Skip to content

11/07/21

وقود حيوي لمشروع سياحي سعودي

karl1
حقوق الصورة:Karl W.Feilder/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • مشروع البحر الأحمر السياحي على الساحل الغربي للسعودية يتعاقد لتزويده بالوقود الحيوي
  • اتجاه مثير من جانب المملكة، رغم ضخامة احتياطيات الغاز الطبيعي والنفط بأراضيها
  • تطمينات من المنتج بعدم الضغط على الموارد المائية ولا الأراضي الزراعية بالسعودية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] يلفت بشدة أن تتجه السعودية إلى تزويد مشروع لها بالوقود الحيوي، وهي عملاق الوقود الأحفوري، ذو الاحتياطات الضخمة من الغاز الطبيعي، والبلد النفطي المسيطر على كبرى المنظمات الجامعة للدول المصدرة له، والذي تحكَّم أمدًا طويلًا في إيقاع تجارته، شراءً وبيعًا، وعلى سوقه عرضًا وطلبًا، ما زاد على نصف القرن.

ويدهش للغاية أنه ربما اشتمل التوسع في هذا الاتجاه على سعي المملكة -رغم عدم قدرتها، أو ضعفها على الأقل- إلى زرع ما يلزم من مواد خام لاستخلاص الوقود الحيوي؛ فيكون مما تغله رقعتها الزراعية الضيقة؛ فهي بلد صحراوي، مجدبٌ أغلب أراضيه، شحيح الموارد المائية، ولطالما استورد أكثر احتياجاته من الغذاء والمزروعات، ولا يزال.

ففي نهاية شهر مايو الماضي، وقَّع كلٌّ من شركة ’أعمال المياه والطاقة- أكوا باور‘ السعودية وشركة ’نيوترال فيولز‘ –مقرها دبي بدولة الإمارات- مذكرة تفاهم للتعاون في توريد وقود حيوي لمشروع البحر الأحمر للسياحة بالمملكة.

يمتد المشروع على مساحة تزيد على 28 ألف كيلومتر مربع بامتداد شواطئ البحر الأحمر، ومخطَّط له أن يصبح وجهة سياحية فاخرة مستدامة على الساحل الغربي للمملكة، ويلحق بالمشروع مطارٌ على بُعد 15 كيلومترًا شرق المنطقة.

”يعتمد المشروع على أن تكون الطاقة الكهربائية المستخدمة في مرافقه بالكامل من مصادر متجددة ومستدامة“، كما يقول ياسر محمود، نائب المدير التنفيذي لشركة أكوا باور.

وهذه المصادر -كما يقول محمود لشبكة SciDev.Net– ”لا تتضمن استخدام الهيدروكربونات“.

دفع هذا شركة أكوا باور إلى العمل على ضمان قدرة نظام طاقة يقوم على مصادر طاقة متجددة، ومنها الوقود الحيوي، لا سيما والمحركات الموجودة بالفعل لا تحتاج إلى تعديلات من أجل استهلاكه بدلًا من الأحفوري، مما يسهل من استخدامه ويرفع من الجدوى الاقتصادية لإنتاجه.

للتوضيح، فإن السيد إبراهيم -الباحث في مجال إنتاج الوقود الحيوي ومدرس في علم الطحالب بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية- يقول للشبكة: ”بشكل عام، ينتج الجيل الأول من الوقود الحيوي عن طريق تحويل المواد الحيوية، حيوانية كانت أم نباتية، إلى وقود سائل مثل الإيثانول الكحولي أو الديزل الحيوي، ويمكن استخدامهما وقودًا لوسائل النقل المختلفة“.

يُذكر أن الوقود الحيوي يصنف بأربعة أجيال: الأول وهو المنتج من نباتات صالحة للأكل مثل السكر والنشا والذرة، والثاني ينتج من نباتات غير صالحة للأكل مثل الأخشاب والسليلوز، والثالث ينتج من الطحالب وبعض الكائنات الدقيقة، والجيل الرابع يستهدف تحويل الزيوت النباتية إلى وقود حيوي.

وفقًا للاتفاقية المبرَمة مع أكوا باور، سيُستخدم الوقود الحيوي لتزويد شبكة النقل بمشروع البحر الأحمر بالكامل بالطاقة.

والمستهدَف هو إنتاج وقود حيوي، ذي بصمة كربونية، صفرية الانبعاثات، أي بلا غازات دفيئة تُسهم في الاحتباس الحراري.

”يقلل الوقود الحيوي من تلوث الهواء وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 85%، مما يساعد على الحد من التغيرات المناخية“، وفق إيضاح وائل عبد المعز، أستاذ الهندسة الكيميائية، ورئيس مركز تطوير المشروعات وتكنولوجيا الأبحاث العلمية بمصر.

لذا يتوقع القائمون على المشروع أن يمنع انبعاث ما يقدر بنحو 500 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًّا باستخدام الطاقة المتجددة.

بدأت شركة ’نيوترال فيولز‘ في بناء مصفاة للوقود الحيوي بالسعودية، لدعم العديد من المشروعات المساعدة المرتبطة بمحطة بوابة البحر الأحمر في ميناء جدة، ومن المقرر أن يبدأ الإمداد الرئيس لمتطلبات طاقة المرافق نهاية عام 2022.

تختزن أراضي المملكة احتياطيات مؤكدة ضخمة من الوقود الأحفوري، إذ يناهز النفط 269 مليار برميل، ما يمثل خُمس احتياطي العالم منه، والغاز الطبيعي 333 تريليون قدم مكعب، ما يضع إنتاج الوقود الحيوي فيها أمام تحدٍّ كبير؛ فعند زيادة سعر الوقود الأحفوري عن 100 دولار للبرميل، يصبح الوقود الحيوي أقل تكلفة، عدا ذلك فهو أعلى كلفة.

ستزداد إمدادات الوقود الحيوي تدريجيًّا لمشروع البحر الأحمر، وفق كارل فيلدر، الرئيس التنفيذي لشركة نيوترال فيولز.يقول فيلدر: ”ستصل ذروة الإنتاج عند توريد ما يزيد على 6.5 ملايين لتر من الوقود الحيوي سنويًّا“.

يؤدي التوسع في إنتاج الوقود الحيوي من الزيوت إلى شح في كميات الزيوت المستعملة، وهو ما قد ينتج عنه ضغط على المصادر النباتية لهذه الزيوت كالذرة وفول الصويا، ما يعني زيادةً محتملة في استهلاك الأراضي والمياه للحصول على زيوت نباتية تغطي الاحتياجات.

ولربما اضطر المُنتِج إلى منافسة زراعات الغذاء على المياه والأراضي، وهو ما يمكن أن يمثل تحديًا في دول لا تملك رفاهية الأراضي الزراعية والمياه كالمملكة، لكن ’نيوترال فيولز‘ تصرح -عبر موقعها على الإنترنت- بأنها لا تستخدم أي منتجات زراعية صالحة للبشر؛ لأن هذا من شأنه حرمان شخصٍ ما من الطعام.

لكن فيلدر يُطمْئن بأن جميع عمليات إنتاج الوقود الحيوي للشركة تعتمد على مبدأ التجميع والتكرير والإمداد المحلي، موضحًا: ”ستجمع الشركة زيوت الطهي المستخدمة في الفنادق والمطاعم ومراكز التسوق وشركات إدارة النفايات داخل المملكة العربية السعودية“.

يشيد إبراهيم باستخدام مورد نفايات محلي كان يتم التخلص منه عبر نظم الصرف بإعادة توجيهه للاستهلاك البشري، لما له من فوائد بيئية، وينصح بأن الجيل الثالث -وهو إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب- قد يناسب المملكة في حالة التوسع في إنتاج الوقود الحيوي.

ويتميز الجيل الثالث بقدرة الطحالب على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو عبر البناء الضوئي، كما أنها تزيد من نسبة الأكسجين، ويتميز بعض أنواعها بالقدرة على النمو في المياه المالحة، ومن ثم -وفق إبراهيم- ”قد يجنِّب هذا الجيل المملكة الضغط المحتمل على المياه والأراضي الزراعية“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net  بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا