Skip to content

27/04/20

حتى لا تقع في فخ التضليل في أثناء تغطية قضايا كوفيد-19

COVID-19 Misinformation
سوني إفرون المدير التنفيذي للمؤسسة الوطنية للصحافة حقوق الصورة: Rehab Abd-Almohsen/ SciDev.Net

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

منذ أيام، اقترح الرئيس الأمريكي ’دونالد ترامب‘ حقن مرضى كوفيد-19 بالمطهرات للقضاء على الفيروس، بل ولفت أيضًا إلى أن أشعة الشمس يمكن استخدامها لعلاج المصابين بالفيروس.

ومع بداية تفشي الفيروس المستجد، جرى تداول مقاطع فيديو عبر تطبيق واتس آب، تتحدث عن سيناريوهات مختلفة واتهامات لجهات متعددة بتخليق الفيروس داخل المعامل.

وعلى تويتر روج مغردون لسيناريو آخر يربط بين انتشار الفيروس وشبكات الجيل الخامس للمحمول.

وفي بعض الدول العربية رفض أهالي قرى دفن المتوفين من جَراء الفيروس في قراهم، خوفًا من انتشار الفيروس في الجو وتفشِّي المرض.

كلها معلومات مغلوطة وبعيدة عن الحقائق العلمية، يقف أمامها الصحفي حائرًا يتساءل: هل الأفضل تغطية تلك الأفكار لتوضيح الحقيقة أم تجاهلها؟  وكيف تكون تغطية الأخبار الكاذبة؟ هل تصحيح المعلومات المضللة هو الحل أم هو جزء من المشكلة؟ وإذا جرى تصحيح الأكاذيب، فهل هذا كافٍ لوضع نهاية لهذا اللغط؟

”إنه القرار الأصعب في أثناء تغطية الكوارث“، على حد قول دوني أوسليفان، الصحفي المعني بتغطية المعلومات المضللة في مؤسسة سي إن إن.

خلال تدريب عبر الإنترنت ’ويبينار‘ نظمته المؤسسة الوطنية للصحافة بعنوان ’تتبع أخبار كوفيد-19 الخاطئة والمعلومات المضللة‘، يوم 9 أبريل الجاري، قال أوسليفان في حديثه إنه ”لا يوجد علم أو قاعدة ثابتة تحدد متى يمكن تغطية حدث ومتى يجب تجاهله“.

في حين يرى أوسليفان أنه على سبيل المثال في تغطية قصة مثل شبكات الجيل الخامس للمحمول وربطها بتفشي الفيروس، اتخذت بعض الصحف الكبرى قرار تجاهُل نظرية المؤامرة، حتى حدثت واقعة حرق أبراج شبكات الجيل الخامس في بريطانيا، فكانت نقطة تحول، استدعت التغطية، وهو ما يعلق عليه أوسليفان هازئًا: ”لو أن هذه هي نقطة التحول التي تستدعي التغطية، فيبدو لي أنها متأخرة جدًّا“.

وحول تغطية نظريات المؤامرة، والتي منها نظرية شبكات الجيل الخامس للمحمول، يوضح أوسليفان أنها واحدة من القصص التي ”ستُلعن إذا غطيتها، وستُلعن إذا تجاهلتها“، وستكون أنت أيضًا جزءًا من نظرية المؤامرة بأن يقولوا إذا غطيته: ”انظر، الإعلام يكذب، أو يغذي الكذب“، أو يقال إن تجاهلته: ”الإعلام يتجاهل أمرًا مهمًّا“.

وعن كيف تعاملت شبكة سي إن إن في تغطيتها لقصة شبكات الجيل الخامس، يقول أوسليفان: ”حاولنا تقديم قصص خبرية مبسطة تشرح كيف بدأت نظرية المؤامرة، والحديث عن تاريخ هذه النظرية مع كل جيل جديد من شبكات المحمول“.

ويستطرد: ”عندما نحاول كشف نظرية مؤامرة وتفكيكها، من الجيد الإشارة إلى وجه التشابه بينها وبين نظريات أخرى طُرحت من قبل، مثل نظرية معارضي التطعيم مثلًا“.

وأكد أوسليفان أهمية الإشارة إلى مصدر النظرية، ومَن يقف وراءها من مجموعات محترفة في الترويج لنظريات المؤامرة، ”بعض الأحيان، تكون متبناة من منابر تابعة لدول بعينها“.

من المهم جدًّا أن نوضح للجمهور لماذا يهتم صاحب نظرية المؤامرة بنشرها؟ لماذا يهتم بسرد هذه التفاصيل وتدعيم نظريته؟ أحيانًا تكون الدوافع مالية أو سياسية أو ذات علاقة بالشهرة والمجد.

”فهم الدوافع مهم على نحو خاص للصحفي؛ حتى لا يقع في فخ متعمد من قِبَل المروج للكذب“، فلو كان غرضه ماديًّا كأن يبيع منتجات أو علاجات، فأهم ما يريده منك مروج نظرية المؤامرة كصحفي أن تذكر اسمه على سي إن إن، ثم يتناقل الخبر عبر عشرات الصحف.. هنا مهم أن تقرر كيف ستتناول القصة؟

ينصح أوسليفان الصحفيين عند محاولة الكشف عن خبر كاذب: ”لا تستخدم رابطًا يسهِّل الوصول لهذا الخبر أو حساب مروجه“.

بالفعل تأخذ العديد من المنصات صورة بدلًا من رابط، مع الحرص على عدم تسميته أو تسمية الموقع، والأمر بطبيعة الحال يتبع الحالة التي أمامنا.

من جانبها ترى كلير وردل -الخبيرة العالمية في معالجة اضطراب المعلومات- أن تفنيد المعلومات الكاذبة يحتاج أن يتم بطريقة مسؤولة، وأن يتسم بالشفافية، ”لماذا على المتلقي أن يصدقني عندما أقول إن هذه المعلومات كاذبة؟ عليَّ أن أفصح بشفافية عن الطريق التي استخدمتها لتفكيك هذه الأكاذيب وتفنيدها، مع ذكر المصادر والأدوات التي استخدمتها“.

 وتؤكد وردل -المدير التنفيذي لشركة ’فيرست درافت‘ التي تقدم محتوىً تدريبيًّا للصحفيين- أهمية عدم الانسياق وراء التغطية السريعة، وتفنيد نظريات المؤامرة أو الحملات الكاذبة.

وتضرب وردل مثلًا بحملة أطلقها مغردون في الولايات المتحدة منذ أيام، تحت عنوان ’صور مستشفاك#FilmYourHospital ‘ بهدف التهوين من مدى انتشار الفيروس، في ظل خلق انطباع بالتهويل الإعلامي لأعداد الإصابات.

وهنا تقول وردل: ”تحديد أولوية التغطية دور مهم لدار النشر والفريق التحريري، لتحديد أولوية تغطية هذه الحملة، فهل من الممكن أن تجتذب المزيد من الأعضاء في حال جرى تغطيتها“.

وترى أن هذا التحدي يعتبر جديدًا من نوعه، فمنذ خمس سنوات لم تكن الصحف تأبه لهذه التفاصيل، ولكن ثمة العديد من الأبحاث التي تثبت أن الجمهور يريدون من المؤسسات الإخبارية مساعدتهم في اختيار ما يقرأون، ولهذه الأسباب، أصحاب النوايا السيئة يتمنون الحصول على تغطية من المؤسسات الإعلامية الكبرى مثل سي إن إن وغيرها، ”فهذا يعطي مشروعيةً لما يقدمون“.

وفي سؤال حول كيف يمكن للصحفيين تأدية وظيفتهم في هذا التوقيت؟ أجابت وردل بحماس أنه على الصحفي أن يكون صادقًا مع جمهوره، وأن يكون شديد الوضوح في أن ما بين يديه ”حقائق اليوم، ولكنها قد تتغير الأسبوع القادم؛ لأننا أمام تضخم للمعلومات على نحو سريع“.

وبعبارة خلابة اختتم أوسليفان: ”كان هناك اعتقاد أن المحتوى الأفضل سيفرض نفسه، ولكن يتضح لنا يومًا بعد يوم أن هذه ليست الحقيقة“.

وتابع: ”على كل مؤسسة -خاصة في هذا التوقيت- أن يكون لديها فريق من مدققي المعلومات، وأن تسعى لتفنيد أي معلومات بأسرع ما يكون قبل نشرها“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا