Skip to content

07/05/19

مخاوف من تفشِّي الأمراض المُعدية في ليبيا

Libya vaccination

نقاط للقراءة السريعة

  • السل والليشمانيا والجرب والحصبة والإسهال المائي الحاد آخذة في التفشي بين مواطني ليبيا
  • التحصين ضد الأمراض السارية يتطلب أموالًا وموارد بشرية يتعذر توفيرها بسبب القتال
  • مراكز الإيواء وملاجئ الفارين مكدسة وغير مؤهلة للاستيعاب وتلائم انتشار المعديات

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] تتزايد المخاوف من تفشِّي الأمراض المعدية في ليبيا، خاصةً في الملاجئ المؤقتة للنازحين، في ظل استمرار أعمال العنف والصراع الدائر في العاصمة الليبية طرابلس، منذ أوائل أبريل الماضي، وفرار أكثر من 40 ألف شخص من منازلهم.

كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في أبريل الماضي، خوفها من تفشِّي أمراض معدية؛ بسبب المياه غير النظيفة وما قد يترتب عليها من حالات الإسهال المائي الحاد، وهناك مخاوف أيضًا بشأن انتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، لا سيما أن البلاد شهدت منذ شهور حالات إصابة بالعديد من الأمراض المُعدية.

سجلت ليبيا أواخر العام الماضي 158 حالة إصابة بمرض الحصبة، وكانت أولى الحالات في مدينة القطرون، آخر مدن جنوب ليبيا، وكانت عن طريق مهاجر غير شرعي (طفل من النيجر)، ومنها انتقلت العدوى إلى باقي المدن.

يقول الوليد سيد أحمد -قائد فريق برنامج التحصين في مكتب منظمة الصحة العالمية بليبيا- لشبكة SciDev.Net: ”نظمت وزارة الصحة الليبية، بالشراكة مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسف، حملة تطعيم وطنية ضد الحصبة لكلٍّ من الأطفال الليبيين وغير الليبيين“.

ورغم أن المنظمة لم ترصد حالات حصبة جديدة منذ بدء القتال حول طرابلس الشهر الماضي، إلا أن الوصول إلى هدف القضاء التام على الحصبة، يتطلب الالتزام بالتحصين الروتيني، كما يجب توسيع مختبرات الحصبة المعتمدة وتعزيزها في جميع مناطق البلاد الثلاث، الشرق والغرب والجنوب.

يؤكد الوليد: ”ستحتاج كل هذه الأنشطة إلى تخصيص أموال وموارد بشرية كافية، وهو أمر صعب في الظرف الراهن“.

يقول مالك مصطفى -الطبيب بوزارة الصحة الليبية- لشبكة SciDev.Net: ”مع انشغال المنظمة بالتعامل مع هذه الحالات الطارئة، يُخشى ألا تستطيع تنفيذ خطتها في السيطرة على الحصبة وغيرها من الأمراض السارية، مثل السل والليشمانيا الجلدية والإسهال المائي الحاد والجرب“.

فبالإضافة إلى الحصبة، أُعلِنَ عن حالات إصابة بمرض الجرب في إبريل الماضي، وفي أكتوبر من العام الماضي أُعلِن رسميًّا عن إصابة أكثر من 200 شخص في مدينة تاورغاء، شمال ليبيا، بداء الليشمانيا الجلدي، وتم تشخيص 500 حالة بالإسهال المائي الحاد في ديسمبر الماضي، وخلال عامي 2016 و2017 سُجِّلت أكثر من 1500 حالة إصابة بمرض السل، منهم 80 طفلًا.

ويوضح مصطفى أن مراكز إيواء الفارين من القتال الدائر حول طرابلس، بيئة ملائمة جدًّا لانتشار هذه الأمراض المعدية، فهذه المراكز إما مدارس أو مباني سكنية قديمة مغلقة، ولا تتوافر فيها البنى التحتية اللازمة لتكون مكانَ إقامة جيدًا من حيث وجود خدمات المياه النظيفة والصرف الصحي، وهي مكدسة بالسكان.

يقول مصطفى: ”ثمة حالة هلع وخوف بين الفارين في مراكز الإيواء من عدم قدرتهم على متابعة جداول التطعيم الخاصة بأطفالهم“.

ويستطرد: ”وإن كنا نخشى أن يمنعنا استمرارُ القتال وما يتبعه من زيادة أعداد الجرحى والفارين، من الوفاء بالتطعيم؛ بسبب توجيه الدعم للحالات الطارئة“.

مشكلة أخرى داخل مراكز الإيواء، يشير إليها سالم مرسيط، أحد المتطوعين بالهلال الأحمر الليبي، وهي انضمام الكثيرين إلى فئة مرضى ضغط الدم المرتفع بسبب الإجهاد وصوت الصواريخ وإطلاق النار.

يقول مرسيط للشبكة: ”اكتشفنا إصابة الكثير منهم عند إجراء الفحص الروتيني، بينما طلب البعض الآخر فحصه بعد الشعور بأعراض الإصابة بالمرض“.

وإذا كانت وزارة الصحة ومنظمات الإغاثة -بما فيها منظمة الصحة العالمية- قادرةً حتى الآن على التعامل بشكل متوازن بين تقديم الدعم الطبي للحالات الطارئة، وسكان مراكز الإيواء، فإنها قد لا تستطيع الاستمرار.

يتساءل مرسيط: ”إلى متى سيستمر هذا الحال؟ التفكير في هذا السؤال مقلق جدًّا، ويقودنا إلى ضرورة وقف القتال؛ حتى نستطيع توجيه الجهود إلى برامج التحصين من الأمراض السارية والأمراض التي يمكن الوقاية منها باستخدام اللقاحات“.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا