Skip to content

22/06/21

حمى الضنك فاشية في مخيمات النازحين بشمال دارفور

IMG-20210126-WA0018-996x567
حقوق الصورة:Adam Babekir/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • خطر فيروسات حمى الضنك يتصاعد بالسودان، بعد توثيق أول تفش لها في مخيمات النازحين بدارفور، وأكثرهم من الشباب
  • الأحوال المعيشية والخدمات الأساسية بالمخيمات تزيد من خطر الإصابة بالفيروسات التي تنقلها المفصليات
  • ثمة حاجة إلى دعم المسؤولين الطبيين الصحيين بكل الوسائل اللازمة لإنشاء أنشطة المكافحة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

كشف باحثون عن تفشِّي حمى الضنك بين النازحين داخليًّا إلى مخيمات الإغاثة الإنسانية بشمال دارفور، في غرب السودان.

فقد ألفت وزارة الصحة السودانية الاتحادية فريق باحثين، انتدبتهم لتقصي ماهية مرض حموي، لم يتسنَّ تحديده، ينتشر في المخيمات عام 2019.

توزع الباحثون على المخيمات، وعمل الفريق تحت قيادة سكوت ويفر ، مدير الأبحاث بمختبر جالفستون الوطني في تكساس بأمريكا، وقاموا بجمع عينات الدم، وكذا المعلومات السريرية والديموغرافية.

وتم فحص العينات تحت المجهر للبحث عن طفيل الملاريا، واختبرت معمليًّا بحثًا عن فيروس الحمى الصفراء.

وفيما بين السابع من سبتمبر والثامن عشر من ديسمبر، عام 2019، لما عاين الفريق سريريًّا الحالات المشتبه بها، تبينت إصابة 24% بحمى الضنك، 41% كانوا مصابين بحمى الضنك وتبدو عليهم العلامات المنذرة بالإصابة، وتعرف الباحثون على حمى الضنك الوخيمة في 22% منها.

أما بعد اختبار عينات الدم معمليًّا، التي أُخذت من 20% من المرضى، فقد عُثر على الحمض النووي الريبوزي DENV-1، أحد أربعة أنماط مصلية لحمى الضنك، وفي خمس حالات وجد الباحثون المرضى مصابين بحمض الضنك مع الإصابة بالملاريا في الوقت نفسه.

تحقق الفريق حينئذٍ من أن حمى الضنك هي الفاشية، ووثقو ما خلصوا إليه في دراسة، نشرت في المجلة الدولية للأمراض المعدية، في مايو الماضي.

المخيمات ”غالبًا ما توفر بيئات جيدة لبعوضة الزاعجة المصرية، الناقلة للفيروس المسبب للمرض“، وفق ويفر.

يقول ويفر لشبكة SciDev.Net: ”والراجح أنها تشكل طلائع انتشار عريض لفيروس حمى الضنك“.

وأظهرت نتائج الدراسة أن حمى الضنك استمرت 14 أسبوعًا، مع أكثر من 70 حالة ووفاتين، و كانت الذروة في نوفمبر، ومعظم الحالات من الشباب.

لكن ويفر يؤكد أن ”معظم الفئات العمرية كانت عرضةً لخطر الإصابة“.

ولا يستبعد الباحثون إمكانية وجود أنماط مصلية أخرى في المنطقة، بل ربما كانت هناك أمراض فيروسية أخرى تنقلها المفصليات.

يوضح أيمن أحمد، المؤلف الرئيس للدراسة، أن بعوضة الزاعجة المصرية تنقل أيضًا عددًا من الأمراض الفيروسية الأخرى، مثل حمى زيكا والحمى الصفراء وحمى الشيكونغونيا.

وحال دون التيقن من وجود تلك الأنماط أو الفيروسات الأخرى أو عدمه، ضعف الموارد وصغر حجم العينة، الذي لم يتجاوز 2 مللي.

ويضيف ويفر: ”كانت التحديات الرئيسة تتمثل في الوصول إلى المخيمات المتضررة، والحصول على عينات من المرضى واختبارها في السودان“.

”نتائج الدراسة مهمة لأنها تعكس واقع الوضع“، وفق وصف نادر مكي، رئيس قسم الوبائيات بوزارة الصحة في ولاية الخرطوم، ومن ثم تكتسب أهميةً بالغةً في إسداء العون على ”تصميم رسائل التوعية وأنشطة تثقيف صحي لإعلام النازحين بالمخاطر المحتملة من حولهم“.

يقول مكي لشبكة SciDev.Net : ”كذلك توفر أدلة علمية لمساعدة صانعي السياسات والقرار على إعادة النظر فيما يصنعون، ولإيلاء مكافحة ناقلات الأمراض أولويةً قصوى“.

يؤكد ويفر أن ”المكافحة التقليدية بالمبيدات الحشرية لم تكن فعالة“.

”لكن الأساليب الجديدة -كالمصائد القاتلة، وإطلاق البعوض المعدل وراثيًّا أو المصاب بعدوى البكتيريا الولبخية- تبدو واعدة“.

ويقول أحمد لشبكة SciDev.Net: ”نظرًا لعدم وجود علاج معتمد لحمى الضنك، فإن مكافحة النواقل هي المفتاح للسيطرة على انتقال المرض ومنع حدوث فاشيات في المستقبل“.

و أكبر مشكلة -وفق ويفر- هي عدم وجود ترصد منهجي لحمى الضنك والأمراض الأخرى التي ينقلها البعوض، جنبًا إلى جنب مع عدم وجود برامج مكافحة.

ويضيف ويفر : رغم ندرة الإعلان عن وجود حمى الضنك في إفريقيا؛ إما لعدم تشخيصها، أو لعدم الإبلاغ عنها، إلا أن أعداد حالات حمى الضنك الوخيمة كانت مفاجئة.

يعلق جاويد علي، مدير الاستجابة للطوارئ بالهيئة الطبية الدولية، بقوله: ”من منظور الصحة العامة، تُعد حمى الضنك مرضًا مراوغًا للغاية، ما يعسر السيطرة عليه“.

ويشرح علي: تبدو على المرضى مجموعة متنوعة من الأعراض، تصعِّب جدًّا التمييز بين حمى الضنك وأمراض الحمى المتوطنة الأخرى، والمشكلة الأخرى هي أن التطور من مرض حمى بسيط إلى مرض وخيم أو حمى نزفية لا يمكن التنبؤ به.

ويوصي مكي ”بتدريب الكادر الطبي على أعراض حمى الضنك وعلاماتها؛ لأخذها في الاعتبار في أثناء فحص الملاريا وتشخيصها“.

يقول علي لشبكة SciDev.Net : ”ومن منظور حيوي ومناعي، فإن العدوى بنمط مصلي واحد توفر وقايةً ضد الإصابة مرةً أخرى به فقط“.

ويضيف: منع خطر العدوى على مستوى المجتمع، في السودان أو في أي بلد، يستوجب معرفة النمط المصلي المتوطن بالفعل؛ حتى يمكن الوقاية من أي نمط مصلي آخر يستجد.

”والتأكيد المختبري هو الطريقة الوحيدة لرصد الفاشيات، والتدخلات في الوقت المناسب مهمة لوقف انتشار تفشي المرض“.

وقد تحدث ويفر عن تحسين القدرة المخبرية التي ”كانت محدودة“، وقال: ”يجب أن تكون الموارد المالية والبشرية متاحة“.

ويحذر علي من أن الوقاية البيئية المحدودة، وسوء النظافة، وتردي الصرف الصحي، والمرافق الصحية المزدحمة، رديئة الخدمة، لن تؤدي إلا إلى نتائج سيئة للمرضى، ”وقد تؤخر أيضًا إدراك السلطات الصحية للخطر“.

”هذه العوامل تتحد لتشكل أسوأ سيناريو“.

”لا تتوافر أنظمة الترصد القياسية -التي تتطلب اختبارًا يعتمد على PCR- بسهولة في مثل هذه المواقع، وشحن العينات إلى مختبر مرجعي قد يكون مكلفًا، من حيث الوقت والموارد“.

يقول علي: ”ومما يزيد الأمور تعقيدًا أن تفشيًا واحدًا لا يعني أن مناعة القطيع قد تحققت، بل يمكن لفاشية ثانية بنمط مصلي مختلف أن تتسبب في زيادة معدلات المراضة والوفيات بين السكان، وبعد انتهاء موجة، قد تتبعها أخرى“.

قبل الوصول إلى هذه الأحوال، فإن مكي يقول: ثمة حاجة ماسة إلى الاستعداد قبل موسمية الناقل.

”وفور الإبلاغ عن كثافة عالية للناقل، ينبغي تفعيل أنشطة التوعية العامة من خلال الحملات الجماعية، وإدارة التخزين المنزلي، والتبخير الباقي، وتوزيع الناموسيات“.

يوضح مؤلفو الدراسة أنه تم اكتشاف النمطين المصليين DENV1 و DENV3 سابقًا بالمنطقة، ولكن في حالة اكتشاف DENV1 فقط، فإن هذا يعني أنه متوطن، وأنه طلائع لفاشية جديدة.

وحده، لن يستطيع السودان المواجهة، لذا يقول أحمد: ”الشراكة الدولية لتنوير صانعي القرار إستراتيجية مفيدة وعملية“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا