Skip to content

25/02/19

لا حول بأهداف التنمية المستدامة

AAAS event in DC  - MAIN
حقوق الصورة:Image courtesy of AAAS

نقاط للقراءة السريعة

  • التفكير المنهجي ضروري لإحداث تغييرات بعيدة المدى
  • غالبًا ما تُطبق أهداف التنمية المستدامة على عملٍ جارٍ بالفعل
  • معدلات الجوع في العالم ترتفع، وانبعاثات الكربون في أعلى مستوياتها تاريخيًّا

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

تفشل أهداف التنمية المستدامة في كثير من الأحيان في إحداث التحولات بعيدة الأثر اللازمة لبلوغ غاياتها الطموح؛ بسبب غياب التنسيق بين الأهداف السبعة عشر المنفصلة، حسبما أُعلن في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم.

”الحقيقة هي أنه إذا كان يُنظر إليها على أنها أهداف طموحة، فإن ما يحدث -في الواقع الآن- هو أن الحكومات تصنّف ما تفعله بأية حال على أنه التزام بأهداف التنمية المستدامة“، كما قال بيتر جلوكمان -من جامعة أوكلاند، في نيوزيلندا- في حلقة نقاش خلال الحدث المنعقد في واشنطن العاصمة، في الفترة من 14 إلى 17 فبراير.

اعتمدت الأمم المتحدة أهداف التنمية المستدامة في سبتمبر 2015، ودعت الحكومات إلى تحقيق أهداف معينة، مثل القضاء على الفقر، والقضاء على الجوع، وضمان حصول الجميع على طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، بحلول عام 2030.

ومع ذلك، فقد ارتفعت معدلات الجوع في العالم للسنة الثالثة على التوالي، وفقًا لأحدث تقرير لحالة الأمن الغذائي العالمي للأمم المتحدة، في حين يسير أقل من 5% من البلدان على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف مكافحة السل والسمنة لدى الأطفال، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة ’لانسيت‘ في عام 2017.

من المتوقع ارتفاع الانبعاثات الكربونية العالمية أيضًا بنسبة 2% في عام 2018، لتصل إلى أعلى مستوياتها تاريخيًّا، وفقًا لتقرير صادر عن جامعة إيست أنجليا بالمملكة المتحدة ومشروع الكربون العالمي. والدافع وراء هذا الاتجاه هو استخدام الفحم والنفط والغاز.

يقول دان دو توا، نائب مدير عام للتعاون الدولي في وزارة العلوم والتكنولوجيا بجنوب أفريقيا، خلال حلقة النقاش: ”لا تخطئوا فهمي، تُعَد تلك [الأهداف] في غاية الأهمية، ونحن ملتزمون بها تمامًا- ولكن لنكن صادقين بشأن كثرة الكلام والأحاديث، مع فعل القليل“.

وقالت ناكاو إيشي -الرئيسة التنفيذية لمرفق البيئة العالمية، الذي يتخذ من كولومبيا مقرًّا له- إن الناس في بلدها اليابان يرتدون شارات أهداف التنمية المستدامة في الاجتماعات المعنية بالسياسات، لكن هذا لا يعني دائمًا أنهم يفهمون التغييرات المطلوبة لتنفيذ الأهداف.

وتستطرد: ”إذا ذهبتَ إلى تلك الاجتماعات، يكاد يتوجب عليك ارتداء الشارة، لكن السؤال هو إلى أي مدى فهموا حقًّا الحاجة إلى إحداث تحوُّل، وليس اتباع النهج التدريجي بعد الآن“.
واحدة من المشكلات، وفقًا للجنة المشاركة في حلقة النقاش، هي وجود مفاضلة في كثير من الأحيان بين أهداف التنمية المستدامة المختلفة، وهذا يعني تحقيق هدف واحد على حساب أهداف أخرى.

ومن الأمثلة على ذلك بحر أرال على الحدود بين كازاخستان وأوزبكستان، الذي كان في السابق رابع أكبر بحيرة داخلية في العالم. تم تحويل مجاري الأنهار التي تغذي البحيرة لري الأراضي الزراعية الصحراوية، مما أدى إلى انكماشها بنسبة تزيد على 90% منذ الستينيات الماضية.

يقول هونجبو يانج، من معهد سميثسونيان للحفاظ على الأحياء بالولايات المتحدة: ”ساعد ري الأراضي الزراعية في تحقيق الهدف الثاني، الذي يهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي، لكن هذا التقدم يتحقق مقابل التضحية بهدف آخر، وهو الهدف الرابع عشر، الذي يرمي إلى حماية الحياة البرية المائية“.

أحد الحلول المطروحة هو أن تُجري الحكومات تحليلًا واسعًا لكيفية تأثير قضايا معينة بعضها على بعض عندما تصوغ السياسات، مثل استخدام الأراضي والتنوع البيولوجي والمناخ، وفق جويدو شميت-تروب، من شبكة حلول التنمية المستدامة التي تتخذ من فرنسا مقرًّا لها.

ومع ذلك، لا يحدث ذلك في كثير من البلدان. يقول جويدو: ”الأمر يشبه إلى حدٍّ ما البنوك المركزية التي تحدد أسعار الفائدة دون نموذج اقتصادي كلي“.

وبالمثل، يحتاج تمويل العلوم أيضًا إلى تنسيق أفضل لضمان مراعاة الطبيعة المتعارضة والمترابطة لأهداف التنمية المستدامة في المشروعات البحثية، كما أُعلن في أحد اجتماعات اللجنة.

على سبيل المثال، يجب إنشاء منظمات مثل المؤسسة الوطنية للعلوم، وهي وكالة تمويل أمريكية، للعمل على نطاق عالمي؛ لتشجيع البحوث المعنية بأهداف التنمية المستدامة، كي تكون ذات أهمية على الصعيد العالمي، وليس فقط وفقًا للأولويات الوطنية أو الإقليمية، وفقًا لتوماس هيرتيل -من جامعة بيردو في ولاية إنديانا الأمريكية.

يقول هيرتيل: ”هذا هو ما ينقصنا في الوقت الراهن، كيان عالمي“.

المهم هو أن يجتمع الباحثون وواضعو السياسات معًا لمعالجة أوجه المفاضلة بين الأهداف المختلفة والمناطق المختلفة في العالم، حسبما أُعلن في الاجتماع.

”هذا هو الدافع وراء هذه الندوة“، كما يقول جيانجو ليو -من جامعة ولاية ميشيجان، الذي كان منظمًا لأحد الاجتماعات الجانبية حول أهداف التنمية المستدامة. ”وذلك بغية اتخاذ الخطوة الأولى لمعالجة مثل هذه القضايا، ليس فقط بين تلك الأهداف المختلفة، ولكن أيضًا الأهداف المشتركة بين أماكن مختلفة في جميع أنحاء العالم“.

هذا الموضوع أُنتج عبر النسخة الدولية لموقع  .SciDev.Net