Skip to content

08/12/21

الجائحة أرغمت مواطني دول فقيرة مائيًّا على شراء المعبأة

24580680101_ffc39b97e2_c
حقوق الصورة:Raul Pacheco-Vega. CC license: (CC BY-NC-ND 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • زيادة متفاوتة في استهلاك المياه المعبأة خلال الجائحة بدول الصراع والفقر المائي
  • تضاعف باليمن، وزاد كثيرًا في سوريا، وانخفض بالأردن ثم اتجه للزيادة
  • لا خيار أمام المواطنين سوى شرائها رغم كلفتها الباهظة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

تفاوتت معدلات زيادة استهلاك المياه المعبأة خلال جائحة كوفيد-19، في ثلاث دول بالمنطقة تعاني شحًّا مائيًّا.

نبهت الجائحة منذ بدايتها إلى ضرورة ضمان حصول الجميع على المياه النظيفة، ما أدى إلى زيادة استهلاك المياه المعبأة، لا سيما في دول الشح المائي ودول الصراع، حيث صعوبة الوصول إلى مصادر مياه نظيفة وآمنة.

واستطلعت شبكة SciDev.Net نسب استهلاك زجاجات المياه المعبأة في كلٍّ من اليمن وسوريا والأردن، خلال المدة من عام 2018 وحتى العام الجاري 2021، لتشير النتائج إلى زيادة الاستهلاك بنسب متفاوتة مع اختلاف الأسباب.

ففي اليمن تضاعَف إنتاج المياه المعبأة تقريبًا، حيث ارتفع من 4 ملايين لتر يوميًّا في عام 2018 إلى 8 ملايين لتر خلال العام الجاري، وفق خالد شرف الدين، الباحث بمركز المياه والبيئة في جامعة صنعاء.

يوضح شرف الدين أن اليمنيين من أكثر الشعوب استهلاكًا للمياه المعبأة؛ لارتباط استخدامها بتناوُل القات في أثناء جلسات المقيل وفي المناسبات الاجتماعية وغيرها.

ويقول شرف الدين لشبكة SciDev.Net: ”الرقم الحقيقي للاستهلاك اليومي أكثر من المعلن في تقديري، والسبب أن اليمن يُعد من بين دول قليلة في العالم لا تُعد إمدادات المياه الحكومية فيها صالحةً للشرب؛ نظرًا إلى أن شبكاتها متهالكة، ولا خيار آخر أمام الملايين إلا استخدام المياه المعبأة مهما كانت تكلفتها“.

وزاد الاستهلاك في العامين الأخيرين لعدة أسباب، أبرزها كثافة الإنتاج، إذ زاد عدد الشركات المنتجة للمياه المعبأة على نحوٍ كبير، بالإضافة إلى شيوع بعض الأمراض المعدية وأولها الكوليرا وكوفيد-19، لذا حرص الناس على تأمين مياه شرب مأمونة لتجنِّبهم انتقال العدوى.

وفي سوريا التي تعاني أزمة مياه عمومًا، يقول أحمد الأصلان، صاحب معمل لفلترة المياه في مدينة إدلب: ”انتشار جائحة كورونا زاد من استهلاك أهالي إدلب للمياه المعبأة؛ لأن مياه الشرب التي اعتاد الأهالي شراءها من صهاريج الباعة المتجولين تكون مجهولة المصدر، وتغيب عنها المراقبة والتعقيم“، مشيرًا إلى أن معظمها مياه آبار تتميز بأنها مياه كلسية، ما يدفع الأهالي إلى تصفيتها بالطرق البدائية بالغلي والترقيد، أو شراء المياه المعبأة المفلترة آليًّا.

ويؤكد الأصلان أن المبيعات كانت قبل انتشار جائحة كورونا حوالي 15 ألف لتر من المياه يوميًّا، وبعد انتشار الجائحة في يوليو عام 2020 تراوحت بين 20 و25 ألف لتر يوميًّا.

أحد أهالي مدينة إدلب، أنور الحسن، يضطر إلى شراء 10 لترات من المياه المعبأة يوميًّا لتأمين احتياجات الشرب لعائلته المكونة من 5 أفراد، ما يمثل عبئًا إضافيًّا على كاهله.

يقول الحسن: ”أحتاج شهريًّا إلى مبلغ 20 دولارًا أمريكيًّا ثمنًا للمياه المعبأة، علمًا بأن راتبي يبلغ 150 دولارًا“.

في حين شذ الأردن عن القاعدة في بداية الجائحة؛ حيث تأثر توزيع المياه المعبأة بفترات الإغلاق والحظر الكلي والجزئي.

يقول عامر الشرايدة -مالك مصنع بريق الدرة لتعبئة المياه الصحية بالأردن- لشبكة SciDev.Net: ”أحدثت الإغلاقات في بداية الجائحة ضررًا بالغًا في عملية الإنتاج، فانخفضت المبيعات 70%، إذ إن الحياة العامة كانت متوقفةً أو شبه متوقفة“.

وتبين أرقام المصنع انخفاضًا واضحًا في كميات استهلاك المياه خلال عام 2020؛ إذ وصلت إلى 3000 متر مكعب فقط، بعد أن كانت في عام 2019 قرابة 10 آلاف متر مكعب.

بدأ الإنتاج يرتفع مرةً أخرى خلال العام الجاري؛ إذ سجل المصنع حتى سبتمبر الماضي قرابة 5 آلاف متر مكعب.

يقول الشرايدة: ”بدأنا نعود -ولكن ببطء شديد- إلى سابق عملنا بعد أن قررت الحكومة فتح القطاعات، وإلغاء تدابير الحظر، وتحديدًا بعد النصف الأول من العام الجاري، إذ أسهمت حركة الشارع ورجوع الناس إلى الحياة الطبيعية في هذه العودة التدريجية“.

وترى سوزان الكيلاني -مساعد أمين عام سلطة المياه لشؤون المختبرات والنوعية الأسبق في وزارة المياه والري بالأردن- أن الأرقام التي تحدث عنها الشرايدة تشير إلى ما أحدثته جائحة كورونا بواقعية كبيرة.

وتقول للشبكة: ”خلال الجائحة -التي ما زالت مستمرة- كانت معظم القطاعات تعمل بنصف طاقتها، وإمدادات المياه المعبأة لم تكن بالكمية نفسها التي تعودوا عليها، بالرغم من أن الناس لم تشعر بذلك، وكان تركيزهم على استخدام المياه التي يتزودون بها من خلال الأنابيب والتوزيع الأسبوعي لغايات النظافة الشخصية“.

وتعتقد سوزان أن انخفاض مبيعات المياه المعبأة يعود إلى عدم قدرة المستهلكين على الحصول على هذه المياه بسبب الإغلاقات.

هذا بالإضافة إلى أن عناصر الإنتاج من مواد خام وآلات وكادر بشري تأثرت بسبب الجائحة، بأنماط متعددة، إذ إن الاغلاقات أثرت كثيرًا على الاستيراد، وتوقف عدد كبير من المصانع عن العمل، وهي التي تحتاج الى أيدٍ عاملة وصيانة مستمرة أو حتى تشغيل لضمان استمرارها.

وعن الأثر الاقتصادي يشير الأصلان إلى أن غلاء أسعار المياه المعبأة، خاصةً بعد الجائحة، يعود إلى التكاليف العالية للمواد المستخدمة في عملية التصنيع –والتي باتت شحيحة- مثل المحروقات اللازمة لتشغيل آلات التعبئة والتغليف، والعبوات البلاستيكية ومواد التعقيم المستوردة من الخارج.

 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا