Skip to content

18/11/20

أول خط إنتاج لأغشية إعذاب المياه بمصر

Egypt desalination membranes
حقوق الصورة:Hosam Shawky/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • أول خط إنتاج لأغشية تحلية مياه البحر في الشرق الأوسط يجري افتتاحه في مصر قريبًا
  • اكتمال تصنيع المنظومة بمصر، وجارٍ إيجاد بدائل محلية لبعض المكونات المستوردة
  • الآن يمكن إنشاء محطات تحلية صغيرة ومتوسطة في المناطق النائية والحدودية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] يفتتح تحالف مصري أول خط إنتاج لأغشية تحلية مياه البحر في الشرق الأوسط، نهاية شهر نوفمبر الجاري.

سبق للتحالف القومي للمعرفة والتكنولوجيا في مجال تحلية مياه البحر -الذي يضم تخصصات كيميائية وهندسية من الجامعات ومراكز البحوث المصرية- إنجاز المراحل الثلاث لإنتاج الغشاء على المستويين الصغير ’1.8 بوصة‘، والصناعي الكبير ’8 بوصات.

المراحل الثلاث هي تصنيع ماكينة صب أغشية الضغط الإسموزي المنعكس، ثم تصنيع ماكينة لطلائها، وأخيرًا الماكينة الخاصة بلف تلك الأغشية.

وبدأ التحالف مع انطلاق مشروعه المموَّل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المصرية في أوائل عام 2017 بالخطوة الأصعب والأخيرة وهي ابتكار ماكينة اللف، التي جُرِّبت على أغشية غير ملفوفة مستوردة من الخارج.

وقتها، وصف حسام شوقي -مدير مركز التميز المصري لأبحاث تحلية المياه بمركز بحوث الصحراء، والباحث الرئيسي بالتحالف- هذا الإنجاز بأنه خطوة مهمة نحو امتلاك تكنولوجيا التحلية.

من ثم عمل التحالف بالتوازي على تصنيع ماكينتي صب الغشاء وطلائه.

يوضح محمد السيد -الباحث بالمركز، وهو الجهة التي تستضيف التحالف- أن هذا الإنجاز بدأ بامتلاك ماكينات اللف، وأخيرًا التوصل إلى إنتاج مضخة الضغط العالي، التي تُعَد المُكوِّن الأبرز في محطات التحلية التي تستخدم الأغشية.

ويُنتج خط الإنتاج أغشيةً بأحجام كبيرة (4 بوصات) و(8 بوصات)، مثل تلك المستخدَمة في محطات التحلية.

وأظهرت الاختبارات التي أُجريت على الأغشية في الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، نتائج إيجابية تكاد تقترب من نتائج الأغشية المستوردة في احتجازها للأملاح.

”نجحت الأغشية في تحلية 7 أمتار مكعبة من المياه يوميًّا، بنسبة احتجاز أملاح وصلت إلى 95%“، وفق السيد.

ولا يقل عن هذا الإنجاز ”إنتاج مضخة الضغط العالي، التي تعمل على عكس الضغط الأسموزي للمياه“؛ حتى تكتمل منظومة التحلية.

يقول السيد: ”ضغط المياه المالحة تقريبًا (26 بارًا)، ووظيفة المضخة توليد ضغط معاكس للضغط الأسموزي وأكبر منه، مما يؤدي إلى انتقال المياه المحلاة إلى الطرف الآخر من الغشاء“.

وبنجاح التحالف في تدشين خط الإنتاج هذا، تكون هناك فرصة لإنشاء مصانع تنتج الأغشية على نطاق تجاري، بعد أن أصبحت هناك خبرة وطنية في هذا التخصص، كما يؤكد السيد.

يشير السيد إلى أن هذا الإنجاز جرى بالتعاون مع الجامعة البريطانية في القاهرة وكلية الهندسة بجامعة أسيوط وعدد من شركات القطاع الخاص.

”هذه الميزة المهمة تسمح بانتقال أسهل وأسرع لمُخرَجات العمل البحثي إلى حقل التطبيق“.

ولم تنتهِ مشروعات التحالف عند هذا الحد، بل ثمة مرحلة تالية له سيتم البدء فيها قريبًا، وتتعلق بالعمل على إيجاد بدائل محلية لبعض المكونات المستوردة التي تُستخدم في إنتاج الأغشية.

يقول السيد لشبكة SciDev.Net: ”على سبيل المثال فإن الطبقة الحاملة للأغشية، والتي تكون مصنوعة من نسيج غير قابل للاحتراق، مستوردة، إذ لا يوجد غير مصنعين فقط لإنتاجها في العالم، أحدهما في أمريكا، والآخر في كوريا، وسنعمل مع بعض المتخصصين في النسيج خلال المرحلة الثانية على توفير بدائل محلية لها“.

وتُعد التحلية أحد المسارات المهمة، لتعويض النقص المتوقع في المياه العذبة بسبب تداعيات سد النهضة الإثيوبي، وتطمح مصر في الوصول بنهاية عام 2022 إلى تحلية حوالى 1.7 مليون مكعب يوميًّا، بما نسبته حوالى 6% من إجمالي الاستهلاك الحالي لمياه الشرب، وفق تصريحات وزير الإسكان المصري.

ومع أهمية التوصل إلى امتلاك سر تصنيع أغشية التحلية، فإن العمل على خفض الطاقة المستخدمة في عملية التحلية لا يقل أهميةً، كما يؤكد نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بكلية الزراعة بجامعة القاهرة.

يقول نور الدين: ”بعد امتلاك سر تصنيع الأغشية، يجب التوسع في محطات التحلية العاملة بالطاقة الشمسية؛ لتخفيض تكاليف التحلية، التي تمثل الطاقة 44% منها“.

ويستطرد: ”ما أعلمه أن مركز بحوث الصحراء عمل على إنتاج محطات تجريبية تعمل بالطاقة الشمسية، ويجب دراسة التوسع في إنشاء هذه المحطات، لخفض تكلفة تحلية المتر المربع الواحد من المياه، التي تصل إلى 10 جنيهات“.

ويأمل نور الدين في تبنِّي القطاع الخاص سريعًا لنشاط إنتاج أغشية التحلية بعد امتلاك تكنولوجيا التصنيع، موضحًا أن ذلك سيكون له أثرٌ كبيرٌ في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا دول الخليج التي تعتمد على تحلية المياه على نحوٍ كبير.

ويؤكد: ”نجاح التجربة في مصر قد يساعد على انتقالها إلى دول الخليج؛ لأن تكنولوجيا التحلية من التكنولوجيات سريعة الانتقال“.

من جانبه، يقول محمود صقر -رئيس أكاديمية البحثي العلمي والتكنولوجيا- للشبكة: ”إن مُخرَجات هذا الإنجاز تصلح للتطبيق الفوري؛ لإنشاء محطات تحلية صغيرة ومتوسطة في المناطق النائية والحدودية“.

ويؤكد: ”ثمة دعم من الأكاديمية سيجري في هذا الإطار“.

”ونطمح أن يمتد التطبيق إلى المحطات الضخمة، ولكن هذا ربما يحتاج إلى وقت أطول“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا