Skip to content

20/07/22

بعوضة النمر تنتشر في شمال الجزائر وتهدد الجوار

6073220729_cb6ad880a3_h
حقوق الصورة:calafellvalo. CC license: (CC BY-NC-ND 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • وزارة الصحة تضع نظامًا للمراقبة يهدف إلى الكشف عن وجود البعوض ومراقبته من أجل تأخير انتشاره جغرافيًّا وتقليل أعداده
  • تفعيل المراقبة الوبائية للكشف المبكر والإبلاغ الفوري عن الحالات الوافدة المشتبَه في إصابتها بالأمراض التي تنقلها البعوضة
  • وتدعو لاتخاذ إجراءات الحماية المعتادة من البعوض خلال السفر إلى منطقة معرّضة لأخطاره وبعد العودة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[الجزائر] أصدرت وزارة الصحة الجزائرية بيانًا لطمأنة المواطنين بخصوص انتشار بعوضة النمر، وأنه لا داعي للقلق من ظهور الأمراض التي يمكن أن تحملها البعوضة، وأنه ”ما من سبب موضوعي للحديث عن حالة تأهُّب“.

البعوضة، التي تسمى الزاعجة البيضاء، تنقل فيروسات تسبب أمراضًا، مثل حمى الضنك أو داء الشيكونغونيا أو زيكا.

”ولا يعني وجود هذه البعوضة بكثرة أن الأمراض التي يمكن أن تحملها ستظهر بشكل تلقائي، لا سيما وأن حمى الضنك والشيكونغونيا وزيكا غير موجودة في بلادنا“، وفق البيان.

البيان المنشور منذ يومين أفاد أن الوزارة وضعت نظامًا لمراقبة ومكافحة الفيروسات ’القهقرية‘ التي تنقلها البعوضة، بدأ العمل به من أول مايو الماضي ويستمر حتى نهاية نوفمبر المقبل.

ويشمل النظام ”الإجراءات الكفيلة بالرقابة ومنع ظهور حالات أصلية من خلال الكشف المبكر عن الحالات الوافدة، ومراقبة تطوّر البعوض الغازي، وكذلك التنفيذ السريع والمنسق لإجراءات حماية الأشخاص ومكافحة ناقلات المرض“.

في مطلع الشهر الجاري، أعلن معهد باستور في الجزائر استقرار البعوضة وانتشارها في 60% من المحافظات الشمالية للبلاد، بعد أن كان وجودها مقتصرًا على محافظتين أو ثلاث على الأكثر خلال السنوات السبع الماضية.

رُصدت البعوضة لأول مرة بمحافظة تيزي وزو شرق العاصمة الجزائر عام 2010، ثم انتقلت إلى منطقة عين الترك بمحافظة وهران غرب العاصمة عام 2015، وتمكنت على مر السنين من التأقلُم مع البيئة والمناخ في الجزائر.

بعوضة النمر -ويطلق عليها أيضًا الزاعجة المنقطة بالأبيض- منشؤها الأصلي الغابات الاستوائية في جنوب شرق آسيا، وغزت القارات الخمس تدريجيًّا على مدار الثلاثين عامًا الماضية.

تلدغ هذه الحشرة خلال النهار، خاصةً عند الفجر والغروب وفي أغلب الأحيان خارج المنازل، وتُعَدّ هذه الزاعجة عدوانيةً جدًّا تجاه البشر.

وفي الجزائر، تمكنت البعوضة من التكيُّف مع بيئات مختلفة، خاصةً البيئة الحضرية وشبه الحضرية، من خلال العيش على المياه العكرة والراكدة المنتشرة هناك.

وسبق أن حذر المتخصصون من انتشار هذه الحشرة بالجزائر، وطالبوا وزارة الصحة والهيئات البلدية والولايات بالتحرك وتطويق انتشارها، خصوصًا بعد تسجيل وجودها في محافظات معروفة بكثافتها السكانية.

يقول فتحي بن أشنهو، الطبيب المختص في الصحة العامة: ”إن انتشار بعوضة النمر تخطى كل الخطوط الحمراء“.

يقول بن أشنهو لشبكة SciDev.Net: ”سبق أن حذرنا من الوضع، منذ ظهور البعوضة لأول مرة، لكوننا نعرف سرعة انتشار الحشرة، وخطورة لسعاتها، لكن الجهات المعنية لم تتحرك على النحو المرجو“.

”وزادت الإصابات بلدغاتها إلى أكثر من 30 إصابةً جديدةً كل يوم“.

ويضيف بن أشنهو: ”أصبحت البعوضة في كل ولايات الشمال تقريبًا، وتستقبل الاستعجالات الطبية حالات لسع على نحوٍ متكرر“.

وعن المحافظات الأكثر تضررًا من انتشار البعوضة يؤكد بن أشنهو: ”تُعد محافظات الطارف وعنابة وسكيكدة وجيجل وبومرداس وبجاية الواقعة شرقي البلاد، وكذا الجزائر العاصمة والبليدة وتيزي وزو وتيبازة وسط البلاد، أما مناطق عين تيموشنت ووهران بغربها فهي الأكثر تضررًا“.

ففي العاصمة مثلًا، رغم أنها تضم كل الهيئات المعنية، إلا أنها تسجل انتشارًا كبيرًا للبعوضة، خاصةً ببلديات القبة، وجسر قسنطينة، ودرارية، والشراقة، وهي بلديات تعرف كثافةً سكانيةً عالية.

تسبب لسعة البعوضة احمرارًا وحكةً مزعجة، تتحول بعدها إلى التهابٍ يستوجب مضادًّا حيويًّا، وفق الطبيب المتخصص في الإنعاش بمستشفى جيجل شرق العاصمة الجزائر، الهلالي موفق.

يقول موفق لشبكة SciDev.Net: ”بعوضة النمر هي أخطر بكثير من أن تسبب ورمًا جلديًّا فقط يزول بالأدوية الكلاسيكية؛ لأنها حاملة لأكثر من 20 فيروسًا، بعضها قد يضع حدًّا للحياة“.

وهناك حالات في منطقة جيجل التي يعمل بها موفق وصلت حد الإنعاش، بسبب نقص الأدوية التي تعالج الالتهاب المتبوع بالتقيح، معترفًا بكثرة حالات الإصابة بلدغات البعوضة في الأشهر القليلة الأخيرة.

وللوقاية من لدغات البعوضة يضيف موفق: ”يجب الابتعاد عن المسطحات المائية كالبحيرات والوديان والمياه الراكدة، ولبس الأكمام الطويلة، خصوصًا بالليل، وكذلك وضع ستائر واقية من البعوض على النوافذ والأبواب، إضافةً إلى استخدام مبيدات الحشرات، والاهتمام بغسل الوجه والأطراف“.

ويذهب بن أشنهو إلى أبعد من ذلك فيما يخص أخطار هذه الحشرة، ويؤكد أن دول الجوار مثل تونس، وليبيا والمغرب وموريتانيا، هي الأخرى مهددة بانتشار هذه البعوضة.

ويضيف موضحًا: ”الاحتباس الحراري في العالم، وما خلَّفه من تغيرات مناخية وارتفاع في درجات الحرارة سيتسبب في ظهور مشكلات عديدة، منها قدوم حشرات استوائية خطيرة من وسط أفريقيا وأدغالها إلى شمالها“.

وشدد بن أشنهو على ضرورة أخذ موضوع انتشار مختلِف أنواع البعوض والحشرات على محمل الجد من قِبل سلطات الدول المهددة.

كان بيان وزارة الصحة الجزائرية قد أوصى باتخاذ إجراءات الحماية المعتادة من البعوض خلال السفر إلى منطقة معرّضة لهذا النوع من الحشرات وبعد العودة، واستشارة الطبيب في حالة وجود علامات تدل على الإصابة.

واتخذت السلطات المحلية إجراءات عاجلة من أجل تطويق انتشار بعوضة النمر، وفي هذا الخصوص يؤكد فاتح بن خولة -رئيس بلدية حمام قرقور بولاية سطيف- أنها كثفت من حملات التطهير والنظافة، خاصةً على مستوى وادي بوسلام الذي تنتشر فيه بِرَك مائية قد تكون ملاذًا للحشرة.

يقول بن خولة: ”نحن على دراية تامة بخطورة بعوضة النمر، خاصةً بعد إعلان معهد باستور، لذا نسقنا العمل مع جمعيات محلية ومصالح البلدية من أجل تنظيم حملات تنظيف ورش المبيدات على مستوى الأماكن المشكوك فيها“.

كما يتم التنسيق بين بلدية حمام قرقور وبعض البلديات المجاورة من أجل تنظيم حملة كبيرة لتوسيع نطاق الوقاية من البعوضة وأخطارها.

ودعا بيان الوزارة المواطنين إلى المساهمة الاجتماعية في مكافحة الحشرة، عن طريق تعديل السلوك واعتماد أعمال بسيطة على غرار إزالة المياه الراكدة حول المنزل التي تعزِّز تكاثر البعوض (في صحن إناء الزهور والمزهريات والمزاريب والإطارات والأواني المستعملة، وغيرها).

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا