Skip to content

21/09/23

س و ج مع نائب رئيس شبكة التواصل العام للعلوم والتكنولوجيا

ME111 (1)

نقاط للقراءة السريعة

  • المنطقة متأخرة في وضع إستراتيجية واضحة للتواصل العلمي، وما من إستراتيجية على المستوى القطري لكل دولة
  • السياق والوضع ’الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والتعليمي والبحثي‘ لأي بلد يؤثر في التواصل العلمي
  • مستقبل التواصل العلمي بالمنطقة مشرق، واللحظة الحالية ذهبية، لو لم ندركها فلن تتكرر

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

هو أول عربي بأعلى السلم الإداري لشبكة من أوائل شبكات التواصل العلمي في العالم، فقد انتُخب محمد السنباطي نائبًا لرئيس شبكة التواصل العام للعلوم والتكنولوجيا.

السنباطي حاصل على درجة الماجستير في التواصل العلمي من جامعة إدنبرة في بريطانيا، وعلى درجة البكالوريوس في الصيدلة من جامعة الإسكندرية بمصر، وهو يعمل صحفيًّا علميًّا مستقلًّا منذ أحد عشر عامًا، واستشاري تواصل علمي لدى العديد من الجهات مثل المجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة ألف اختراع واختراع والجامعة الأمريكية بالقاهرة.

شارك السنباطي أيضًا في تأسيس المنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي، وهو أيضًا عضو بالاتحاد الدولي للإعلاميين العلميين، وعضو رابطة الكتاب العلميين البريطانيين.

حول دوره ودور الشبكة في تطوير التواصل العلمي بالمنطقة، كان حوار SciDev.Net مع السنباطي.

ما موقع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من التمثيل في الشبكة؟

تاريخ الشبكة يمتد لأكثر من ثلاثة عقود، وكانت البداية في عام 1989 خلال الاجتماع الدولي الأول للتواصل العلمي الذي عُقد في فرنسا، وقرر المشاركون في هذا الاجتماع إنشاء الشبكة.

في هذا التوقيت بدأت ملامح المجال تتبلور بشكل أكبر من خلال إطلاق أحد أول البرامج الدراسية في التواصل العلمي، بكالوريوس وماجستير في التواصل العلمي بالجامعة الوطنية الأسترالية، وكان من بين مؤسسي هذا المنهج الدراسي أعضاء مؤسسون للشبكة.

كان الهدف من إنشاء الشبكة هو إتاحة فرص التبادل والتعاون بين الباحثين والمتخصصين في التواصل العام في مجال العلوم والتكنولوجيا، ومرت الشبكة عبر تاريخها بمجموعة من التحولات، في البداية على سبيل المثال كان معظم المشتركين فيها أعضاء متحدثين بالفرنسية فقط، فهي نشطة جدًّا في كندا وفرنسا، لكن اللافت للنظر خلال هذه المدة هو أن التمثيل من منطقتنا لم يكن واضحًا، تحديدًا من الدول العربية.

كانت معظم المشاركات أو التمثيل من أكاديميين أو صحفيين علميين من المنطقة العربية في مؤتمر الشبكة الذي يُعقد كل سنتين، لكن لم يكن هناك تمثيل في اللجنة العلمية الخاصة بالشبكة، وهي المسؤولة عن إدارة الشبكة وفعالياتها بشكل عام.

كان اللافت أيضًا وجود حضور من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن من غير المتحدثين بالعربية، على سبيل المثال إسرائيل، كانت تحظى بعضويات في الشبكة وفي اللجنة العلمية وحضور في مؤتمرات الشبكة، أتذكر أنه في أحد المؤتمرات كان عدد المشاركين من إسرائيل أكبر من عدد المشاركين من كل الدول العربية.

لقد كانت مشاركات المنطقة عمومًا على استحياء، حتى انتُخبت في اللجنة العلمية للشبكة منذ سنتين، وكنت أول عربي ينضم إليها.

وفي العام الحالي تم انتخابي نائب الرئيس، كأول نائب رئيس من المنطقة العربية، والرئيسة من كوريا الجنوبية، كأول رئيس من خارج أوروبا والأمريكتين وأستراليا.

في رأيك هل المنطقة متأخرة في مجال التواصل العلمي؟ أم أنها تحاول اللحاق بالركب؟

أنشطة التواصل العلمي تحدث في المنطقة العربية منذ فترة بعيدة، فمجلة اليعسوب الطبية والتي تم تأسيسها في عهد الخديوي إسماعيل بمصر تُعَدُّ من أقدم المجلات في الوطن العربي، وكانت تصدر شهريًّا، بل ثمة كلام عن أنشطة تواصل علمي بعد البعثات التي أرسلها محمد علي إلى الخارج ونقل العلوم الحديثة إلى مصر.

لكن التواصل العلمي بمفهومه الحالي تاريخه قريب جدًّا؛ فهو مجال ناشئ عموما، وأعتقد أن المملكة المتحدة هي الأكثر تقدمًا في هذا المجال؛ إذ بدأ المفهوم يتبلور في الثمانينيات المنصرمة من خلال تقرير بودمر تحت عنوان ’فهم العموم للعلوم‘، والذي جرت مناقشته في البرلمان البريطاني حول علاقة العلوم بالمجتمع، وكان من أهم توصيات التقرير أن تكون هناك جهود واضحة لتوصيل العلوم إلى المجتمع ولرأب الفجوة بينهما.

لا يمكننا القول بأن المنطقة متأخرة في مجال التواصل العلمي؛ لأن هذا الوضع تشاركنا فيه دول أخرى كثيرة خارج المنطقة، ولكن أرى أننا متأخرين في وضع إستراتيجية واضحة للتواصل العلمي، فهناك أنشطة كثيرة في العديد من دول المنطقة، سواء من جهات حكومية أو خاصة.

هلا ذكرت لنا بعض الأمثلة؟

بدأ مصطلح التواصل العلمي في المنطقة يبرز من خلال مبادرات مختلفة، على سبيل المثال مسابقة مختبر الشهرة، التي تعتمد على شرح أحد المفاهيم العلمية لعامة الناس، وفي ثلاث دقائق فقط، وهي إحدى كبريات المسابقات الدولية للتواصل العلمي، إذ كانت أول إطلالة لها على المنطقة العربية عام 2010، حين استضافتها مصر، وما لبثت المسابقة حتى تم استنساخها في دول عربية أخرى مثل ليبيا والمغرب وقطر.

أيضًا مبادرة شارع العلوم في مصر، وكانت تقدم عروضًا علمية على مستوى الدول العربية.

أذكر أنه في عام 2015 في مصر دُعيت إلى اجتماع لبعض رواد الإعلام والتواصل العلمي في مصر، وكان هذا اللقاء نواةً لإطلاق أسبوع العلوم المصري ثم أسبوع العلوم العربي.

في السعودية مثلًا هناك مسعى لإنشاء مراكز علمية في كل مدنها؛ بهدف النهوض بمستوى التفكير العلمي لدى الطلبة؛ لتُسهم في نهضة المملكة وريادتها، وبالفعل زاد عدد تلك المراكز مؤخرًا في البلاد.

وفي مجال المهرجانات العلمية أطلقت أبو ظبي مهرجان العلوم  السنوي، الذي يوفر أنشطة مليئة بالمرح لجميع أفراد الأسرة من خلال ورش عمل ومعارض وعروض علمية.

أيضًا في مصر تم إنشاء مجلس بحوث الثقافة والمعرفة بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا لنشر الثقافة العلمية عبر مجموعة أنشطة خاصة بالتواصل العلمي.

 لكن مع كل هذا لا توجد إستراتيجية وطنية واضحة لكل دولة، بخلاف دول أخرى خارج المنطقة لديها إستراتيجيات واضحة وأهداف تسعى لتحقيقها في مجال التواصل العلمي.

حصلت على درجة الماجستير في التواصل العلمي من جامعة بريطانية، فماذا عن المناهج الأكاديمية في المنطقة بهذا المجال؟

أذكر أنني كنت أول مصري يحصل على شهادة ماجستير في التواصل العلمي من خلال منحة تشيفنينج البريطانية، وكان عدد الحاصلين على الماجستير في التواصل العلمي من المنطقة لا يتجاوز 20 وقتها.

نحن متأخرون في وضع منهج أكاديمي للإعلام والتواصل العلمي يدرس على مستوى الجامعات العربية، والمتاح هو برنامج واحد فقط في الجزائر ويمنح درجة الماجستير في الصحافة العلمية، وبرنامج آخر متعلق بالتواصل في مجال الصحة يمنح درجة بكالوريوس في آداب التواصل الصحي من الجامعة الأمريكية ببيروت.

وهناك أيضًا برامج تدريبية في مجال الصحافة العلمية، كما أنني شاركت في إعداد دليل عملي حول أساسيات الصحافة العلمية، بتمويل من المجلس الثقافي البريطاني في مصر.

ولكن هناك دولًا أخرى لديها برامج بكالوريوس وماجستير ودكتوراة في التواصل العلمي، ونحتاج الآن إلى الاستثمار في بناء القدرات بشكل منهجي في هذا المجال بالمنطقة.

وعلى مستوى الأنشطة في الدول العربية -بغض النظر عن غياب الرؤية- فهناك محاولات تجري؛ لأن أي برنامج يقدم تواصلًا علميًّا باللغة العربية فهو في الغالب يخاطب المنطقة بأكملها.

وهناك العديد من المهتمين بالتواصل العلمي في العالم العربي من خلال قنوات اتصال مختلفة، ولكن كلها في النهاية محاولات وتوجهات فردية دون رؤية موحدة تجمعها.

ولهذا السبب تقرر تدشين المنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي.

حدثنا عن المنتدى..

كان هذا خلال فترة كوفيد-19؛ إذ تجلى الاهتمام الكبير بالتواصل العلمي، وجاءت فكرة المنتدى بالمشاركة مع زملائي مؤسسي سيكوم إكس، وهي شركة استشارات في مجال التواصل العلمي والاستدامة.

خلال هذه الفترة كنا قد وصلنا إلى الكتلة الحرجة، هناك أشخاص مهتمون بمجال التواصل العلمي وآخرون يعملون في هذا المجال، فكان من المهم ربط بعضهم ببعض لنقل الخبرات، وأعتقد أن المنتدى تسبب في حراك جيد خلال دوراته الثلاث 2021 و2022 و2023، بالإضافة إلى بناء القدرات من خلال تقديم ورش عمل قصيرة خلال جلسات المنتدى.

هل وجودك في منصب إداري بشبكة ’دولية‘ في صالح المنطقة؟

طبعًا، لأنه للأسف الشديد مجال التواصل العلمي تم تطويره بشكل كبير في الدول المتقدمة، وهذا المنظور الغربي طاغٍ على المجال.

لاحظت بعد عودتي من بريطانيا إلى مصر أن هناك أمورًا لم أستطع تطبيقها؛ لأن السياقات مختلفة، وهناك أمور أخرى يمكن تطبيقها في مصر بصورة أفضل من بريطانيا، وبدأت أدرك أن السياق الاجتماعي والثقافي بالإضافة إلى وضع التعليم والبحث العلمي والوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلد يؤثر في التواصل العلمي؛ لأن العلاقة بين العلم والمجتمع من المحددات الرئيسية في هذا المجال.

هناك خبرات مختلفة في منطقة الجنوب النامي يمكن للمجتمع الغربي الاستفادة منها، وهي أحد الأمور التي نركز عليها حاليًّا في عملنا بالشبكة من خلال تطبيق العدالة والتنوع والشمولية، لدمج خبرات من مناطق لم تكن ممثلةً في الشبكة من قبل، وعلى رأسهم بالنسبة لي المنطقة العربية.

ماذا عن أنشطة الشبكة بخلاف المؤتمر الذي يُعقد كل عامين؟

المؤتمر هو النشاط الرئيس، وعُقد تقريبًا في كل قارات العالم، لكنه لم يُعقد قَط في المنطقة العربية.

تنظم الشبكة أيضًا ندوات على مستويات إقليمية سنويًّا، لدينا خلال الشهر الجاري سواء على مستوى الجامعات أو البرامج التدريبية، وهذا في سياق أحد المشروعات الكبيرة التي تعمل الشبكة عليها حاليًّا وهي ’منتدى التدريس‘، ومن خلاله تم إنشاء قاعدة بيانات لكل برامج التدريس على مستوى الجامعات وبرامج التدريب في مجال التواصل العلمي على مستوى العالم.

أيضًا نعمل حاليًّا على مشاريع متعلقة بتصميم منهج حول أساسيات التواصل العلمي ليكون متاحًا للجهات التي تسعى لإنشاء برامج أكاديمية في هذا المجال.

لدينا أيضًا قائمة بريدية تضم أكثر من ألفي شخص، وهي من أكبر القوائم البريدية الموجودة في مجال التواصل العلمي، ننشر خلالها الأخبار والفرص، وتعتمد على مساهمات المشاركين في القائمة، وهي مفتوحة لغير الأعضاء بالشبكة.

ننظم أيضًا ندوة عبر الإنترنت شهريًّا، بعضها يكون مفتوحًا للجميع وأخرى للأعضاء فقط، تتناول مختلِف الموضوعات في مجال التواصل العلمي.

كم عدد أعضاء الشبكة؟ وماذا عن الأعضاء من المنطقة؟

800 عضو من 66 دولة.

وليس لديَّ معلومة محددة حول الأعضاء من المنطقة، لكنه عدد قليل جدًّا ما بين 5– 10 فقط، وأحاول تغيير هذا الوضع من خلال الترويج لأعمال الشبكة في المنطقة، ومن خلال خلق تعاون وشراكة بين المنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي والشبكة.

كيف ترى دور الشبكة الآن في المنطقة خاصة؟

حريص على أن يكون وجودي في هذا المنصب عاملًا مساعدًا لتقدم الإعلام والتواصل العلمي في المنطقة، بشكل مبدئي هناك نية لعقد شراكة بين المنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي والشبكة، ومن خلال هذه الشراكة سنرى كيف يمكن أن تكون الشبكة ذات حضور أكبر في المنطقة.

أعمل حاليًّا على زيادة الأعضاء في الشبكة من الباحثين والأكاديميين من المنطقة.

وأحد المشروعات التي أطمح إليها هو استضافة إحدى ندوات الشبكة في المنطقة العربية، وفي المستقبل استضافة أحد المؤتمرات أيضًا في المنطقة، نأمل أن يكون في دولة عربية في عام 2029.

وأتمنى عقد شراكات على مستوى عالمي بين هيئات أو جامعات مهتمة بالتواصل العلمي في المنطقة وأخرى نظيرة لها في دول العالم؛ لتبادل الخبرات في الاتجاهين.

أيضًا أحد المشروعات الطموحة أن يكون هناك إسهام للشبكة في تطوير منهج أكاديمي لتدريس التواصل العلمي في المنطقة العربية.

كيف ترى مستقبل التواصل العلمي في المنطقة؟ وماذا تأمل؟

بشكل عام متفائل، وأرى المستقبل مشرقًا، وهي لحظة ذهبية لو لم ندركها فلن تتكرر، وربما لو سُئلت هذا السؤال منذ عامين قبل جائحة كوفيد-19 لكانت الإجابة مختلفة.

آمل مزيدًا من مشاركة الحكومات وصناع القرار في مجال التواصل العلمي؛ لأنه من دون رؤية شاملة وتفكير إستراتيجي لن نستطيع تحقيق أهداف واضحة على المدى الطويل، آمل أن يتحقق هذا على المدى القريب، وآمل أيضًا أن نرى أول برنامج أكاديمي باللغة العربية في مجال التواصل العلمي.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا