Skip to content

17/02/22

قطر تحث الخطى نحو تطبيق الطب الشخصي

5974207056_5547e88aaf_k
حقوق الصورة:ILRI/Evelyn Katingi. CC license: (CC BY-NC-ND 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • خطوات حثيثة من جانب المسؤولين في برنامج ’قطر جينوم‘ للانتقال من البحث العلمي إلى التطبيق
  • والاستعدادات جارية من أجل تصميم العلاج الطبي بما يتناسب مع الخصائص الفردية لكل مريض قطري
  • التدخلات الوقائية أو العلاجية ستتركز على المستفيدين، وتجنِّب سواهم آثارها غير المرغوبة، ولا ينفق المال دون جدوى

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] بدأ المسؤولون ببرنامج ’قطر جينوم‘ في إتاحة المعلومات المتوافرة بقاعدة بياناته إلى نظام الرعاية الصحية بالدولة؛ تمهيدًا لصياغتها على شكل خدمات.

ويجري هذا بالتعاون مع كُبريات المؤسسات الطبية المحلية، في خطوة تقربه من ممارسة الطب الدقيق.

وفي إطار ’التحرك نحو تطبيق الطب الشخصي‘ بيَّن مدير البرنامج، سعيد إسماعيل خلال محاضرة بعنوان ’قطر جينوم، من البحث إلى التطبيق السريري‘ والمنعقدة يوم 26 يناير الماضي، أن هذه الاستعدادت تمثل ”مهمتنا خلال السنوات الخمس القادمة بعد كل ما حققناه“.

منذ حصول مشروع ’قطر جينوم‘ على أول جينوم بشري كامل في 2015، نحاول نشر الأمل في المنطقة من أجل تحويل الطب الدقيق من حلم أكاديمي سجين المراجع العلمية إلى واقع طبي صحي جديد قائم على البيانات الصحية الدقيقة.

يهدف المشروع القطري إلى دراسة التركيب الجيني لسكان دولة قطر؛ بهدف استحداث خدمات الطب الدقيق والرعاية الصحية الشخصية.

الطب الدقيق أو الشخصي كما يعرفه أحمد سمير، مدرس الباثولوجيا الإكلينيكية بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، هو تقديم رعاية طبية معدّلة وفق جينات كل مريض، بدلًا من نهج العلاج الموحد لكل المرضى، المستخدم حاليًّا.

يعتبر رسم خريطة مرجعية للجينوم القطري من أهم المحطات في المشروع، بالتعرف على سلسلة الحمض النووي لعددٍ كافٍ من القطريين، ويساعد رسم هذه الخريطة المرجعية في التعرُّف على التبايُنات النوعية في الجينات المميزة للسكان المحليين، وخاصةً تلك المتعلقة بمختلِف الأمراض الجينية الموروثة، كما يساعد أصحاب القرار في دمج بيانات الجينوم في نظام الرعاية الصحية للوصول إلى أفضل تشخيص ومعالجة عدد من الأمراض، والوقاية منها أيضًا.

نجح المشروع القطري في الوصول إلى 10 آلاف جينوم في عام 2018 ارتكازًا على عينات الحمض النووي التي جمعها ’قطر بيوبنك‘، أحد أكبر البنوك الحيوية في منطقة الشرق الأوسط، من أفراد أصحّاء أنماطهم الظاهرية مدروسة بعمق، وتضاعف العدد في 2020 ليصل إلى 25 ألف جينوم.

”يستهدف المشروع الوصول إلى 100 ألف جينوم في مرحلته الثالثة ببلوغ عام 2025، وهو ما يمثّل نسبة 30% من الشعب القطري تقريبًا“، وفق إسماعيل.

يعلق سمير: ”يُعد ’قطر بيوبنك‘ بنيةً أساسيةً لمشروع قطر جينوم بجمعه لعينات من عموم السكان، بعكس بعض البنوك الحيوية في المنطقة التي تجمع عينات المصابين بأمراض بعينها“.

ويستطرد: ”ومن بين العوامل التي ساعدت المشروع عدد سكان دولة قطر الصغير، وارتفاع معدل زواج الأقارب، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من سكان الوطن العربي من المغتربين، وهو ما يسمح باكتشافات جينية مميزة“.

يقول إسماعيل: ”لدينا نظام صحي موحد وبنية تحتية مذهلة، وهذا ما ساعدنا على إطلاق مشروع بهذه الضخامة“.

ويستطرد: ”نحن لا نمثل قطر وحدها، بل نمثل الشرق الأوسط بالكامل؛ لما يحتويه هذا البلد من مغتربين من المحيط إلى الخليج“، مضيفًا: ”قد يساعد ما يقوم به البرنامج على سد فجوة البيانات الصحية التي يعاني منها الشرق الأوسط“.

في هذا الشأن يعبر سمير عن وجود مخاوف عامة من فكرة مشاركة البيانات الجينية للمغتربين عند بعض الأفراد والسياسيين والشعوب؛ لأسباب مختلفة تتعلق بسوء استغلال البيانات الصحية وغياب عدالة توزيع المنافع، ويقول لشبكة SciDev.Net: ”إن تكلفة هذا النوع من الأبحاث مرتفعة جدًّا، وتصعب على الأفراد وحتى المؤسسات البحثية الصغيرة، لكن بعض دول المنطقة بدأت طريقها، مثل السعودية ومصر“.

يمتلك المشروع بيانات كافية وناضجة حاليًّا، ويستعد إسماعيل ورفاقه للمضي نحو التطبيق الطبي في المستشفيات، ولكن لا توجد طريقة قياسية مناسبة لجميع الأنظمة الصحية للوصول إلى مرحلة التطبيق، فلكل نظام صحي خصائصه ونقاط قوته وضعفه المختلفة، لذا يحاول القائمون على المشروع اختيار طريقة التطبيق الأكثر ملاءمةً للنظام الصحي القطري.

يؤكد سمير أن للطب الدقيق القدرة على تقليل تكلفة الأدوية الباهظة دون تجربة ما لا يناسب كل مريض، كما أن استخدامه سيمنع عن المستشفيات الكثير من المصابين بالأعراض الجانبية نتيجة تناوُل أدوية لا تناسبهم، ما سيسمح باستغلال أفضل لموارد الأنظمة الصحية.

”لكن يبقى الهدف الأسمى للطب الدقيق بعيد المنال“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا