Skip to content

18/11/19

رأب صدع التواصل العلمي في الدول الإسلامية

Islamic countries
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Mohamed Elsonpaty

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

تواجه الدول الإسلامية العديد من التحديات فيما يتعلق بالعلوم والتكنولوجيا، وفي مقدمة تلك التحديات رأب الصدع بين العلم والمجتمع عبر التواصل العلمي الفعال.

كانت تلك هي نقطة انطلاق حلقة نقاشية حول التشبيك في مجالات التواصل العلمي بين الدول المنتمية إلى منظمة التعاون الإسلامي، كجزء من فعاليات برنامج التبادل العلمي والتكنولوجي، الذي نظمته مؤسسة المصطفى للعلوم والتكنولوجيا بالعاصمة الإيرانية طهران، منتصف نوفمبر الجاري.

ضمت الحلقة النقاشية عددًا من المتخصصين في العديد من مجالات التواصل العلمي من إيران وباكستان وأوغندا ولبنان ومصر. إذ عرض المتحدثون تجارب دولهم في مد الجسور بين العلم والمجتمع، إلى جانب مناقشة سبل التعاون بين الدول الإسلامية على صعيد التواصل العلمي.

الأولويات مختلفة، هذا ما أكده ويليام أودينجا رئيس رابطة الصحفيين العلميين بأوغندا. إذ بيَّن أن طبيعة التحديات في مجال العلم والتكنولوجيا التي تواجه بلاده تختلف عن الدول الأخرى. الأمر الذي انعكس بمقتضى الحال على أولويات الصحافة العلمية والإعلام العلمي، لتصبح موضوعات الصحة والزراعة أهم ما تركز عليه أنشطة التواصل العلمي.

في الوقت ذاته أشارت زينب الصفار -الأكاديمية والإعلامية العراقية اللبنانية- إلى أن الإعلام ووسائل التواصل تشهد تغيرات جذرية عديدة، وأوضحت أن وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت قد أحدثا ثورةً بالغة الأثر فيما يتعلق بطرق توصيل العلوم وتبسيطها إلى كافة أفراد المجتمع. كما ترى أن تلك الثورة التكنولوجية قد تمثل أحد الحلول والفرص للتواصل العلمي والتشبيك الدولي بهذا المجال.

أضف إلى هذا أن دول منظمة التعاون الإسلامي ذات طيف واسع جغرافيًّا وثقافيًّا، إذ تمتد بين أفريقيا وآسيا وتمتلك لغات مختلفة وخلفيات حضارية متنوعة. كما أن اختلاف التوجهات السياسية بين تلك الدول يمثل عائقًا رئيسيًّا أمام تحقيق تكامل علمي وتكنولوجي فيما بينها، مما يمثل تحديًا أمام التشبيك في مجالات التواصل العلمي.

لذا يرى منظور حسين -رئيس المؤسسة العلمية لمنظمة التعاون الاقتصادي- أن فكرة إقامة شبكة للتواصل العلمي بين الدول الإسلامية، بحاجة إلى إرادة سياسية من صناع القرار بالمقام الأول.

”لكن من خلال أطر العمل الملائمة يمكن إقامة شبكة فعالة وناجحة للتواصل العلمي بين الدول الإسلامية“، وفق حسين.

على الجانب الآخر، رأى بعض المتحدثين أن مساعي التشبيك على مستوى دولي في مجالات التواصل العلمي ينبغي أن ترتكز بالأساس على وجود شبكات محلية فاعلة. إذ إن إقامة شبكة فعالة للتواصل العلمي تنطوي على ضرورة نجاحها واستدامتها، الأمر الذي لن يتحقق إلا بوجود قاعدة صلبة للمتخصصين في المجال بكل بلد.

”أعتقد أن إنشاء شبكة فعالة للتواصل العلمي يجب أن يبدأ من القاعدة إلى القمة عبر الشبكات المحلية الموجودة بالفعل“، وهو ما عارض به أحد الحضور رأي حسين.

في خضم تلك المناقشة أوضحت زارين زاردار -الأستاذ المساعد في علوم الاتصال بجامعة العلامة الطباطبائي الإيرانية- أن وجود كافة الأطراف المعنية من المجتمع العلمي وصناع القرار والعاملين بالإعلام والمتخصصين في التواصل العلمي، أحد ضمانات فاعلية تلك الشبكة.

كما شددت زارين على أهمية العمل المؤسسي لدعم إقامة شبكة دولية للتواصل العلمي بالعالم الإسلامي.

بطبيعة الحال هناك المزيد من التحديات الأخرى التي تواجه التواصل العلمي بالدول الإسلامية، والتي أوضحها المشاركون في المؤتمر. فعلى سبيل المثال هناك فجوة بين المتخصصين بالمجالات المختلفة المتعلقة بالتواصل العلمي، بالإضافة إلى غياب أنشطة بناء القدرات لكلٍّ من العاملين بالتواصل العلمي والمنتمين إلى المجتمع العلمي، كما أن الإرث الاستعماري أسهَم في عرقلة التعاون على مستوى دولي.

وفي نهاية المؤتمر جاءت التوصيات لتشدد على أهمية إقامة شبكة للتواصل العلمي بين الدول الإسلامية، مع تعهُّد من قبل مؤسسة المصطفى للعلوم والتكنولوجيا باتخاذ خطوات في هذا الصدد في القريب العاجل.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا