Skip to content

17/11/22

سمية السيابية.. ’نجمة العلوم‘ الرابعة عشرة

Sumaiya
حقوق الصورة:Sumaiya Siyabi/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • رأي سمية أن الابتكار الذي لا يخدم الأوطان والأمم ويحول حياتنا إلى الأفضل لا يُعول عليه
  • تؤمن بأن طريق التنمية والنجاح مشوار جماعي يحتاج إلى تضافر جهود مؤسسات وهيئات
  • ولا ترى للمبتكر غنى عن شرارة الإبداع والإلهام، والإرادة الفردية والبحث الجاد

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

سمية السيابية أول امرأة تحصد لقب نجمة العلوم، في الموسم الرابع عشر لبرنامج ’نجوم العلوم‘، والذي يمثل منافسةً علميةً هي الأولى في العالم العربي.

البرنامج التلفزيوني يشجع رواد الأعمال الطموحين في مجال العلوم والتكنولوجيا بالمنطقة، ويدعمهم، وقد أُطلق بمبادرة من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع؛ ليكون حاضنًا للشباب العربي المبدع.

تُوجت سمية بالمركز الأول في موسم البرنامج لهذا العام، عن ابتكار يساعد في حل مشكلة النفايات البلاستيكية الدقيقة بالبحار والمحيطات.

ترى سمية أن ”الأكياس والمخلفات البلاستيكية ستصبح خلال نصف قرن أكثر عددًا من الأسماك بالبحار والمحيطات“.

لوالد سمية دور كبير في غرس حب العلم والمعرفة وشغف البحث، وكان قدوتها طوال مسيرتها.

وهي وإن كانت تدرك جيدًا حجم التحديات التي تواجه المبتكرين والمخترعين، فإنها تؤمن بأن طريق التنمية والنجاح مشوار جماعي يحتاج إلى تضافُر جهود مؤسسات وهيئات، دون إغفال دور الإرادة الفردية وشرارة الإبداع والإلهام، والبحث الجاد، وأن ”الابتكار الذي لا يخدم الأوطان والأمم ويحول حياتنا إلى الأفضل لا يعول عليه“.

تفاصيل أكثر حول سيرتها ومسيرتها العلمية وابتكارها، في حوار الباحثة العمانية لشبكة SciDev.Net.

بدايةً مَن هي سمية السيابية؟

سمية بنت سعيد السيابية، أخصائية ابتكار وأولمبياد علمي في تعليمية شمال الشرقية بسلطنة عمان.

حصلتُ على درجة البكالوريوس في التربية والعلوم والرياضيات من كلية التربية بجامعة السلطان قابوس.

عملتُ مدرسةً شغوفة بالعلوم والأحياء لمدة خمس سنوات، ودائمًا ما أحرص على حضور المؤتمرات والندوات والملتقيات العلمية، وأُشرف على الابتكارات في مدارس محافظة شمال الشرقية مع المشاركة في المسابقات المحلية والدولية، وتقديم دورات عن البحوث العلمية، حتى أصبحت مدربة برمجة روبوت لمعلمي المحافظة.

وبعدها حصلت على درجة الماجستير في علم الأحياء من كلية العلوم بجامعة السلطان قابوس، ثم عدت للعمل بالمدرسة وانتقلت إلى مركز الاستكشاف العلمي حتى أصبحت أخصائية ابتكار فيه.

وقبل كل ذلك كانت دراستي في المرحلة الثانوية في مدرسة سمية للبنات في ولاية إبراء، وعندما درست مادة الأحياء شعرت بأنها المجال الذي أستطيع أن أبدع فيه، ولكن كان ذلك يصطدم برغبة عائلتي في أن أتخصص في مجال التربية وعلوم الرياضيات لرغبتهم في أن أصبح معلمة، ورغم أنها لم تكن رغبتي لكنها كانت طريقة صحيحة لتقويمي، وبعدها تخصصت في علم الأحياء حتى أصبحت بعد مرور أربع سنوات معلمة أحياء وعلوم.

 ما قصة شغفك بالابتكار ومعرفتك بمسابقة ’نجوم العلوم‘؟

بدأ شغفي بالابتكار والاهتمام بالبحث العلمي خلال دراسة الماجستير في عام 2017 وحتى الآن؛ إذ أخذ جانب البحث العلمي والابتكار نصيب الأسد من وقتي، وحفزني على المعرفة وقراءة الدراسات السابقة ومحاولة التوصل إلى حلول للمشكلات التي تواجه البيئة، حتى حصلت على جائزة الإجادة الشبابية في عام 2021، وهي جائزة سنوية تمنحها وزارة الثقافة والرياضة والشباب، تشجيعًا للشباب العماني على الإبداع والابتكار في مختلف المجالات.

وأشرفت على ابتكارات عديدة للطلاب، وفي عام 2021 شاركت مع مجموعة منهم في ملتقى التحدي والابتكار في قطر، وخلاله سمعت عن مسابقة ’نجوم العلوم‘، وتعرفت على خطوات التقديم، وبالفعل تقدمت بفكرتي للتخلص من ’الميكروبلاستيك‘، وتم القبول ضمن 100 ابتكار تقدم للمسابقة، وجرت تصفيتها إلى أفضل 7 ابتكارات حتى وصلنا إلى مرحلة إعلان الفوز بالمركز الأول في البرنامج، ونلت شرف هذا اللقب الغالي.

 لماذا الميكروبلاستيك؟

تابعت على مدى سنوات مشكلة تركُّز ’الميكروبلاستيك‘ بكميات هائلة في البحار، إذ يمثل البلاستيك 85% من إجمالي النفايات البحرية، وهو من المواد المضرة والملوثة للمحيطات.

أمضيت فترات طويلة في البحث والقراءة من أجل الوصول إلى فكرة أو ابتكار للتخلص من هذا الكم من الميكروبلاستيك، فقد كنت أعمل في جانب التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو كل على حدة.

ولكن من خلال مشاركتي في نجوم العلوم ركزت على دمج الطريقتين، سواء بطريقة تسلسلية بحيث لا يؤثر جانب على الآخر، ويكون كل جانب داعمًا للآخر ومساندًا له؛ لتسريع عملية تحليل ’المايكروبلاستيك‘، الأمر الذي لاقى إشادةً كبيرةً من لجنة التحكيم في المسابقة؛ لكونها طريقةً حديثةً ولها فاعلية كبيرة، وأعمل الآن على تسجيل براءة اختراع.

ما هو الابتكار؟

مشروعي حول معالجة المواد البلاستيكية الدقيقة، التي يصل طولها إلى 5 مليمترات وأقل، في البيئة المائية، مما يمثل تهديدًا خطيرًا للبيئة الطبيعية والكائنات الحية، هو عبارة عن جهاز صديق للبيئة على شكل كرة عائمة تحتوي على حصائر ميكروبية ومواد نانوية، تقوم بتحليل المواد البلاستيكية الدقيقة التي تلامسها، تحت أشعة الشمس خلال مدة زمنية قصيرة.

ويمكن أن يطفو الجهاز فوق أكوام النفايات البلاستيكية الموجودة في المحيطات، ليلتقط الجسيمات البلاستيكية الدقيقة ويتخلص منها.

ما الأثر الذي تحقق بعد الإعلان عن فوزك بنجمة العلوم؟

الحقيقة أعتبر أن الأثر الأكبر ليس شهرة سمية، ولا المكافأة لها على ما بحثت واجتهدت وسهرت وتركت أسرتها وأبناءها الثلاثة لمدة ثلاثة أشهر، جلست فيها في المختبرات، تعرض ابتكارها وتثبته، وتزور أرفع المراكز العلمية في أمريكا، وإنما الشيء الذي أسعدني هو اهتمام الجمهور العماني والعربي من مختلف الأعمار بمتابعة مراحل مسابقة نجوم العلوم كما هو الحال في متابعة مباريات كرة القدم.

والسؤال لم يعد مَن هي سمية؟ بل ماذا فعلت وتفعل لتصبح حديث كل العرب، فلقد نجحت فاعليات المسابقة في خلق حالة من الاهتمام بالعلوم ودورها في التنمية وتخليص العالم من مشكلاته، وهذا بحد ذاته نجاح وأثر كبير، أن يصبح العلم اهتمامًا جماهيريًّا.

لمست ذلك فيما وصلني من رسائل لا تُحصى من أطفال وكبار ليس فقط من عمان، ولكن تقريبًا من معظم بلدان عالمنا العربي، وبعض الرسائل كانت تُبكيني من شدة الفرح.

تواجه المبتكر تحديات عديدة.. ماذا عنك؟

أبرز التحديات التي واجهتني تمثلت في قلة الدراسات والبحوث المتعلقة بهذا المجال، وإذا نجحنا في تطبيق الابتكار على أرض الواقع فسيعمل على حل مشكلة ’الميكروبلاستيك‘ بشكل كبير، وأسعى إلى توسيع مجال البحث الخاص بي، في هذا المجال المهم، وأعتبر أن حصولي على لقب نجمة العلوم تكليف وبداية طريق طويلة وليس نهاية المطاف.

حاليًّا، أسعى إلى إنشاء شركة خاصة بي ويكون فيها موظفون من مختلِف التخصصات الخاصة بالمشروع الذي تقدمت به والعمل على تطبيقه على أرض الواقع ومن ثم التحول إلى ريادة الأعمال باعتبارها شركة ناشئة.

 ماذا بعد لقب نجمة نجوم العلوم، هل تواصلت معك شركات أو جهات علمية لتبنِّي ابتكارك والعمل على تطبيقه؟

ثمة وزارات وهيئات حكومية وخاصة دعمتني بالفعل وآمنت بابتكاري، وبعد التتويج تلقيت بالفعل اتصالات واستفسارات عديدة خاصة من جهات داخل سلطنة عمان، لكن كما تعلم فإن نقل الابتكار إلى المرحلة التالية أمرٌ يستغرق الوقت الطويل.

ولك أن تدرك أن نطاق تجربتي كان محدودًا بمختبرات برنامج نجوم العلوم، نحتاج إلى التجريب في بيئات ومختبرات أوسع وأكبر لرصد المتغيرات التي تؤثر على نجاح فكرة المشروع، والذي يقوم بالأساس على تكوين وتشكيل خلايا من العامل المحفز، هذه الخلايا تكون مثل وحدات البناء لمحطة تحلل ’الميكروبلاستيك‘.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا