

تصل دقة القمر الصناعي الأوروبي ’سينتينيل‘ إلى مساحة 10 أمتار، وتتاح صوره مجانًا، بينما هناك أقمار أخرى مثل ’كويك بيرد‘، صورها عالية الدقة، وتصل إلى متر واحد، وهي بمقابل مادي.

ويضيف أبو الحسن: ”يعطينا القمر دقةً تصل نسبتها إلى 94%، وهي مناسبة جدًّا“.

”تحقيق هذه النسبة مُرضٍ جدًّا“، كما يعلق عبد العزيز بلال، رئيس شعبة التطبيقات الزراعية  في ’هيئة الاستشعار من البُعد‘.

عدم الوصول إلى النسبة الكاملة يعزوه ’بلال‘ إلى تقسيم الحيازات الزراعية ببعض المناطق إلى مساحات صغيرة جدًّا، كأن يقسم الفدان الواحد بين خمسة أفراد مثلًا، يزرع كل منهم محصولًا مختلفًا.

وفي مثل هذه المناطق، ”يمكن الاعتماد على صور القمر الصناعي ’كويك برد‘، رغم أن سعر الصورة التي تغطي كيلومترًا مربعًا يصل إلى 30 دولارًا أمريكيًّا“.

لمزيد من التوضيح يضيف بلال: ”إذا كان لدينا مثلًا معرفة سابقة بأن إحدى مناطق محافظة المنيا تتميز بالحيازات الصغيرة، نستخدم صور ’كويك برد‘ لرسم خرائط زمامها، في حين نستخدم ’سينتينيل‘ مع باقي المحافظة“.

ولا تعترض فالي على ما ذهب إليه بلال من إمكانية الجمع بين صور القمرين، إلا إذا لم تضف الكثير من المعلومات.

ومن جانبها تشيد إيمان السيد -رئيس قطاع التخطيط، بوزارة الموارد المائية والري- بالمشروع.

وورد في بيان المنظمة عنها: ”الحصول على خريطة محصولية رقمية من الأشياء الضرورية لعملية التحول الرقمي لوزارة الري، إذ تم إجراء جزء كبير من هذا التحول من خلال ميكنة شبكة الترع والمصارف والآبار“.

”وكل عناصر الشبكة أصبحت حاليًّا موجودة بشكل رقمي على قواعد بيانات وعلى موقع متاح لمتخذي القرار؛ لمعرفة المؤشرات اللازمة لإدارة المياه“.

وتُردف إيمان: ”الجزء الخاص باستخدامات التراكيب المحصولية ورسمها يخدم توجُّه الوزارة إلى وضع إستراتيجية للتحول إلى الري الحديث من خلال وضع أولويات المناطق التي ستتحول من ري الغمر إلى الري الحديث وفقًا للمحاصيل التي ستُزرع“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا