Skip to content

21/11/22

فراش يقلِّب الطريح ويقي التقرحات

Smart Air Mattress
حقوق الصورة:Basel Alatar/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • فرشة هوائية توفر على القائمين برعاية طريحي الفراش التقليب المستمر والجهد والوقت والمتابعة اللازمة
  • ابتكرها طلبة من غزة ونفذوا نموذجًا لها رغم استحالة الحصول على ما يناسب وظيفتها من خامات ومعدات
  • فازت بصدارة مسابقة في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء تَنافس فيها رياديو الشركات الناشئة وطلبة الجامعات والثانوية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[غزة] في لقاء عابر بمسابقة بين جامعات فلسطينية، اتفق ثلاثة طلبة من غزة على تصميم مرتبة هوائية ذكية للمرضى، تعمل على تقليبهم دون الحاجة إلى مساعدة من كادر طبي أو من أفراد العائلة.

لما خرج ابتكار الغزيين الثلاثة إلى الوجود، حصد المركز الأول في تحدي العرب لإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، عن فئة مشروعات التخرج الجامعية للعام الجاري.

لكن مؤمن السماك وعلي عبيد، الطالبَين بقسم المعدات الطبية في هندسة الأزهر، حين جلسا إلى الطالبة ولاء مرتجى من كلية العلاج الطبيعي بالجامعة الإسلامية هناك، لم يدر بخلَد ثلاثتهم أن المشروع سيتبوأ صدارة ذلك التحدي المرموق.

’المرتبة‘ أهلت الفريق للفور على 40 فريقًا من 12 دولة عربية، منهم مَن مثَّل شركات ناشئة، ومنهم مَن ائتلف بطلبة مدارس ثانوية، تنافسوا الشهر الماضي، وقت إقامة معرض جيتكس العالمي في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

’المرتبة‘ تحل مشكلة المريض الملازم للفراش، أو ذي الوزن الزائد، الذي يلامس جلده الفراش مددًا تطول، وتحت ثقله يتقرَّح.

إذ الضغط الدائم على أي جزء من الجسم يخفض تدفق الدم إليه، ويحرمه الأكسجين والغذاء، فتتلف أنسجة الجلد وما يحيط به، وقد يموت في نهاية المطاف مسببًا تقرحات.

ووقاية طريح الفراش ضرر القُرح قد يكون مكلفًا ماديًّا؛ فمَن يتفرغ لتقليبه دوريًّا، يدفع إليه مقابلًا للخدمة، ”ظروف عائلية“ تشبه هذا الوضع كانت ملهمةً لصاحبة الفكرة، ولاء.

تروي ولاء لشبكة SciDev.Net أنها كانت تشاهد إحدى قريباتها، كبيرة السن، بحاجة إلى التقليب على الفرشة الهوائية العادية، وكان الأهل يكابدون صعوبةً في إتمامه كل ساعتين، كما أنها عملية مرهقة تتطلَّب حذرًا.

أما السماك فأوضح للشبكة أن أجزاء الفرشة هي: مرتبة هوائية وصندوق تحكم ومصدر للهواء، والمرتبة مقسمة إلى أربعة جوانب، أيمن وأيسر وعلوي وسفلي، ”ما يسهِّل تكوين وضعية التقليب المناسبة للمريض“.

ويستطرد: ”يُضخ الهواء بنسب معينة وبسرعة مدروسة داخل الجانب المراد التحوُّل عنه، فينتفخ وينقلب المريض إلى الجانب المستهدف، إما يمينًا أو يسارًا، أو رفع جذعه أو قدميه، إنتهاءً بوضعية النوم الطبيعية على الظهر“.

طريقة التحكم في المرتبة -كما يوضح السماك- تعمل بطريقتين سهلتين: إما بصندوق التحكم، أو عبر تطبيق خاص على الهواتف الذكية.

ويستطيع المريض التحكم بنفسه في عمل المرتبة دون أي مساعدة، وهذا يخلِّصه من شعور ثقيل بغيض إلى النفس، ويخفف وطأة الإحساس بأنه ”عالة“.

مزية إضافية تتعلق بالتحكم في التوقيت، إذ يمكن برمجة تقليب المريض كل مدة زمنية يحددها المستخدم، وهذا يعين على عدم استيقاظ المريض ليلًا لإتمام تقليبه.

ولجأ الفريق إلى جهاز النفخ المستخدم لإطارات السيارات، ففي ظل الاحتلال لا يتوافر جهاز نفخ حديث في القطاع، وتم تعديل قوة ضخ الهواء بما يتناسب مع عمل المرتبة.

أيضًا صُنعت المرتبة من البلاستيك المقوى وفق مواصفة معينة في مصانع بلاستيك بغزة، إذ تعذَّر الحصول على المادة المطاطية اللازمة لصناعة مثل تلك الفرشات الهوائية، ”لكن النتيجة كانت مناسبةً جدًّا بعد تغليف البلاستيك بقماش وفق مواصفات طبية“، وفق السماك.

ويضيف عبيد إلى الصعوبات التي واجهتهم، عدم وجود منتج مشابه عربيًّا للاسترشاد به في الصناعة.

يوضح عبيد أنه ”على المستوى الدولي لم يجد الفريق سوى منتج واحد يعمل بآلية مشابهة، لكن سعره مرتفع جدًّا، يصل إلى 3 آلاف دولار“، وهو ما شجعهم على الاستمرار.

أما ”تكلفة المرتبة فلن تتجاوز 500 دولار تقريبًا، إلى جانب أنها ستكون من خامات متوافرة في الدول النامية، وهو ما يشجع على التوسُّع في تصنيعها في حال تبنِّيها“، وفق عبيد.

تعلق سماح عويضة الدريملي، رئيس قسم العلاج الطبيعي في مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي والجراحة التخصصية بغزة، وهو الوحيد في القطاع: ”المرتبة تخدم الطاقم التمريضي والمريض“.

”فهي تعمل على توفير الوقت من خلال تقليب المريض على نحوٍ أسرع ودون الحاجة إلى نقله، كما تعمل على توفير الجهد المطلوب للتقليب، خاصةً للمرضى الذين يعانون في الغالب من السمنة نتيجة قلة الحركة“.

تقول سماح لشبكة SciDev.Net: ”قبل استخدام هذه المرتبة رسميًّا، لا بد من بعض التعديلات التي ستكون بسيطةً جدًّا في الحجم وسرعة ضخ الهواء؛ ما يجعلها متوافقةً طبيًّا“.

وتضيف: ”توفير التمويل للبدء في إنتاج تلك المرتبة على نطاق تجاري يُعد معضلة، خاصةً في ظل عدم وجود مصانع متخصصة لإنتاج تلك الفرشات الهوائية الطبية في غزة“.

يؤكد عبيد أن الفريق يعمل حاليًّا على إتمام بعض الاعتمادات الطبية للمشروع، باعتباره مشروعًا طبيًّا ويحتاج إلى مزيد من التجارب والاعتمادات الطبية.

والفريق أفاد أنه يتواصل مع مستثمرين لتمويل الصناعة داخل غزة، وكذلك أصحاب مصانع خارج القطاع، في أثناء حفل الجائزة في دبي، في محاولة لحل تلك المعضلة.

يقول عبيد: ”لدى الفريق العديد من أفكار التطوير في حال توافُر المواد اللازمة والتمويل، ومنها التحكم في درجة حرارة الهواء الذي يتم ضخه في المرتبة بما يتلاءم مع الظروف الجوية“، مشيرًا إلى عدم وجود مقابل مادي للجائزة الممنوحة في تحدي العرب لإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا