Skip to content

25/03/23

حوار س و ج مع علياء أبو شهبة حول كتاب ’الوصم‘

IMG-20230325-WA0001
حقوق الصورة:Alyaa Abo Shahba

نقاط للقراءة السريعة

  • الروايات والقصص عن المتعايشين مع الإيدز تتنقل بين مشاعر الألم والحزن والإحباط
  • الوضع المادي لمرضى الإيدز يمثل عاملًا فارقًا في مواجهة الوصم
  • أكثر منصات الإعلام لا تهتم لنشر قضاياهم

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

هذا الموضوع بدعم من الاتحاد الدولي للإعلاميين العلميين

كتاب أشبه بقطعة ’بازل‘ مُحكمة التعشيق لتشكِّل لوحة عنوانها ’الوصم‘، الذي يمارَس تجاه المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية ’الإيدز‘، بطلها الرئيس عشرات القصص الواقعية التي ترصد معاناتهم، وفي جنبات اللوحة معاناة أخرى للكاتبة الصحفية التي اختارت أن تكرِّس مسيرتها الإعلامية لخدمة هذه القضية، في محاولة لرفع الوصم عن مرضى الإيدز والاعتراف بحقوقهم، فواجهت هي الأخرى الكثير من الصعاب.

أبدعت الصحفية المصرية علياء أبو شهبة في تجسيد أزمة الوصم والتمييز التي يعيشها مرضى الإيدز، فالروايات والقصص تأخذك وتتنقل بك بين مشاعر الألم والحزن والإحباط، لقطات ومواقف تنتزع الآهات، وأخرى يحدوك معها بعض الأمل، على اختلاف أعمارهم وطبقاتهم الاجتماعية، من الفقر المدقع وحتى الثراء الفاحش، إلا أن معاناتهم واحدة، ’الوصم‘.

تخرجت علياء في قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة عين شمس في مصر عام 2004، وعملت في عدة صحف مصرية ومواقع إلكترونية، منها روزاليوسف، والوطن، والتحرير، ومصراوي، وإسلام أون لاين، وتقلدت منصب نائب مدير تحرير في روزاليوسف، وحصلت على عدة جوائز صحفية كان من بينها جائزة أفضل تحقيق استقصائي من المنتدى الرابع للصحافة الإلكترونية، عن تحقيق: الترياق القاتل.. متعايشون مع ’الإيدز‘ يواجهون انهيار المناعة والوفاة.

قررت علياء إصدار كتابها ’الوصم‘، بهدف رفع الوعي بالفيروس، إيمانًا منها بأنه أهم وسيلة لإزالة الوصم، وستقدم جلسة خاصة حوله خلال فعاليات المؤتمر الدولي الثاني عشر للإعلاميين العلميين، الذي سيُعقد في الفترة من 27 وحتى 31 مارس الجاري بمدينة ميديلين في كولومبيا.

التقت شبكة SciDev.Net  علياء قبل حضورها المؤتمر لمعرفة سر اهتمامها بالقضية ومسيرتها حتى إصدار الكتاب في عام 2021.

يأتي اهتمام أي صحفي عادةً بقضيةٍ ما إما بالصدفة من خلال عمله أو من خلال موقف شخصي، فكيف جاء اهتمامك بالمتعايشين مع فيروس الإيدز؟

في أثناء عملي في مهنة الصحافة كان هدفي هو التعبير عن أصوات المهمَّشين والمظلومين وتوصيل صوتهم، وكنت في تدريب صحفي مع مؤسسة طومسون رويترز حول أخلاقيات الكتابة في القضايا المتعلقة بفيروس الإيدز ومعاييرها، وكتبت خبرًا ضمن التدريب وصفته المدربة بأنه يحمل مفهوم ’الوصم‘، وكان هذا هو تعاملي الأول مع كلمة الوصم.

ظهر الخبر بهذا الشكل بسبب ضعف معلوماتي عن طرق انتقال الفيروس، كانت أغلب معلوماتي عنه مستقاةً من الأعمال الدرامية التي تحمل مفاهيم مغلوطة عن المرض وطرق انتقاله، وكان هذا هو الدافع الأول لاهتمامي بالقضية، وهو رفع الوعي وتصحيح المفاهيم.

اهتممت بعدها بحضور تدريب للكتابة عن قضايا المتعايشين مع الفيروس، لتطوير مهاراتي الصحفية واكتساب معرفة بكافة معايير الكتابة الصحفية المنضبطة حول الفيروس والمتعايشين معه، هذا العالم كان مثيرًا جدًّا لاهتمامي في محاولةٍ لكشف المسكوت عنه من معاناة.

ولعل أكثر ما أثَّر فيَّ وحفزني هو أن الوصم يمنع المتعايشين مع الفيروس من التعبير عن مشكلاتهم، وأيضًا من حقهم المشروع في صرف العلاج، وفكرت في وسيلة للتعبير عن مشكلاتهم بخلاف مشاهدتهم على التلفاز بملامح مخفية، ما يزيد من مفهوم الوصم.

من هنا بدأت المسيرة؟!

نعم، بدأت الرحلة ما بين القراءة والاطلاع حول المرض وعلاجاته ومتابعة المستجدات في جميع النواحي لتطبيق أول قاعدة في الصحافة الاستقصائية وهي: ’كن خبيرًا‘، وحضرت تدريبات لتطوير قدراتي الصحفية، وواجهتني الكثير من الصعوبات حتى نشرت أول تحقيق استقصائي بعد معاناة كبيرة، وهو ’الترياق القاتل‘، وكان بالتعاون مع شبكة أريج للصحافة الاستقصائية.

كان هذا التحقيق هو البوابة التي فتحت لي عوالم كثيرة للتدريب الصحفي والمزيد من التحقيقات ودخول عالم الصحافة العلمية، بعدها بدأت في مجال التدريب لنقل خبراتي إلى الآخرين للاستفادة منها.

ولماذا كان قرار إصدار الكتاب؟

قررت عمل الكتاب لأني لم أجد فكرة مماثلة في سوق الكتب تقدم المعلومة العلمية بشكل مبسط ، كما كان لديَّ رسالة مهمة من خلاله، وهي تقديم جانب آخر من حياة أناس لا نعلم عنهم الكثير وربما لا ندرك حتى وجودهم ومعاناتهم، ولهم حقوق مهضومة للأسف.

أيضًا هالني ما شاهدته من الجهل حول المرض في أثناء التدريبات التي كنت أقدمها، خاصةً بين الأجيال الجديدة، وأرى أن الوعي هو كلمة السر، فالوعي سيقلل معدلات الإصابة وسيغير أيضًا مفهوم الوصم المجتمعي.

لاحظت تكرار المعلومات التعريفية عن المرض ومراحله وعلاجاته بين صفحات الكتاب..

نعم، كان التكرار مقصودًا، فلقد تعمدت تكرار المفاهيم الأساسية عن الفيروس وطرق انتقاله ومراحله وأنواع العلاج للتأكد من وصول رسالة التوعية، فالقارئ يمكنه أن يستقي هذه المعلومات مع أي قصة سيقرؤها، فربما لا يعود للكتاب مرةً أخرى، وذلك ليتحقق الهدف من الكتاب وهو زيادة الوعي.

كيف خالف الواقع تصوركِ عن التحديات التي ستواجهك في أثناء التعامل مع القضية؟

تصورت في البداية أن أصعب شيء سيكون التواصل مع المتعايشين مع الفيروس، لكن اكتشفت أن هذه أسهل حلقة في حلقات التواصل، وكان الأصعب منها هو التواصل مع المسؤولين والأطباء.

في أثناء إعداد الكتاب كنت قلقةً جدًّا من ردود أفعال الأطباء وأن أتعرض لهجوم، بسبب رصد النماذج السلبية من طلبة كليات الطب أو الأطباء حول ممارستهم الوصم تجاه المرضى، لذا كنت حريصةً في الوقت نفسه على رصد نماذج إيجابية وإبرازها، فلم يكن هدفي النقد الهدام، فالانتقاد للمنظومة الطبية كان بهدف أن تكون أفضل.

هل يمكن أن تحكي لنا موقفًا عن ممارسة الوصم من قِبل الأطباء؟ وماذا كان شعورك؟

لم أكن أعي في البداية مفهوم الوصم والتمييز، حتى أدركته وتألمت منه رغم أنني غير حاملة للفيروس، كنت أدخل إلى مستشفيات الحميات في أثناء عملي في التحقيق الاستقصائي من خلال َقطع تذكرة زيارة وكأنني حضرت لزيارة مريض، وكنت أتلقى معاملة جيدة من موظفي الأمن والطاقم الطبي، لكني قررت فيما بعد تجربة شعور المتعايش مع الفيروس، وأصبحت أقول إنني حضرت من أجل صرف الدواء من عنبر نقص المناعة، عانيت من سوء المعاملة، وكان ضغطًا نفسيًّا قويًّا.

كنت أسمع عبارات من قبيل: ”آه، إنت من الجماعة دول؟ أعوذ بالله“، ”أستغفر الله العظيم يا رب“، ”ما هو كله من القرف اللي بتعملوه في نفسكم“.

كيف ترين التعريف الأدق للوصم؟

الوصم هو إطلاق صفة سلبية على شخص أو مجموعة من الأفراد نتيجةً لاختلافهم سواء بسبب إصابتهم بمرض معين أو اختلاف في الشكل أو القدرات الجسدية أو مظهر معين، أو اختلاف في عرق أو نوع أو دين أو جنس، كل هذا يفرض على الشخص -نتيجة الأوصاف السلبية التي تطلق عليه- أعباء اجتماعية تجعله معزولًا وغير قادر على التعبير عن مشكلاته وبالتالي يكتم شكواه، وهو إحساس كبير بالظلم.

ذكرت أن هناك نماذج إيجابية لم تمارس الوصم من بين الأطباء..

نعم، من بين القصص كان هناك متعايش مع الفيروس وكان لديه مشكلة في المرارة، وعانى الأمرَّين كي يتمكن من عمل عملية استئصال للمرارة، فجاب مستشفيات كثيرة في مصر أعلنت وزارة الصحة عن تدريب العاملين فيها لتكون مؤهلةً لاستقبال المتعايشين مع الإيدز وعلاجهم، إلا أنهم رفضوا استقباله، حتى عثر في النهاية على طبيب في المستشفى الجامعي بالإسكندرية شمله بعين العطف والرعاية.

تذكرين عدد المرضى الذين تواصلتِ معهم؟

كانوا حوالي 40 مريضًا من مختلِف محافظات مصر.

أي القصص كان أكثر إيلامًا؟ وأيها أكثر تفاؤلًا؟

أكثر القصص إيلامًا كانت التي يتوفى فيها المتعايشون مع الفيروس، وأكثر قصة تألمت منها بشكل شخصي كانت لمتعايش مع الفيروس في مثل عمري، كان شخصًا راقيًا جدًّا وهادئًا، إخوته لم يكن لديهم وعيٌ كافٍ بالفيروس ويعتقدون في انتقاله باللمس، ومارسوا تجاهه الوصم ومنعوه من التواصل مع أبنائهم، وبعد وفاته كنت أتواصل مع إخوته لعمل تدقيق قانوني للتحقيق الاستقصائي من خلال الحصول على بعض المستندات الإضافية، وفوجئت بأنهم أحرقوا كل المستندات الخاصة به، ولكنهم ترجوني أن أكتب عن قصته معترفين بخطئهم نادمين على ما أوقعوه من ظلم عليه، خاصةً أنه كان قبل الإصابة يعمل لينفق عليهم، كما أنه اكتشف إصابته بالصدفة في أثناء تبرعه بالدم وحاصروه في المستشفى وقتها وطلبوا الأمن عندما علموا بإصابته، رغم أنه لا يوجد قانون يجرِّم الإصابة.

وأكثر القصص تفاؤلًا كانت لمتعايش مع الفيروس تزوج متعايشةً مع الفيروس أيضًا، والاثنان يعملان الآن في دعم المتعايشين مع الإيدز، وهما من أسر ثرية جدًّا وعلى درجة عالية من الثقافة والعطاء.

هل كان الوضع المادي للمرضى عاملًا فارقًا في مواجهة الوصم؟

طبعًا، وبدرجة كبيرة جدًّا.. وكان دائمًا ما يمثل هذا الجانب الحافز لي للاستمرار رغم مواجهة الصعوبات، لأني كنت أشعر بعدم عدالة؛ فلو هناك وصم ومعي المال فسيمكنني تجاوز الوصم، ولكن لو فقيرة فسيقع عليَّ وصم أكبر.

المقتدرون منهم كانوا يستطيعون الحصول على علاجات متقدمة من الخارج دون التعرض لمنظومة الرعاية الصحية المحلية لصرف العلاج، التي كانت منظومةً سيئةً جدًّا في التعامل مع المرضى من خلال وصمهم.

والمؤلم أكثر كان الوصم تجاه السيدات، فالوصم مزدوج والعنف مزدوج والعبء مزدوج تجاههن، فلو أصيب الرجل من خلال علاقة غير شرعية يقال: ”كان شقي شوية“، لكن السيدات المصابات وأغلبهن ممن انتقل إليهن الفيروس عن طريق أزواجهن يُنظر إليهن على أنهن ”عاملات في الجنس التجاري“.

رصد الكتاب اختلافًا في نظرة المجتمعات والثقافات المختلفة للمرضى، فما الأسباب؟ وهل كانت مسيرتك وتحدياتها ستختلف إن كان عملك في أي دولة خارج منطقتنا؟

طبعًا كان الوضع سيختلف لعدة أسباب، أولًا لأن انتقال المرض يرتبط بسلوكيات معينة يرفضها المجتمع، كما أن الخطاب الإعلامي المستخدم في بداية ظهور الفيروس كان خطاب التخويف، صحيح أن حملات التوعية قللت من معدلات الإصابة لكنها تسببت في الوصم المجتمعي، أيضًا الأعمال الفنية التي قُدمت في تلك الفترة حول المرض لم تكن على درجة كافية من الدقة، ونضيف إلى هذا فكرة رقابة الأشخاص بعضهم على بعض في مجتمعاتنا وإطلاق الأحكام.

ما أريد توضيحه هو أن بعض المتعايشين مع الفيروس ليس لهم أي ذنب في إصابتهم، أذكر سيدة تزوجت وهي طفلة وتوفي زوجها بعد فترة قصيرة ثم تزوجت بعد ذلك رجلًا آخر، ولم تكن تعلم عن إصابتها بالفيروس وانتقاله إليها من الزواج الأول، فأصيب زوجها بالفيروس وطفلها، والثلاثة لا ذنب لهم في إصابتهم.

ماذا عن منظومة رعاية مرضى الإيدز في مصر؟ وما الفارق بينها وبين دول أخرى أكثر تقدمًا وتفهمًا للقضية؟

المنظومة سيئة جدًّا وتزداد سوءًا، والسبل لتحسينها صعبة، فالمرضى ليس لديهم القدرة على الشكوى، وإن اشتكوا فلا توجد مساحات كافية للاهتمام بهم في وسائل الإعلام، سواءٌ من خلال النشر أو الكتابة.

التحاليل الدورية للمرضى انتقلت من المعامل المركزية في وزارة الصحة إلى مستشفى حميات العباسية، التي تعاني مشكلاتٍ كبيرةً وإهمالًا في الأجهزة، ونتائج التحاليل تكون غير دقيقة عادةً عند مقارنتها بالتحاليل التي تُجرى في الخارج لبعض المرضى القادرين على ذلك، كما أن المرضى لا يجدون أي خصوصية في التعامل معهم ولا تراعى الجوانب النفسية لهم من قِبل الطواقم الطبية.

وعندما جاءت جائحة كورونا كشفت عن سوء المنظومة بشكل أكبر؛ لأن العلاج يتم صرفه من خلال مستشفيات الحميات، التي تعاني خللًا وقصورًا رهيبًا؛ فأعداد التمريض قليلة.

والفكرة لم تكن فقط في عدم توافُر العلاجات أو تأخُّرها، ولكن العلاجات الموصوفة للمرضى من مضادات الفيروسات القهقرية من أنواع سيئة، وأعراضها الجانبية صعبة جدًّا، ما يعطل حياة المرضى.

اكتشفت في أثناء مسيرتي في إعداد الكتاب في عام 2019 أن المشكلات نفسها لا تزال موجودةً منذ عملي في التحقيق الاستقصائي في عام 2014.

هل تعتقدين أن مسيرتك تمثل حجرًا في بناء منظومة رعاية أفضل لهؤلاء المرضى في مصر؟

لا أستطيع تحديد ذلك، وتناولت هذا في آخر فصل في الكتاب، رغم أن البعض وجدوا أنه جزء مقحَم على الكتاب، لكني أراه في صميم عملي الصحفي؛ إذ أشرت إلى كيفية تخلُّص الصحفي من الشعور بالإحباط واليأس والحزن خلال عمله مع هذه القضية، فلقد دخلت في حالة حزن شديد في أثناء عملي، ولكن ما توصلت إليه أن الصحفي لا يملك مصباح علاء الدين ليغير الواقع في لحظة، دوري هو تقديم الحقائق والاجتهاد في عملي والالتزام بحدود دوري.

ماذا عن الدعم الفني والمادي من المؤسسات الإعلامية لعملك في هذه القضية؟

الحقيقة أني لم أتلقَّ أي دعم فني على أي مستوى، فحتى على مستوى النشر كان الأمر صعبًا جدًّا، وحكيت في الكتاب عن أكثر من محاولة للنشر تواجَه بالرفض بحجة أن أعداد المصابين في مصر ليست كبيرة، ولأني كنت ملتزمةً في كتاباتي بالجانب الأخلاقي دون ذكر أي تفاصيل شخصية عن المرضى وعن أسباب انتقال الفيروس، فكان هذا غير مُغرٍ للنشر.. وكلها ممارسات إعلامية تزيد من التهميش والتجاهُل والوصم.

أيضًا لم أتلقَّ دعمًا ماديًّا، فلقد نشرت الكتاب على نفقتي الشخصية، وعملت على ترجمته أيضًا، فهدفي ليس الربح بقدر توصيل رسالة ونشر الوعي.

ما أكثر ما أزعجك خلال مسيرتك في العمل بهذه القضية؟

عدم تحمُّس الكثير من المنصات الإعلامية للنشر عن القضية واهتمامهم بمحاولة معرفة الإصابة والدخول في تفاصيل شخصية للمرضى أكثر من فكرة تغيير الوعي والثقافة وممارسة دورنا الصحفي الصحيح، وهو الكشف عن المشكلات والمسكوت عنه.

دور النشر المصرية طلبوا مني تحويل الفكرة إلى رواية أو قصص قصيرة، ولكني منذ بداية عملي في الكتاب كنت أؤكد أنها قصص بعين صحفية وليس بعين أديبة؛ لأنني أنقل الحقيقة.

كان يضايقني أيضًا وصف المتعايشين مع الفيروس على أنهم ”مثليين أو عاملات في الجنس التجاري“، وكان يقال لي: هل هذه هي الفئات التي تهتمين بالكتابة عنها؟

ما هي كلمتك الأخيرة للصحفيين؟

القراءة هي أهم نصيحة أوجهها لأي صحفي يريد الكتابة عن أي قضية أو موضوع، مهم جدًّا أن يقرأ الكثير حول الموضوع وجميع جوانبه وتفاصيله الدقيقة قبل بداية العمل عليه.

وللمتعايشين مع الإيدز؟

أريد منهم أن يكونوا أكثر وعيًا وأكثر قوةً في المطالبة بحقوقهم وألا يسمحوا لأحد بوصمهم، فمن حقهم أن يحيوا حياةً طبيعيةً، وليس لأحد أن يقلل منهم أو ينتقص من حقوقهم أو يحاسبهم.

وللمسؤولين؟

أتمنى منهم أن يكونوا أكثر اهتمامًا بقضايا المتعايشين مع الإيدز وأكثر حرصًا على حل مشكلاتهم وتوفير الرعاية المناسبة لهم دون وصم أو أي إيذاء نفسي.

وللمنصات الإعلامية؟

أدعوهم ليكونوا أكثر اهتمامًا بالنشر عن مشكلات المتعايشين مع الإيدز، وأن يبتعدوا تمامًا عن الكتابة والنشر حول تفاصيل حياتهم الشخصية وأسباب الإصابة، والحرص على عدم كشف هوية المرضى.

وللمجتمع؟

أن يكون أكثر تقبلًا وأكثر وعيًا، فالوعي هو كلمة السر التي يمكن أن تغير حياة المجتمعات إلى الأفضل، وسيساعدنا في تقليل نسب الإصابة.

أيضًا أتمنى من المجتمع أن يكون أكثر تقبلًا لأي شخص مختلف؛ فسنة الحياة الاختلاف، وعلينا أن نكون أكثر تسامحًا ولا نصدر أحكامًا على الآخرين.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

ينعقد المؤتمر الدولي الثاني عشر للإعلاميين العلميين، في مدينة ميديلين بكولومبيا في الفترة من 27 إلى 31 مارس.