Skip to content

06/06/22

قلق بشأن جاهزية المنطقة لمواجهة جدري القردة

33525290366_b8b8e39831_k
حقوق الصورة:Laura Gil Martinez / IAEA. CC license: (CC BY-NC-ND 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • إمكانيات بلدان الإقليم تطورت في مجال التأهب والاستعداد والاستجابة، بما في ذلك القدرات المختبرية
  • انتشار جدري القردة محدود للغاية في الإقليم، ويمكن احتواء المرض باتباع السلوك القويم
  • لا ينتشر بسهولة، ولن يضغط على الأنظمة الصحية، وهذا لا يعني التهاون

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] حتى الآن، لم تتعدَّ حالات الإصابة بفيروس جدري القردة في الشرق الأوسط، خلال التفشِّي الأخير الذي حدث قبل نحو ثلاثة أسابيع، تسع حالات فقط، ثمانٍ منها في دولة الإمارات وحالة واحدة في المغرب، ومع ذلك يتزايد القلق الذي تغذيه شائعات تدور حول ’التخليق البيولوجي‘ لسلالة جديدة من الفيروس، أكثر قابليةً للانتشار، مع أعراض أكثر قسوة.

ورغم رسائل الطمأنة التي أرسلها المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط خلال مؤتمره الصحفي يوم 26 مايو الماضي، بتأكيد أنه لم يُرصد أي تغيُّر جيني عن الفيروس القديم المكتشَف في غرب أفريقيا عام 1958، إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا ليغلق المتوجسون باب القلق، ووجدوا ضالتهم هذه المرة في التشكيك بامتلاك المنطقة للقدرات المختبرية التي تعينها على اكتشاف الإصابات.

علَّق خالد بيومي على صفحته بموقع فيسبوك، وهو يعرِّف نفسه بأنه صيدلي بوزارة الصحة المصرية: ”ألا ترون أن وجود حالات الإصابة في دولة الإمارات فقط، مؤشر على التبايُن الواضح بين دول المنطقة في الإمكانيات المختبرية؟“.

جلب تعليق بيومي الكثير من المؤيدين؛ لما ذهب إليه من تشكيك، لكن شيرين النصيري -المسؤولة الطبية بوحدة التأهُّب لمخاطر العدوى والوقاية منها بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية- ردت بالأرقام، لشبكة SciDev.Net، على كل المتخوفين والمشككين.

قارنت شيرين بين الإمكانيات المختبرية قبل عامين ونصف عندما داهمت جائحة كوفيد-19 المنطقة، والوضع الآن، وقالت: ”لا شك في أن الاستجابة للجائحة طورت من قدرات بلدان الإقليم في مجال التأهُّب والاستعداد والاستجابة، بما في ذلك القدرات المختبرية“.

وأضافت: ”يكفي أن نعلم أنه قبل الجائحة كان عدد المراكز المختبرية القادرة على إجراء تحليل تسلسل الجينوم البشري لا يتجاوز 40 مختبرًا، ووصل العدد الآن إلى ما يقرب من 650 مختبرًا تغطي بلدان الإقليم كافة، ما يجعل الإقليم أكثر استعدادًا للاستجابة لجدري القردة“.

وإذا كانت الأرقام التي ذكرتها شيرين تشير إلى كيفية تحوُّل الجائحة من محنة إلى منحة، فثمة تعليقات أخرى ترى أن الجائحة لا تزال محنةً كبرى ستترك أثرًا على قدرة الأنظمة الصحية في التعامل مع الخطر الجديد لجدري القردة.

يقول منذر الورفلي -وهو شاب جامعي من ليبيا- على صفحته بموقع فيسبوك: ”ما زلنا نعاني من جائحة كوفيد-19، ويأتي جدري القردة، كيف ستتعامل المستشفيات مع هذا الخطر الإضافي، مع قلة عدد الأطباء وفرق التمريض؟“.

وتصر شيرين على الجانب الإيجابي للجائحة، مشيرةً إلى أن هناك اختلافًا كبيرًا بين جدري القردة و’كوفيد -19‘؛ فليس من المعتاد انتشار الأول بسهولة بين الناس، لأنه يتطلب مخالطةً جسديَّةً وثيقةً بالشخص المصاب، على عكس الثاني، ما يعني أن جدري القردة لن يسبب ضغطًا على الأنظمة الصحية، فيمكن احتواء المرض عبر اتباع السلوك الصحي.

ورغم الاختلاف بين الاثنين، تؤكد شيرين أن الدروس المستفادة من التصدي لجائحة ’كوفيد-19‘ ستعزز من قدرة البلدان على التعامل مع أي خطر جديد.

ولا ترى شيرين فرقًا بين الدول التي لا تزال تئن تحت وطأة الصراعات، والدول الأخرى المستقرة سياسيًّا وأمنيًّا فيما يتعلق بالاستجابة لتفشي ’جدري القردة‘، وقالت: ”بصفة عامة، جدري القردة ليس من الأمراض التي تنتشر نتيجةً لانهيار البنية التحتية والمرافق الحيوية، كالكوليرا وغيرها من الأمراض المشمولة باللقاحات“، مشيرةً إلى أنه في التفشي الحالي غير معروف بعد أين بدأت الحالات أو كيف، وتُجرى حاليًّا استقصاءات عديدة لتحديد المصدر المحتمل للعدوى، والحد من استمرار الانتشار.

وتؤكد شيرين أن المكتب الإقليمي سيقوم بتزويد وزارات الصحة في جميع دول الإقليم بقائمة بالمراكز المتعاونة لشحن العينات والاختبار، مع الحفاظ على إمدادات كافية من الكواشف ومجموعات الاختبارات المعملية.

حاليًّا، لا ترى شيرين حاجةً إلى اتخاذ خطوات في اتجاه توفير لقاح جدري القردة الجديد ’جينوس‘، لمنطقة شرق المتوسط، ”في الوقت الراهن، لا يزال انتشار الفيروس محدودًا للغاية في الإقليم، ومن الممكن احتواء التفشي في سائر بلدان العالم بتطبيق السلوكيات الصحية والإجراءات التي تعلمناها من جائحة كوفيد-19؛ فهي الأدوات الرئيسية للوقاية من المرض“.

”ولا يعني ذلك التهاون مع خطر جدري القردة، فالوضع يتطور، ولا بد أن نكون على استعداد وتأهب للاستجابة للتطورات“، وفق شيرين.

ويدخل في إطار الاستعداد لمواجهة أي تطورات، سؤال يطرحه المدرس المغربي سعد لشعير على صفحته بموقع ’فيسبوك‘، عن حقيقة امتلاك بعض الدول لمخزون من لقاح الجدري القديم، الذي توقف استخدامه في حملات التلقيح الوطنية، وتؤكد الهيئات الصحية الدولية أنه فعال بنسبة تصل إلى 85% مع جدري القردة.

ترد شيرين بأن بعض البلدان لديها اللقاح ضمن المخزونات الوطنية، وسبق أن أوصت المنظمة باستخدامه إجراءً وقائيًّا للأشخاص الأكثر تعرضًا للخطر (العاملين في المختبرات، والمستجيبين الأوائل) فقط، وكان من المقرر استعراض هذه التوجيهات مع ’فريق الخبراء الاستشاري الإستراتيجي المعني بالتمنيع‘ في شهر أكتوبر من هذا العام، ”وسوف يلزم التعجيل بذلك“.

يتوقع أحمد سالمان -مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات في معهد ’إدوارد جينر‘ بجامعة أوكسفورد بالمملكة المتحدة- أن تحدث تعديلات في هذه التوجيهات خلال الاجتماع، لا تتضمن بالضرورة توصيةً بإعادة التطعيم ضد الجدري، على الأقل في الوقت الحالي، ولكن قد تشمل التوجيهات توسيع نطاق التدابير الوقائية إذا ظهرت بؤر لتفشٍّ واسع للفيروس في بعض المدن.

ويضيف سالمان: ”يمكن حينها تطعيم الفئات الأكثر تعرضًا للخطر ولنقل العدوى كالأطفال“.

ويتفق سالمان مع ما ذهبت إليه شيرين من أن الجاهزية بالمنطقة أفضل في الوقت الحالي بعد أكثر من عامين ونصف من جائحة كوفيد-19.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا