Skip to content

29/09/22

التنمية العالمية تنتكس بسبب ’فشل ذريع‘ في مواجهة جائحة كوفيد-19

masked people in

نقاط للقراءة السريعة

  • تقرير يشير إلى أن الإخفاق العالمي الذريع في مواجهة جائحة كوفيد-19 أدى إلى انتكاسة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • منظمة الصحة العالمية تصرفت ”بحذر وبطء شديدَين“ ويجب عليها الإصلاح
  • تعزيز التمويل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتبنِّي إستراتيجية ’لقاحات إضافية‘ من بين توصيات التقرير

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[نيودلهي] يقول تقرير صادر عن ’لجنة لانسيت‘ حول جائحة كوفيد-19 إن الإخفاقات العالمية على مستويات متعددة أدت إلى ”عدد هائل من الوفيات“ من جرَّاء الإصابة بالفيروس، كما أدت إلى تراجُع في التقدُّم المحرَز لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال التقرير الذي نُشر في 14 سبتمبر الجاري بدورية لانسيت الطبية: إن عددًا كبيرًا جدًّا من الحكومات أخفق في الالتزام بالمعايير الأساسية للعقلانية المؤسسية والشفافية، كما دعا أعضاء اللجنة إلى تعاون أفضل -متعدد الأطراف- من أجل وضع حد للأزمة الصحية والتصدِّي للتهديدات المستقبلية.

أودى الفيروس بحياة أكثر من 6.5 ملايين شخص، وأصاب 606 ملايين منذ بداية الوباء عام 2020، وفق منظمة الصحة العالمية.

وكانت دراسة نُشرت في مايو الماضي بدورية بي إم جيه الصحة العالمية قد خلصت إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في البلدان النامية أكثر تعرضًا للوفاة بالمرض مقارنةً بالذين يعيشون في البلدان ذات الدخل المرتفع.

وذكر تقرير لجنة لانسيت، المؤلف من 45 صفحة والموجه إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ووكالات الأمم المتحدة وهيئات وتكتلات أخرى، تتضمن مجموعة العشرين ومجموعة السبع: ”إن هذا العدد الفاجع من حالات الوفاة يُعد مأساةً عميقةً وفشلًا عالميًّا ذريعًا على مستويات متعددة“.

وقال التقرير: إن منظمة الصحة العالمية تصرفت ”بحذر وبطء شديدين“ في أمور مثل التحذير من انتشار الفيروس بين البشر، وإعلان حالة الطوارئ الصحية على المستوى العالمي، ودعم استخدام أقنعة الوجه، والاعتراف بانتقال الفيروس عبر الهواء.

وفي رد على التقرير نشرته منظمة الصحة العالمية على موقعها الرسمي، قالت: إنه على الرغم من توافق العديد من توصيات اللجنة مع تقييمات المنظمة الخاصة، فإن التقرير حمل أيضًا ”العديد من الثغرات والتفسيرات ذات الأخطاء الجوهرية“.

انتقدت اللجنة نقص التمويل الدولي للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل من أجل التصدي لـلجائحة، وكذلك الإخفاق في تأمين الإمدادات الدولية الكافية والتوزيع العادل للأدوية والمعدات الوقائية واللقاحات.

وقال جيفري ساكس، رئيس اللجنة في لانسيت والأستاذ بجامعة كولومبيا في نيويورك بالولايات المتحدة: ”إن البلدان النامية بطبيعتها أكثر تعرضًا للصدمات العالمية من البلدان ذات الدخل المرتفع“.

وقال ساكس لشبكة SciDev.Net: ”من حيث تدابير الصحة العامة، ومنها على سبيل المثال تغطية اللقاحات والرعاية الطبية، تتطلب الاستجابات الفعالة للوباء موارد مالية وموارد للنظام الصحي تفتقر البلدان الفقيرة إليها في أغلب الأحيان“.

وبحث التقرير في أول عامين من الوباء بناءً على مدخلات من 28 خبيرًا دوليًّا، ومشاورات مع أكثر من 100 آخرين.

وفقًا للجنة، أدى تفشي جائحة كوفيد- 19 إلى توجيه ”الموارد والاهتمام السياسي“ بعيدًا عن الأهداف طويلة الأجل في غالبية البلدان، مما أدى إلى انتكاسة في التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتتألف أهداف التنمية المستدامة، التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015، من 17 هدفًا دوليًّا ذات صلة يُستهدف تحقيقها بحلول عام 2030 للقضاء على الفقر والتأكد من ”عدم تخلُّف أحد عن الرَّكب“.

وتواجه مجموعة من 57 دولة منخفضة الدخل -كما حددها صندوق النقد الدولي- فجوةً تمويليةً تتراوح بين 300 و500 مليار دولار سنويًّا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ”وقد ازدادت هذه الفجوة نتيجةً للوباء“، وفق التقرير.

وفي تصريحات لشبكة SciDev.Net، قال جوبال سانكاران، أستاذ الصحة العامة بجامعة ويست تشيستر   بالولايات المتحدة: إن جائحة كوفيد-19 فاجأت العالم، ولم تكن البلدان منخفضة الدخل استثناءً في هذا السياق.

وقال سانكاران: إن الافتقار إلى البنية التحتية الصحية المتماسكة، والقوى العاملة الصحية المستنزفة، والمراقبة غير الكافية، عوامل أسهمت كلها في الفشل في تصعيد واستدامة استجابة فعالة للوباء.

وأضاف سانكاران: ”تعرضت القطاعات المترابطة في مجالات الصحة والتعليم والتوظيف لانتكاسات كبيرة بسبب الجائحة في معظم الدول، وظهر ذلك بشكل أكثر حدة في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة، مما أدى إلى تباطؤ أو وقف أو تأخير التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي تشمل صحةً جيدةً ورفاهًا (الهدف 3)، وتعليمًا جيدًا (الهدف 4)، وعملًا لائقًا ونموًّا اقتصاديًّا (الهدف 8)“.

وفيما يتعلق بتمويل أهداف التنمية المستدامة، أوصت لجنة لانسيت بزيادة المخصصات النقدية المتاحة للبلدان، في هذا السياق، قال ساكس إنه كان ”جزءًا من عملية قادتها الأمم المتحدة، وأوصت بـضخ تحفيز لأهداف التنمية المستدامة يقدر بحوالي 500 مليار دولار سنويًّا للبلدان النامية“.

وقدمت اللجنة عددًا من التوصيات الأخرى، ومنها أن جميع البلدان في جميع أنحاء العالم يجب أن تتبنى ”إستراتيجية التطعيم المعززة“، وفيها يُجمع بين التطعيم واسع النطاق، واحتياطات الصحة العامة والتدابير المالية.

ودعت اللجنة كذلك إلى تقوية منظمة الصحة العالمية والعمل على توسُّع مجلس العلوم التابع لها.

وقال ثيكيكارا جاكوب جون، الأستاذ السابق لعلم الفيروسات الإكلينيكي في كلية كريستيان الطبية، في مدينة فيلور بالهند، لشبكة SciDev.Net: ”في رأيي، فشلت منظمة الصحة العالمية في العمل مع البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة لجعل أنظمة الإدارة الصحية لديها قويةً بما فيه الكفاية؛ لمواجهة المشكلات الصحية الاعتيادية أو العالمية“.

هذا الموضوع أنتج عبر النسخة الدولية لموقع  SciDev.Net