Skip to content

13/02/08

التخطيط لقصة خبرية علمية وكتابتها

science news
حقوق الصورة:Flickr/ Internews Network

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 

تتطلب الصحافة العلمية الناجحة أكثر من مجرد الكتابة حول موضوع مثير. وهي تتعلق بإقناع المحررين بقصتك بقدر ما تتعلق بالكتابة في حد ذاتها. ستحتاج إلى التخطيط لكيفية المضي قدما بأسرع ما يمكن، وأن تكون مستعدا لتنقيح هذه الخطة كلما كان ذلك ضروريا.

اختيار الموضوع وحَبْكه

قبل الالتزام بموضوع معيّن، اسأل نفسك: كيف ستقوم بحَبْك القصة التي تريد الكتابة عنها؟ وما مدى مناسبتها لوسيلة النشر المستهدفة؟ تهتم وكالات الأنباء المختلفة بموضوعات مختلفة أو بجوانب بعينها من مناقشة ما. يمكنك التأكد من أن قصتك ستثير اهتمامهم عن طريق الاطلاع على ما سبق لهم نشره؛ ومن ثم اطرح الأسئلة التالية: كيف تعرض القصص؟ ما الزاوية التي ينحازون إليها من النقاش؟ سيساعدك هذا على التركيز وتقليل عبء العمل الواقع عليك.

تأكد من التعرّف على قرائك المستهدفين، واستوضح الأسباب التي تجعلهم يهتمون بقراءة موضوعك. هل يقرأون عن العلم بانتظام؟ تساعدك معرفة جمهورك على تقرير ما ستقوم ببحثه على نحو متعمق، ومعرفة الجوانب الأقل أهمية.

فكّر في مدى العمق الذي تحتاج أن تعرض به الحقائق العلمية والأساليب المستخدمة. في كثير من الأحيان، تكون تأثيرات البحث هي المهمة، برغم أنه في بعض الأحيان، تكون الحقائق العلمية ذاتها بالغة الأهمية. وعلى سبيل المثال، فمن الممكن لقصة حول اللقاحات المحتملة لمرض الإيدز أن تشرح سبب صعوبة اختبار هذه اللقاحات، وأن تناقش الوقت الذي يمكن أن تصبح فيه متاحة على نطاق واسع. ومن ناحية أخرى، فإن الكتابة عن مشروع إقليمي جديد لألواح الطاقة الشمسية لا يحتاج منك أن تقدم تفاصيل حول المواد المستخدمة. وبدلا من ذلك، عليك التركيز على ما تعنيه تلك التقنية بالنسبة للاقتصاد المحلي، وتأثيرها في الحياة اليومية للناس.

تحتاج كل قصة إلى امتلاك "زاوية" أو منظور خاص بها. هناك دائما العديد من الطرق لرواية قصة ما. وعلى سبيل المثال، يمكنك إلقاء الضوء على توجّه أو جَدَل علمي، أو وضع البحوث العلمية ضمن سياق بعينه. وكذلك فإن تلخيص القصة في جملة واحدة يمكنه -في كثير من الأحيان- توضيح وجهة نظرك، وأن يساعدك في اختيار الزاوية التي ستركّز عليها.

عليك أيضا أن تتفكّر في نوع المقال الذي ستكتبه. إذا أردت مجرد عرض أخبار علمية، أو وضعها ضمن سياق معين، فإن قصة خبرية قصيرة هي غالبا أفضل صيغة. وإذا كانت لديك قصة أطول تود سردها، فستحتاج إلى مزيد من المعلومات والبيانات الأساسية، ولذلك فكتابة مقالة رئيسية هي الصيغة الأفضل. أو إذا كان موضوعك يتعلق برأيك الشخصي، فيمكنك عرضه في صورة تعليق. عليك العثور على موضوع تم نشره بالصيغة التي اخترتها، ومن ثم قراءته. سيساعدك هذا على تركيز أفكارك، ومن ثم جعل المخطط التفصيلي لمقالك متناسبًا مع أسلوب وكالة الأنباء المختارة.

كذلك فإن تحديد ما إن كنت ستنشر قصتك في مجلة أو جريدة مطبوعة أو عبر الإنترنت سيؤثر بدوره على طريقتك في الكتابة. تقضي القاعدة الذهبية بأنك تحتاج إلى نصف عدد الكلمات في النصوص المنشورة على الإنترنت، لكنها تستلزم قدرا أكبر من الحَبْكة. وأخيرا، عليك معرفة من هو المحرر. يكون المحررون أقرب احتمالا للتحمّس لموضوعك إذا كنت على معرفة باهتماماتهم وبما نشروه في السابق.

بمجرد أن تمتلك قصة واضحة المعالم، عليك "تصويبها" على المحرر. إن التفسير، عبر الهاتف، لسبب كون موضوعك مهما وموضوعيا، وكيف تخطط لتناوله، قد يكون أكثر فعالية من البريد الإلكتروني. اعرض عليه تقديم ملخص قصير، وكُن مستعدا لقبول اقتراحاته، وتأكد من الاتفاق معه على كيفية المضي قدما؛ وكذلك أبلغه إذا تغيرت قصتك، أو الزاوية التي ستتناولها منها.

 

تخطيط بحوثك الخاصة

إذا كنت تقوم بكتابة قصة خبرية طويلة أو قصة بارزة، تأكد من إجراء بحوثك الخاصة، وقضاء بعض الوقت في هيكلة هذه القصة وتخطيطها. سجّل أسماء من تحتاج إلى التحدث إليهم، ومن ثَمَّ الترتيب لمقابلتهم أو التحدث معهم عبر الهاتف. حاول التعرّف على كافة جوانب القصة عن طريق التحدث إلى خبراء من مؤسسات أو مجموعات بحثية مختلفة.

في كثير من الأحيان، لا يزوّدك التحدث إلى العلماء وحدهم بأبعاد الصورة كلها. وعلى سبيل المثال، فإذا كنت تكتب عن الحاسوب المحمول ذي المئة دولار (وهي مبادرة لتطوير حواسيب رخيصة ومرنة للأطفال الفقراء)، فقد تحتاج إلى التحدّث مع خبراء الحاسوب، وكذلك مع المحامين، والمعلمين، ومسؤولي المنظمات غير الحكومية.

هيكلة مقالك

قُم بتجميع موادك الخام، ومن ثم إعداد قائمة بالحقائق الأساسية بتنسيق مترابط. من شأن هذا المخطط الخام أن يساعدك في بناء أول مسودة، حتى إذا قمت بتغيير هيكل مقالك لاحقا.

لا بد لبداية المقال أن تُغري القارئ بالاستمرار في القراءة. ومن الأفضل عادة أن تدخل في الموضوع المعني مباشرة، وأن تُبلغ القراء بالخبر الرئيسي بسرعة. لكن عليك أن تفكّر، في مرحلة مبكرة من العملية، في كيفية إنهاء المقال، وخاصة إذا كنت تكتب قصة خبرية طويلة أو قصة بارزة. يمكنك أن تختتم قصتك بجملة واحدة، أو بأن تُشير إلى التطورات المستقبلية. حاول أن تُفاجئ أو تسلّي قراءك قبل أن تودّعهم.

 

الكتابة الفعالة

إن القصة المكتوبة على نحو جيد ليست مجرد قائمة بالحقائق؛ فلا بد لها أن تتبع خطا واضحا، مما يوضح للقارئ: لماذا تتبع إحدى الفقرات تلك التالية لها. تقوم الكتابة العلمية الجيدة بربط الحقائق التي تبدو مجردة بشخصيات توجد في الحياة اليومية للقارئ وفي مخيلته. يمكنك بث الحياة في قصة ما باستخدم الوصف واقتباس أقوال الناس. فإذا استخدمت موقفا حقيقيا لتوضيح موضوعك، فتأكد من بَسْطِه عبر القصة بأكملها. من شأن هذا أن يؤدي مباشرة إلى ما تود الكتابة عنه، مما يساعد على جذب انتباه القارئ. ومن المفيد هنا أيضا: حسن اختيار سبل القياس التشبيهي والاستعارات، لكن عليك التأكد من استخدام الصور والتشبيهات التي يمكن لجمهورك إدراكها. وعلى سبيل المثال، فإن مقارنة تسارع رائد فضاء بقوة مجال الجاذبية الأرضية قد يسبب لبسا لدى قرائك؛ كما أن الحديث عن الشفرة الجينية البشرية باعتبارها "كتاب الحياة" لا معنى له إلا لدى مَن يفهمون هذه القضية بالفعل.

يتسم التعامل مع الأرقام بكونه معقدا على نحو خاص؛ فهي غالبا ما تحتاج إلى تبسيط. وعلى سبيل المثال، يمكنك الإشارة إلى نسبة 51.3 في المئة باعتبارها 'النصف تقريبًا'. وفي معظم الحالات، يمكنك تقدير متى تحتاج إلى ذكر الأرقام بدقة بالغة، ومتى يمكنك استخدام التقريب. عليك أن تنظر إلى الإحصاءات بعين الشك- تأكد من أنك تفهم ما تعنيه في الواقع، ومن مدى موثوقيتها.

المراجعات

لا تُرسل مقالك إلى المحرر على الفور! إذا كان ذلك ممكنا، دع الأمر يومًا أو اثنين. يمكنك عادة إجراء تحسينات كبيرة على أسلوبك وعلى محتوى مقالك إذا أعدت قراءته في وقت لاحق، وكذلك إعادة الدقيق في الحقائق الواردة في  قصتك، وخاصة تهجئة الأسماء والمصطلحات العلمية.

كُن على استعداد لمراجعة قصتك وتنقيحها بعد اطلاع المحرر عليها. يمتلك المحررون منظورهم الخاص حول الموضوع، وقد يرغب بعضهم في إعادة صياغة قصتك، مما قد يستلزم مزيدًا من العمل.

إن إنتاج قصة خبرية علمية هو عملية ديناميكية وخلاقة. ومهما كانت خبرتك في هذا المجال، فإن عملية التحرير لا تزال مهمة شاقة. لكنك كلما ازددت خبرة، كان لديك حس أفضل في ما يتعلق بتوقّع أسئلة المحررين. وتذكّر أن هذه تتيح لك تناول الأسئلة المحتملة للقراء قبل النشر. لكن لا تشعر بالإحباط؛ فالمراجعات والتنقيحات ممارسة تحريرية معتادة.