Skip to content

03/12/19

ملاك الثقفي.. النهمة في الدراسة والناشطة إلى العمل

Malak Althagafi
حقوق الصورة:Malak Althagafi/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • ملاك عابد الثقفي سعودية تدرس وتبحث في عدة علوم بمجال الطب
  • شغفها للتحصيل جعلها تنال التكريم وتحوز الجوائز، محليًّا ودوليًّا
  • منظمة الصحة العالمية ضمت لكتابها بعضًا من دراسات ملاك

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

ملاك عابد الثقفي، سعودية ذات نهمة إلى تحصيل العلم، ففي سن مبكرة درست أكثر من فرع من فروع الطب، وتخصصت في الطب الشخصي.

ملاك أحد أهم الباحثين المشاركين في مشروع الجينوم البشري السعودي، وشاركت في تأسيس المختبر الخاص بالمشروع في مدينة الملك فهد الطبية، وتدير المختبر الآن.

وُلدت ملاك في مكة المكرمة، وكان تعليمها الأساسي في مدارس حكومية، حصلت على بكالوريوس الطب في جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، ثم تخصصت في فروع طبية مختلفة هي: علم الأمراض الإكلينيكية والتشريحية، وعلم أمراض الجهاز العصبي، وعلم الوراثة الجينية الجزيئية، وحصلت على أربع بوردات أمريكية في تلك التخصصات.

كذلك حصلت على ماجستير في الإدارة الطبية من جامعة جون هوبكينز، بالإضافة إلى حصولها على الزمالة في تخصص بيولوجيا السرطان والأورام الطبية من جامعة هارفارد.

تعلمت ملاك وعملت بالعديد من الجامعات المرموقة بالولايات المتحدة، مثل هارفارد، وجون هوبكينز، وجورج تاون، وجامعة كاليفورنيا، وستانفورد، وشاركت فيما يربو على مئة ورقة بحثية نُشرت في دوريات علمية محكمة، بالإضافة إلى كتابة العديد من الفصول في كتب عن علم الأمراض.  

حصدت ملاك العديد من الجوائز، كان على رأسها جائزة مكة للتميز العلمي والتقني عام 2016، وجائزة العالِم الشاب عام 2015.

ومثلت الباحثة الشابة المملكة العربية السعودية في مجلس البحوث العالمي. وتركزت أبحاثها على فك الطفرات الجينية للأورام، أورام الدماغ خاصة؛ من أجل تطبيق الطب الشخصي على مرضى الأورام، وهو ما تتمنى تحقيقه على نطاق واسع.

إلى جانب عملها أستاذًا مساعدًا بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية منذ عام 2016، فقد شغلت بالمحاضرة والعمل في عدة مواقع، مثل جامعة هارفارد، ومستشفى النساء بريجهام، ومعهد دانا-فاربر للسرطان، بالولايات المتحدة.

حول مسيرتها العلمية والمهنية، وأهم التحديات التي واجهتها، كان لشبكة SciDev.Net هذا الحوار مع ملاك.
 
لماذا التشعب في الدراسة؟ وما سبب اختيار التخصص؟
 
كان لديَّ شغف كبير بالطب بشكل عام.
 
أما اهتمامي بمجال الجينوم والوراثة خاصة، فيعود إلى طفولتي؛ إذ وُلدت بمرض وراثي جيني نادر كان سببًا في ترددي كثيرًا على المستشفيات.
 
ومنذ سن مبكرة، لمست مدى احتياج مجتمعاتنا العربية إلى هذا التخصص؛ لكثرة الأمراض الوراثية بالمنطقة العربية.
 
وجاء الإعلان عن إتمام مشروع الجينوم البشري بالسعودية وقت دراستي للطب، ومن هنا بدأت البحث عن التخصصات الجديدة ذات الصلة، ووجدت تخصص علم الأمراض الجينية الجزيئية تخصصًا جديدًا وذا مسار محدد في الولايات المتحدة الأمريكية، فقررت الذهاب إلى أمريكا لإكمال دراستي بعد تخرجي في كلية الطب عام ٢٠٠٥.
 
ما أهمية مشروع الجينوم السعودي؟
 
يُعَد المشروع أول برنامج جينوم في العالم العربي، ويرسم خرائط المجموع الوراثي لمئة ألف من مواطني السعودية، بهدف إرساء معايير الطب الشخصي وأُسسه بالمملكة لممارسته في العلاج.
 
فكرة الطب الشخصي تعتمد على تصنيف المرضى إلى فئات مختلفة، وفق خريطة المادة الوراثية لكل مريض وتفاصيله؛ لتوفير دواء خصوصًا له، أكثر دقةً وكفاءة.
 
وتوفير قاعدة معلومات وراثية متكاملة، يمكِّن من دراسة البيئة الوراثية لبعض أمراض الدماغ المنتشرة بالسعودية، ومحاولة الحد من انتشار الأمراض الوراثية.
 
وهو أيضًا يمهد البرنامج الطريق لفحص الأمراض النادرة قبل الزواج وفي أثناء الحمل، ما يسهِّل إجراءات الطب الوقائي، ويقلل العبء النفسي والاجتماعي والاقتصادي للعيوب الخِلقية النادرة.
 
 
ماذا عن إسهاماتك في المجال؟
 
كنت من القلة التي جمعت الدراسة والحصول على البورد الأمريكي إلى الزمالة في تخصصين دقيقين، وهما: تخصص الوراثة الجينية الجزيئية، وتخصص علم أمراض الجهاز العصبي، إضافة إلى تخصصي العام في مجال علم الأمراض التشريحي والإكلينيكي، مع درجة إدارة أعمال في الإدارة الطبية.
 
هذا الخليط من الخبرات، جعلني -في سن مبكرة- قادرةً على إدراك أهمية التشخيص الجيني لأورام الدماغ -خصوصًا- منذ سنوات. ولقد عملت في فرق بحثية لوضع الخارطة الجينية لعدة أورام دماغية، أهمها الأورام السحائية.
 
هذه الدراسات اعتُمد بعضها مؤخرًا في كتاب تشخيص أورام الدماغ لمنظمة الصحة العالمية عام ٢٠١٦.
 
كذلك أدركت مبكرًا أهمية البحث العلمي الطبي وملء الفجوة بين العمل البحثي والعيادة، وفي هذا الإطار، نجحت في بناء فريق بحثي يعمل يدًا بيد مع الأطباء في تحديد طفرات مهمة ورسم خطط علاجية للمرضى في المملكة العربية السعودية وحول العالم.
 
هل واجهتكِ تحديات؟ وهل تلقيتِ دعمًا لمواجهتها؟
 
الدعم الأول كان من الدولة، من خلال توفير التعليم المجاني لدراسة الطب، ومن بعدها برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث إلى الخارج، والذي كنت إحدى المستفيدات منه.
 
والدتي كانت الداعم الأول لي، وتحملت معي سنوات الغربة الطويلة في الخارج، التي تجاوزت العقد من الزمان.

لكني أود أن أشدد على أن النظرة النمطية إلى المرأة السعودية تغيرت كثيرًا في السنوات الأخيرة، فالآن لها حق التعليم المجاني، وترشح للبعثات الخارجية، كما أن هناك مساواة بالرجال في الأجور، وعدد الخريجين في المجالات العلمية ببعض دول الخليج -ومنها المملكة- تزيد فيه الإناث على الذكور .
 
إذًا الأمر الآن أهون على الدارسات؟

العمل في مجال العلوم ليس بالأمر السهل، ويحتاج بالإضافة لدعم المجتمع، إلى وجود الشغف والرغبة الحقيقية من الشخص، رجلًا كان أو امرأة، فهي أمور ضرورية للاستمرار.
 
لكن لا ريب أن التغييرات الأخيرة بالسعودية ستسهم في حل بعض المشكلات اللوجستية، مثل خيار قيادة السيارات للنساء، والسفر بدون محرم، لكن يبقى الأساس هو الشخص ورغبته.
 
 
هل كان تأسيس قسم أبحاث الجينوم فارقًا؟
 
عند عودتي من الخارج، منذ أربع سنوات تقريبًا، كان هدفي المشاركة في مشروع الجينوم السعودي التابع لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وحصلنا على الموافقة لإنشاء مختبر معني بعلوم الجينوم في مركز الأبحاث بمدينة الملك فهد، وبالفعل بدأنا العمل، والمفارقة أن المختبر كان يضم باحثات سيدات فقط.
 
لكن لاحظت أن الحاجة إلى أبحاث الجينوم الإكلينيكية تتجاوز أهداف الجينوم السعودي، لذا قررنا تحويل المختبر فيما بعد إلى قسم أبحاث الجينوم في عام ٢٠١٧.
 
كانت مهمة صعبة؛ إذ كنت وحدي مع عدد قليل من الباحثات الجدد ودعم مادي قليل. لله الحمد اليوم أصبح القسم من أكثر الأقسام نجاحًا في مركز أبحاث المدينة الطبية، وكذلك معملنا الفرعي (معمل الجينوم السعودي) المتخصص في أبحاث السرطان والأمراض المزمنة كالسكري.
 
نتعاون مع جهات داخلية وخارجية كثيرة، أهمها معهد كارولنسكا بالسويد، وشركة أبحاث الجينوم ’ديكود جينيتكس‘ في أيسلندا، وجامعة الملك سعود، ومستشفى الملك خالد التخصصي للعيون في الرياض، وغيرهم الكثير.
 
كيف تسير الأمور حاليًّا؟
 
لقد بدأ الفريق بي وحدي، واليوم لدينا سبع باحثات ومتدربتان، وعدد من المتطوعات، وجميعهن ذكيات، وواثقات بأنفسهن، يغيرن بالفعل الصورة النمطية، ونقوم بعمل لا يمكن إغفال تأثيره على المرضى ورعايتهم.
 
لقد عملنا على بعض الإستراتيجيات الفعالة في فريقنا، وهي: بناء الثقة بالنفس، وتشجيع التعاون والاتصال، والمرونة في التفكير، وهو ما ساعدنا كثيرًا.
 
وسنظل نعمل باجتهاد لتحقيق نجاحات في حياتنا المهنية والشخصية؛ لتغيير الصورة النمطية عن قدرات المرأة ونجاحها في مجال البحث العلمي والطبي.
 
  
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا