Skip to content

02/07/13

المسرح العلمي.. لرفع وعي الشعوب

this is Cristine Russell during her talk
حقوق الصورة:Body in crisis a comic scientific play

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

المسرح العلمي فن لم تعتده منطقتنا العربية، غير أنه أداة إذا أُحسن استخدامها كانت أحد الأساليب المثالية لرفع وعي الشعوب بمختلف القضايا الصحية والبيئية والعلمية.

على هامش المؤتمر الدولي الثامن للإعلاميين العلميين، قدمت مدينة الفن بهلسنكي عرضا مسرحيا كوميديا ذا طابع علمي، عن مرض السكري وما قد يترتب عليه من أمراض، في ثوب جذاب يبسِّط للمصابين بهذا المرض ولذويهم أهمَّ المعلومات التي يجب أن يحيطوا بها ليتعايشوا مع هذا المرض المزمن.

تبدأ القصة المسرحية بطبيبة شابة تروي قصتها -بطريقة العودة للماضي أو "الفلاش باك"- مع أحد الجنود المصابين بالسكري.  تحدث بين الطبيبة والجندي مواقف كوميدية، فالجندي لا يعترف بأن النساء يستطعن أن يمارسن الطب بنجاح، بينما تتعامل الطبيبة الواعية بصرامة مع الجندي المستهتر في التعامل مع مرضه المزمن.

وفي خضم الأحداث تتدفق المعلومات العلمية في سلاسة تامة، دون أن يستشعر الحضور أن ما يُقدَّم حول مرض السكري، هي حقائق علمية حديثة حول المرض وأنواعه وتبعاته، والطريقة الـمُثلى للتعايش معه.

تكتب الطبيبة الوصفة العلاجية للجندي، فالعلاج يعتمد على تغيير نظام الحياة، وإحلال نظام آخر صحي ورياضي محله، وتعطيه كتابا كبيرا للمعلومات والإرشادات الواجب اتباعها والمحاذير الواجب تجنبها، غير أن الجندي يماطل في تطبيق التعليمات الطبية، ولا يلتزم بها، فى سلسلة من المواقف الكوميدية الضاحكة، حتى يغلبه المرض مرة أخرى فيقرر أن يغير نظام حياته.

العمل المسرحي للمؤلفة الفنلندية "تييا ريكولا" المختصة بالكتابة العلمية الطبية، غير أنها هذه المرة قررت الكتابة للمسرح العلمي، في تجربة هي الأولى لها، وصرحت "ريكولا" لـ SciDev.Net : بأنها اختارت قالب المسرحية؛ لأنها أرادت أن تقدم عملا مختلفا، فالمعلومات حول مرض السكري كثيرة وغزيرة، ولكنها لا تبدو ناجحة فى توصيل رسالتها؛ إذ إن الإصابات بالمرض لا تزال مرتفعة.

فكرت ريكولا أنها إذا غيرت نوعية الخطاب الإعلامي الذي تقدمه ليكون في إطار كوميدي مسرحي يغلب عليه طابع الترفيه فإن المعلومات قد تصل بطريقة أفضل وتؤدي غرضها من توصيل الرسالة، موضحة أن النصوص العلمية المدرجة فى المسرحية خضعت لمراجعة علمية من قِبل طبيب مختص بأمراض الباطنة والغدد الصماء، بالإضافة إلى بحثها في المراجع والكتب المختصة بالأمراض وعلاقتها بالسكري.

المسرحية التي عُرضت لأول مرة باللغة الإنجليزية على هامش أعمال المؤتمر الثامن للإعلاميين العلميين، عُرضت ثلاث مرات سابقة باللغة الفنلندية والسويدية، وقام بإخراج العرض فريق من الممثلين المحترفين من مسرح "فييروس"، وهما: "ماريا أهلروث" و"بيللي هيكيلا"، وقد قام كل منهما بتجسيد دوري الطبيبة والجندي على التوالي في المسرحية أيضا.

اختتمت المسرحية أحداثها الجذابة بعبارة: "العلم يقول الكلمة الأولى في كل شيء، لكن الكلمة الأخيرة عادة ليست له".