Skip to content

05/03/23

زلازل سوريا وتركيا تدحض حجج العرب ’الفضائية‘

nasasport22_Main-996x563
حقوق الصورة:Nasa (CC BY 2.0)

نقاط للقراءة السريعة

  • فرق الإغاثة السورية تعاني عجزًا واضحًا في الإمكانيات والتقنيات الحديثة اللازمة لمواجهة آثار زلازل فبراير
  • صور الأقمار الاصطناعية دعمت أعمال الإغاثة وأعانت تركيا على إدارة الأزمة بنجاح
  • تخلُّف دول المنطقة عن الاستثمار في تقنيات الفضاء غير سائغ

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] دحض الفارق بين استجابة السلطات التركية والسورية لزلازل فبراير الماضي حجة دول بالمنطقة في تأخر برامجها الفضائية الوطنية أو حتى الإقليمية، بأنها مكلفة وغير مجدية، والتذرع بقلة فائدتها عند المقارنة بالموازنات اللازمة.

ففي سوريا، بالشمال المنكوب حيث مر أكثر من عقد على الحرب، تعاني فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني السوري نقصًا في الإمكانيات، تلك الفرق التطوعية -وتُعرف باسم ’الخوذ البيض‘- لم تجد المعدات المتطورة التي تعينها على تنسيق الجهود والوصول السريع إلى الأماكن المتضررة.

هذا النقص هو أحد أبرز التحديات التي تواجه فرق الإنقاذ هناك، كما يشير منير المصطفى -نائب مدير الدفاع المدني السوري- والذي يتمثل في عدم توافر الأجهزة التقنية الحديثة المستخدمة في عمليات البحث والإنقاذ، وإنما راحت تعول على المعدات الخفيفة المتوافرة من مطارق هوائية وكهربائية وأدوات يدوية.

يقول منير المصطفى لشبكة SciDev.Net: ”ضعف شبكات الاتصال أيضًا بالمنطقة كان عائقًا كبيرًا واجهته فرق الإنقاذ، حيث لا يوجد في شمال غرب سوريا شبكة اتصال فعالة“.

وأردف: ”اقتصر الأمر على شبكات الاتصالات والإنترنت المستأجرة من تركيا، و التي تعمل بفاعلية قليلة قرب الحدود التركية فقط، إضافةً إلى الصعوبة الكبيرة في استخدام الخرائط وتقنيات تحديد الموقع؛ لعدم توافر الأجهزة التقنية المناسبة“.

ولم تتح لفرق الإنقاذ أي صور من الأقمار الاصطناعية، فلا تنسيق مع هيئات دولية أو إقليمية في هذا الخصوص، وفق منير.

ويستطرد منير: ”عوضًا عن صور الأقمار الاصطناعية تم الاعتماد على توزع المتطوعين مباشرةً على ما يقع ضمن النطاق الجغرافي لمراكزهم وإجراء المسح الأولي لجميع المناطق وتقييم حجم الكارثة، لتأتي بعدها مرحلة انتشار الفرق تبعًا للتقييم وحاجة المناطق الأكثر ضررًا“.

وأضاف: ”استُخدمت طائرات الدرون الصغيرة من أجل التصوير الجوي للموقع وتحديد أماكن الدمار في كل قرية أو حي؛ ليجري تقسيم موقع العمل إلى عدة نقاط وتوجيه الفرق إليها باستخدام وسائل التواصل المتاحة من القبضات اللاسلكية“.

أما على الجانب التركي، ففي الساعات الأولى من صباح السادس من فبراير الماضي طلبت إدارة الكوارث والطوارئ التركية تفعل الميثاق الدولي بشأن الفضاء والكوارث الكبرى؛ ليتاح لها على إثر ذلك صور من الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالات الفضاء الدولية، التُقطت لموقع وآثار الزلازل الذي ضرب جنوبي البلاد فجر اليوم ذاته.

ولقد ”أدت التقنيات الفضائية دورًا حاسمًا في استجابة تركيا للكارثة وفي جهود التعافي“، كما يقول خالد مير أحمد أوغلو، مدير عام مركز غوكمن التركي للفضاء والطيران والتدريب.

وكانت الحكومة التركية قد أعلنت عن إنشاء وكالة الفضاء التركية عام 2018، إضافةً إلى تمويلها عدة مراكز متخصصة بأبحاث الفضاء.

وإضافةً إلى ما سبق، يقول هاليت مير أحمد أوغلو لشبكة SciDev.Net: ”اعتمدت تركيا على قمريها الاصطناعيين جوك تُرك 1 وجوك تُرك 2 لمراقبة الوضع في الأماكن المتضررة على مدار الساعة وتقييمه“.

كذلك، دعمت شركة تُرك سات المتخصصة في تقنيات الفضاء جهود الإغاثة من خلال دعمها شبكات الاتصالات التي سهلت عملية تنسيق الجهود بين فرق الإنقاذ في الأماكن الأكثر تضررًا، على حد قول مير أحمد أوغلو.

وللأسف، يشير المصطفى إلى عدم وجود تنسيق مع إدارة الكوارث التركية فيما يخص مشاركة الأقمار الاصطناعية، مناشدًا المجتمع الدولي مساعدة الشمال السوري بتوفير التقنيات الضرورية لفرق الإنقاذ، وعلى رأسها منظومة اتصالات لتسهيل التواصل بين فرق الإنقاذ، بالإضافة إلى أجهزة التقنية المستخدمة لتحديد المواقع بدقة.

شتان ما بين الاستجابتين، وبون شاسع فضح تهافُت منطق العرب في التخلف عن اللحاق بركب الاستثمار في الفضاء، وما كانت تسوقه دول المنطقة للتسويغ ليس سوى حجة داحضة عند نضال قسوم، أستاذ الفيزياء وعلوم الفضاء في الجامعة الأمريكية في الشارقة، على حد تعبيره ذريعة ينسفها واقع الإنفاق في وجوه أخرى.

يقول قسوم لشبكة SciDev.Net: ”إن تكاليف المهمات الفضائية ما فتئت تتقلص، ومن جهة فإن ميزانيات الدفاع والعسكرة في المنطقة فوق ميزانيات الفضاء بعشرات أو مئات المرات“.

والتجربة قرعت الحجة بالحجة، فصور الأقمار الصناعية منحت القدرة على رسم خرائط تفصيلية للأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، كما سهلت سبل التواصل، حال تضررت بنية الاتصالات الأرضية، وأعانت على متابعة وصول المؤن والمساعدات للنازحين من جرَّاء الكارثة.

لكن الصورة فارقها شيء يسير من القتامة، فبعد عقود من الإهمال، يشهد قطاع الفضاء في الشرق الأوسط تطورًا متزايدًا خلال العقد الماضي، إذ أنشأت كل من الإمارات والسعودية ومصر وتركيا برامج فضائية متقدمة ذات أهداف متعددة، بينما أطلق للفضاء كلٌّ من البحرين والأردن أول أقمارهم الاصطناعية.

بيد أن الذي جنته دول المنطقة من الإهمال يتجلى بشدة في الزلازل الأخيرة التي ضربت جنوبي تركيا وشمالي غرب سوريا، إذ يراها قسوم برهانًا ساطعًا على أهمية دور التقنيات الفضائية في المساعدة لحل أزمات طارئة وحساسة على الأرض.

والخلاصة أن التقنيات الفضائية ركن ركين من أنظمة الإنذار المبكر وإدارات الكوارث الحديثة.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا