Skip to content

05/06/22

حمى القرم-الكونغو النزفية تستعر بأبدان أهل العراق

222
حقوق الصورة:Adel Fakhir/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • ارتفاع إصابات حمى القرم-الكونغو النزفية على نحوٍ غير مسبوق بمناطق تربية الماشية في العراق
  • إيقاف تعقيم حظائر الحيوانات للإغلاق الذي واكب جائحة كوفيد-19 ربما كان السبب
  • اقتراب عيد الأضحى المبارك يزيد من مخاوف تفاقُم انتشار المرض

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] قبل أسابيع من حلول عيد الأضحى المبارك على العراقيين، والإصابات بحمى نزفية آخذة في الارتفاع، حتى بلغت مستويات غير مسبوقة، وفق تصريحات المعنيين بالبلاد.

وقد سجلت وزارة الصحة العراقية ”ما لا يقل عن 136 إصابة جديدة مؤكدة حتى اليوم، منها 23 حالة وفاة“، وفق المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر.

فمنذ مارس الماضي ظهرت مجددًا حمى القرم-الكونغو بأغلب نواحي العراق، الذي يكافح الآن لمحاصرة المرض كي لا يصل إلى حد الفاشية.

يقول سيف البدر لشبكة SciDev.Net: ”الحالات توزعت في محافظات بغداد وذي قار وكركوك وبابل ونينوى والأنبار، وأكثر من نصف هذه الإصابات تماثلت للشفاء“.

وقد رُفعت حالة الإنذار والتأهب، وتُشن حرب لا هوادة فيها، على حشرة القراد الناقلة والحاملة للفيروس المسبب للمرض، وتستضيفه مجموعة واسعة من الحيوانات البرية والأليفة، منها الأبقار والغنم والمعز.

من ثم، صار من اليوميات في مزارع البلاد مشهد قيام فريق طبي بتعقيم بقرة وصغارها بمبيدات حشرية داخل حظيرة صغيرة في إحدى قرى جنوب العراق النائية.

وينتقل المرض من الحيوان إلى الإنسان عن طريق الملامسة، ويتسبب في وقوع فاشيات الحمى النزفية الفيروسية الوخيمة، وتبلغ الوفيات الناجمة عنه معدلًا يتراوح بين 10% و40%، وفق منظمة الصحة العالمية.

ولا يوجد لقاح ضد الفيروس، لا للإنسان ولا للحيوان.

وكان العراق قد سجل خلال الأعوام الماضية وفيات وحالات إصابة بشرية بسيطة بالمرض، بعد إعلان القضاء عليه نهائيًّا قبل نحو عقد من الزمان.

يشير سيف البدر إلى أن زيادة الإصابات واضحة هذا العام، مقارنةً بالسنوات السابقة.

حمى القرم– الكونغو النزفية هو مرض واسع الانتشار، يسببه فيروس تحمله حشرة القراد (الفيروسة النيروبية) التي تنتمي إلى عائلة فيروسات بونيا.

ويتوطن الفيروس بلدان أفريقيا والبلقان والشرق الأوسط وآسيا الواقعة جنوب خط العرض 50 درجة شمالًا، وهي الحدود الجغرافية للقراد الناقل الرئيس للعدوى.

وفق منظمة الصحة العالمية، فإن فيروس حمى القرم– الكونغو النزفية ينتقل إلى البشر إما عن طريق لدغة القرادات أو بالاتصال المباشر بدماء الحيوانات المصابة أو أنسجتها في أثناء الذبح أو بعده مباشرة، وقد ظهر معظم الحالات بين صفوف العاملين في صناعة تربية الماشية، مثل العمال الزراعيين وعمال المجازر والأطباء البيطريين.

وينتقل الفيروس من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى، وقد ينتقل الفيروس أيضًا إلى المرضى في المستشفيات نتيجة سوء تعقيم المعدات الطبية وإعادة استخدام الإبر وتلوث اللوازم الطبية.

في العراق، ”كانت الحالات المسجلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة سنويًّا“، وفق مدير شعبة السيطرة على الأمراض بدائرة الصحة في محافظة ذي قار الجنوبية حيدر حنتوش، حيث سجلت هذه المحافظة وحدها نصف الإصابات الإجمالية، إذ تنتشر فيها تربية المواشي من بقر وماعز وأغنام.

لذا يؤكد سيف البدر مواصلة الجهود لمواجهة الذبح والرعي العشوائي، إذ اتخذت الوزارة إجراءات تمثلت في منع الذبح عشوائيًّا، وحظر نقل الحيوانات بطريقة غير قانونية ومحاسبة الجزارين المخالفين، لا للتصدي للحمى النزفية فحسب، بل لمواجهة باقي الأمراض المشتركة أيضًا.

ومن هنا، يشير مدير قسم الوبائيات في دائرة البيطرة العراقية، ثائر صبري، إلى أن انتقال المرض يمكن أن يزداد في حال انتقال المواشي من مكانٍ إلى آخر، لذا فإن بقاء المواشي في أماكنها بالمزارع أو الحقول يساعد على احتواء المرض.

ويقول ’صبري‘ لشبكة SciDev.Net: ”ارتفاع أعداد الإصابات لا يعني تفشِّي المرض، فمع التزام مربي المواشي وأصحاب المجازر بالإجراءات الوقائية يمكن القضاء على المرض كليًّا، ربما قبل حلول عيد الأضحى، وإقبال الناس على شراء الأضاحي“.

للطمأنة، وذهابًا إلى ما ذهب إليه صبري، فإن هيثم العبيدي مدير قسم تعزيز الصحة في وزارة الصحة يقول: ”الحالات تتماثل للشفاء بعد تلقِّي العلاج في المستشفيات، ويمكن احتواء المرض قبل عيد الأضحى“.

ويضيف للشبكة: ”ولكن في حال تجاهُل تعليمات وزارتي الصحة والزراعة ودوائر البيطرة سوف تستمر الإصابات، والالتزام يجب أن يبدأ من مربي المواشي والجزارين من خلال إجراء عملية التغطيس للمواشي من أجل تطهيرها، ومكافحة الحشرة، وعمليات الجزر النظامي لا العشوائي“.

 وتنصح مديرة المركز الوطني للسيطرة على الأمراض الانتقالية، سنان غازي مهدي، بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، خاصةً ممن يعيشون في بيئة تتوافر فيها حشرة القراد المسببة للمرض، من خلال الابتعاد عن أماكن تكاثر هذه الحشرة، وارتداء الملابس والأحذية والقفازات المطاطية في أثناء التعامل مع المواشي لتحاشي لدغة القراد، وكذلك أقنعة الوجه للجزارين؛ لتجنُّب الدم المتناثر.

صحيح أن الحمى النزفية مرض خطير وقاتل، لكن ’سنان‘ تشير إلى أن الإجراءات الوقائية بسيطة جدًّا، وتقلل من الإصابات والمخاطر، مشيرةً إلى أن الفيروس يموت مع الطهي الجيد للحوم المصابة بالفيروس والملوثة به.

وقد ينتقل المرض أيضًا من إنسان إلى آخر عن طريق الاتصال الجنسي، أو اللعاب ومختلِف سوائل الجسم.

ووسط مخاوف من تفشِّي المرض، يُحجم الكثير من المواطنين عن شراء اللحوم الحمراء، متحاشين تناوُلها، واستعاضوا عنها باللحوم البيضاء كالسمك والدجاج.

يُذكر أن أول حالة إصابة بهذا المرض سُجلت في العراق عام 1979، تلتها عدة حالات سُجلت في أعوام متفرقة، كان آخرها عام 2010، وأدت إلى وفاة أربعة أشخاص في مدينة الموصل شمالي العراق.

وحول انتقال المرض إلى دول الجوار يوضح الوكيل الفني لوزارة الزراعة، ميثاق عبد الحسين، أن للوزارة برنامجًا وطنيًّا، مدعومًا حكوميًّا بالكامل منذ سنوات طويلة للتعامل مع مثل هذه الأزمات، ”ولكن هذا لا يمنع مرور الحالات، لأننا في منطقة متوطن فيها المرض، فدول الجوار تسجل أيضًا عددًا من الإصابات“، لافتًا إلى أن بؤر المرض تحت الاحتواء، ولا يوجد اندلاع وبائي، لينتقل إلى دول الجوار.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا