Skip to content

09/12/20

خريطة تفصيلية لتربات أفريقيا

Screenshot 2020-12-03 at 10.20.36
حقوق الصورة:iSDA/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • خريطة تفصيلية توضح خصوبة التربة في كل حقل بأفريقيا.. بغية تحسين الأمن الغذائي لسكان القارة
  • قد تسهم في تعزيز سبل العيش وتحسين صحة البشر في 54 دولة بالقارة السمراء
  • الخريطة متاحة على شبكة المعلومات الدولية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] تتوافر الآن خريطة تصف خصوبة كل حقل زراعي في أفريقيا، وترسم مدى خصب تربته في كل 30 مترًا.

الخريطة أنجزها باحثون من مبادرة ’iSDA‘، المهتمة بتقديم حلول مبتكرة في صناعة القرار بمجال الزراعة، وقد أسسها ثلاثة معاهد بحثية، هي: المعهد الدولي للزراعة الاستوائية، ومركز ’روتهامستد ريسيرش‘ المتخصص في علوم الزراعة، والمركز الدولي للزراعة الحرجية.

تعرض الخريطة تفاصيل 3.4 ملايين ميل مربع من الأراضي الصالحة للزراعة، في حوالي 24 مليار موقع بأفريقيا.

بذلك، ”تصبح القارة السمراء أولى القارات التي تمتلك تلك الخريطة الأكثر تفصيلًا“، وفق مطوريها.

يوضح مات ميلر، كبير علماء البيانات في المؤسسة وأحد مُعدِّي الخريطة: ”استغرق إعداد الخريطة اثني عشر عامًا من البحث، تضمنت جمع أكثر من مئة ألف عينة من التربة من جميع أنحاء أفريقيا وتحليلها، وتطوير اختبار جديد للتربة أسرع وأرخص من الاختبارات المعمول بها سابقًا، مع الاستعانة بتقنيات الاستشعار عن بُعد والأشعة تحت الحمراء لاختبار مئات العينات يوميًّا“.

بالإضافة إلى استخدام خوارزميات معقدة لدمج البيانات مع المعلومات المأخوذة من الأقمار الاصطناعية.

ويستهدف إطلاق الخريطة معالجة تحديات نقص الغذاء في أفريقيا، الناجم عن الأغذية المزروعة في تربة فقيرة أو غير جيدة، من خلال الحصول على معلومات أوفى عن التربة، تساعد المزارعين الأفارقة على تحسين جودة المحاصيل وتحقيق إنتاجية ودخل أعلى.

الخريطة متاحة لصانعي القرار ولكل ذي مصلحة في استخدامها، منذ يوم 28 نوفمبر الماضي، على موقع المؤسسة بشبكة المعلومات الدولية.

يشير ميلر إلى أن عددًا من المنظمات والحكومات تستخدم الخريطة بالفعل، بالإضافة إلى اعتماد الباحثين عليها بديلًا منخفض التكلفة لاختبار التربة.

يقول ميلر لشبكة SciDev.Net: ”تتيح الخريطة معلوماتٍ حيويةً عن التربة، مثل مستويات الحموضة، والمحتوى العضوي ومستويات العناصر الغذائية للتربة، ما يساعد في تحديد سبب سوء جودة التربة“.

ويستطرد: ”يلي ذلك اتخاذ إجراءات لمعالجة المشكلة المحددة، على سبيل المثال، بالنسبة للتربة منخفضة النيتروجين، يمكن إضافة سماد يحتوي على نسبة عالية من النيتروجين، أو التوصية بزراعة البقوليات التي تعيد النيتروجين إلى التربة“.

وفي حالة التربة ذات الكربون العضوي المنخفض، يمكن التوصية بالممارسات التي تساعد على استعادة الكربون في التربة، مثل إضافة السماد العضوي.

”من خلال تحديد مشكلة التربة بدقة، يمكننا منع التطبيق غير الضروري واستهداف المشكلة بعينها“، وفق ميلر.

يشير مطورو الخريطة إلى أن معرفة الوضع الحالي للمغذيات الأساسية للتربة، تمكِّن من زيادة الإنتاجية والربحية والفوائد البيئية، وتحسين حالة المحاصيل، ما سينعكس على تحسين الأمن الغذائي لأكثر من مليار شخص في القارة.

ليس هذا فحسب، فبالإضافة إلى تحسين سبل العيش، ستكون الخريطة مفيدةً أيضًا في المعركة ضد تغيُّر المناخ من خلال تحسين التقاط الكربون في التربة.

يشرح ميلر: تُعَدُّ التربة ثانية أكبر ’بالوعة‘ للكربون بعد المحيطات. التربة الصحية أفضل بكثير من التربة غير الصحية في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتقليل تأثير التغيرات المناخية.

يُثني عبد الحميد النجار -الأستاذ المساعد في قسم الأراضي بكلية الزراعة في جامعة المنصورة بمصر- على هذا الإنجاز الضخم، ويقول: ”رسم خريطة لتربة القارة بهذه الدقة العالية، سيكون له دور كبير في تحسين فهم الباحثين والمزارعين وصناع القرار لحالة التربة، ما سيكون له دور مهم في اتخاذ القرارات الزراعية“.

ويتابع: ”على سبيل المثال طريقة الري، سواء الري السطحي أو بالتنقيط أو الرش، والميكنة الزراعية المستخدمة في الزراعة، كلها أمور ستختلف باختلاف نوع التربة وجودتها“.

يتوقع النجار أن ”تُحدث الخريطة فارقًا تنمويًّا كبيرًا في دول القارة“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا