Skip to content

05/09/13

شبكات للعالِمات العربيات.. نعم أم لا؟

hayat
حقوق الصورة:kris krüg

نقاط للقراءة السريعة

  • البعض يناضل من أجل شبكات نسائية خالصة لعالِمات العرب
  • وآخرون يقترحون تطعيمها بالرجال للنهوض بها
  • وفريق ثالث لا يرى لها داعيا، ويعول على القيمة والإضافة لا الجنس

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

ربما تسدي الشبكات الإقليمية عونا للعالِمات، لكن إخفاق شبكتين أثار حول جدواها جدلا، كما تخبرنا رحاب عبد المحسن

في فبراير 2005، أُعلِن عن تأسيس الشبكة العربية للمرأة في العلوم والتكنولوجيا في البحرين. ثم نقلت الشبكة أمانتها إلى مكتبة الإسكندرية بمصر عام 2010. ومرّ عام، ثم نَظَّمَت المكتبة 'المؤتمر الثاني للمرأة في مجال العلوم' بالتعاون مع الشبكة.

ولا يبدو أن الشبكة فعلت شيئًا منذ ذلك الحين، كما أنها التزمت الصمت حيال أي خطوات قد تُتخذ لتعزيز دور المرأة العربية في مجالات العلوم والتكنولوجيا.

الموقع الإلكتروني للشبكة فارغ تقريبًا من أي محتوى. وسدى ذهبت محاولات موقع  SciDev.Netللاتصال بمكتب الشبكة في الإسكندرية عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني.

لذا، تُعرِب رخصانة إسماعيل -أستاذ الكيمياء بجامعة عدن في اليمن- عن إحباطها من فشل الشبكات الإقليمية للعالِمات في تحقيق وعودها.

"من المفيد إنشاء شبكات للنساء فقط"                              رخصانة إسماعيل  

سابقا، كانت رخصانة نائب رئيس 'منظمة المرأة في مجال العلوم بالعالم النامي'، وأسست الفرع اليمني لها؛ 'جمعية النساء اليمنيّات للعلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية'.

ومن مجموع التجارب السابقة، ترى رخصانة أن تشكيل فروع وطنية من الشبكات الإقليمية، والتأكد من إدارتها كما ينبغي، خطوة أساسية نحو تعاون فعَّال بين العالِمات إزاء القضايا التي تواجههن.

طموحات لم تُلبَّ

كان المراد من تأسيس الشبكة تعزيز مشاركة الشابَّات في العلوم والتكنولوجيا. والقصد من وراء ذلك تقوية التعاون بينهن عن طريق توفير تدريب، وورش عمل، وندوات، وحلقات نقاش، ومنح دراسية، وقنوات فعّالة للاتصال وتبادل المعلومات.

ويُسَلِّم فاروق الباز -عضو مجلس إدارة الشبكة- بأنها في حاجة لدبيب الحياة. ويقول: كان هناك دعم شفهي في اجتماع بالقاهرة عام 2003، عندما دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لتأسيس الشبكة.

ويستطرد الباز -مدير مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن في أمريكا- أن الشبكة تلقت دعما هزيلاً وقصير الأجل عندما بدأ العمل فعليًّا.

يقول الباز: "ما تم إنجازه في السنوات الأربع التالية لنقل مقر الشبكة إلى البحرين كان قليلا؛ بسبب قيود الموازنة وغياب القيادة"، ما تركها –حسب تفسيره- ضعيفة جدا، وغير قادرة على تغيير الوضع.

ويضيف: ثمة حاجة إلى جمعيات للعالِمات والمهندسات العربيّات؛ لتشجيعهن على خوض غمار العلوم والتكنولوجيا، مشيرا إلى أن معظم المنظمات العلمية تضم عددًا قليلاً من العضوات.

وهذا عين ما حدث مع شبكة إقليمية أخرى للعالِمات؛ شبكة 'المرأة العربية للبحث والتطوير'، التي أنشأتها 'المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا' عام 2008؛ إذ لم تقم بأية أنشطة، واختفى الآن موقعها بشبكة الإنترنت.

علاوة على عجز التمويل، كما ترى غادة عامر، نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، تلخص المشكلة والحل لموقع  SciDev.Net بقولها: "طالما أن هذه الشبكات خاضعة لإشراف متطوعين وليس موظفين بدوام كامل، فلن تعمل بشكل سليم".

وتضيف غادة: "معظم الباحثات مشغولات بما يجري في بلدانهن، وتوقفن عن الرد على المناقشات عبر الإنترنت". حاليا تعمل المؤسسة على إحياء الشبكة عبر مؤتمرها القادم، الذي ينعقد سبتمبر 2013 في الخرطوم عاصمة السودان.

"على الدول العربية الاستفادة من قدرة كل أفراد شعوبها وبراعتهم "                                 فاروق الباز

أسباب للنجاح

تشعر نجوى عبد المجيد -وهي عضو في كلتا الشبكتين غير الفعّالتين- بخيبة أمل من توقفهما حاليًّا عن العمل.

وتقول نجوى –أستاذ الوراثة البشرية بالمركز القومي للبحوث في مصر–: "ينبغي أن تُدار الشبكات على غرار المنظمات، وأن يُنتقى مُنسّقها بعناية كي يُفعِّل دورها، ويعمل على تحقيق مهام محددة".

وتعتقد نجوى أن إقامة عدد من الشبكات الصغيرة، تتخصص كلٌّ منها فيما لا يزيد على بضعة حقول علمية ذات صلة، قد يكون السبيل الأقوم لتعزيز التواصل بين الباحِثات.

والمثال على ما ذكرت في رأيها؛ شبكة 'أخلاقيات العلوم الحيوية المعنية بقضايا المرأة في المنطقة العربية'، التي أسسها مكتب منظمة اليونسكو بالقاهرة عام 2010، وتُدار عبر شبكة الإنترنت.

وهي شبكة من بضع شبكات أصغر ناجحة في المنطقة؛ تسعى لوضع حلول من وجهات نظر أخلاقية للمشاكل التي تواجهها المرأة، لا سيما المتصلة بالرعاية الصحية والأبحاث.

أمين هذه الشبكة، ومسؤول العلوم الإنسانية والاجتماعية في مكتب منظمة اليونسكو بالقاهرة؛ أوريو إيكيبيي، تقول: إن مفتاح نجاحها هو "وجود أعضاء فاعلين كثر على استعداد للمساهمة".

مشاركة الرجال

وجود رجال أعضاء في الشبكات العلمية للنساء في المنطقة العربية أمر مهم، كما ترى فانج شين، رئيسة منظمة 'المرأة في مجال العلوم بالعالم النامي'، وهو ما تتفق معها فيه رخصانة إسماعيل.

تقول فانج: "الرجال والنساء بحاجة إلى العمل معًا للإجابة على أسئلة بحثية رئيسة، وينبغي أن يكونوا قادرين على العمل معًا بشكلٍ بَنَّاءٍ بشأن قضايا المرأة".

وتستشهد فانج بمنظمة 'المرأة في مجال العلوم العالم النامي' مثالاً على ذلك، وتقول: "لدينا أكثر من 4000 عضو، منهم 500 رجل". وأضافت أنهم يعملون معًا كي ينقلوا للقادة في مجالي السياسة والتعليم فكرة أننا في حاجة إلى أفضل العقول المتاحة في مجالات العلوم والهندسة، رجالاً ونساءً.

وعلى المنوال نفسه، يقول الباز: بما أن الرجال في العالم العربي يتقلدون معظم المواقع المؤثرة في العلوم، فمشاركتهم في هذه المناقشة واجبة لمساعدة تعزيز دور المرأة في المجتمع.

ويضيف الباز: "ينبغي على الدول العربية الاستفادة من قدرة كل أفراد شعوبها وبراعتهم، لا نصف السكان فقط. لذا يصبح دعم المرأة في مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا شرطًا أساسيًّا لتحقيق تنمية سليمة ومستدامة".

"لا تضيف الشبكات التي لا تضم سوى النساء أي قيمة حقيقية"   فاطمة كافود

جدل حول الشبكات

ترى فاطمة كافود -مديرة خدمات العيادات السريرية في معهد البحوث الطبية 'قطر بيوبنك'- أنه أكثر أهمية للعالِمات أن يصبحن جزءًا من شبكات قائمة على مجالات متخصصة، بدلاً من التركيز على قضايا النوع.

وتقول فاطمة: "لا تضيف الشبكات التي لا تضم سوى النساء أي قيمة حقيقية". وتستأنف بقولها: "يتم تحديد القيمة الحقيقية لأي شبكة علمية من خلال عدد المشاركين المعنيين ومستوى خبرتهم، وليس ما إذا كانت محددة بالجنس".

ولكنّ أخريات، مثل رخصانة، يجادلن بأنه "من المفيد إنشاء شبكات للنساء فقط"؛ لتدارك الاختلال بين الباحثين من الذكور والإناث.

وتقول: "ينبغي توجيه هذه الشبكات نحو سد الفجوة بين الرجال والنساء، مما يساعد النساء على تطوير المسار الوظيفي، وإقناع المزيد منهن ليصبحن عالِمات".

وتختتم الحديث بقولها: "إن اختيار بعض العالِمات الشابات المتحمسات للعمل على إحياء الشبكات من شأنه –قطعًا– أن يُحدِث تغييرًا".

 هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط