Skip to content

27/12/22

كشف الملاريا بالهاتف الذكي

SCI malaria testing tool
حقوق الصورة:University of Queensland. This image has been cropped.

نقاط للقراءة السريعة

  • التوصل إلى أداة غير باضعة يمكنها تسريع تشخيص الملاريا
  • الأداة التي تعمل على الهاتف الذكي يمكنها كشف الملاريا فورًا
  • وأيضًا قد تُستخدم التقنية للكشف عن حمى الضنك ومرض زيكا

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[سيدني] طور باحثون للكشف عن الملاريا أداة جديدة، سريعة وميسورة التكلفة، قد تساعد على تسريع التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة للقضاء على المرض.

كانت منظمة الصحة العالمية قد وضعت الإستراتيجية والغايات التقنية العالمية بشأن الملاريا (2016- 2030)، مستهدفةً الحد من معدلات الإصابة ومعدلات الوفيات الناجمة عنها بما لا يقل عن 90% بحلول عام 2030، انطلاقًا من عام 2015.

لكن الأمر انقلب بحلول عام 2021، إذ خرجت حالات الإصابة بالملاريا والوفيات عن مسارها بنسبة 48%.

واستنادًا إلى الاتجاهات الحالية، سيبعد العالم عن المسار الصحيح لتحقيق أهداف الملاريا بنسبة 88%، وفق عبديسلان نور، رئيس وحدة المعلومات الإستراتيجية للاستجابة في البرنامج العالمي لمكافحة الملاريا التابع للمنظمة.

وللمساعدة في العودة إلى المسار الصحيح، جاءت الأداة نتاج بحث تم بالتعاون بين جامعة كوينزلاند الأسترالية ومعهد أوزوالدو كروز البرازيلي.

فقد ابتكر باحثون من أستراليا والبرازيل مطياف الأشعة تحت الحمراء القريبة، الذي يتم تشغيله يدويًّا بواسطة الهاتف الذكي، المطياف يشغل ضوء تلك الأشعة لمدة خمس ثوانٍ تقريبًا على أيٍّ من أذني الشخص أو ذراعيه أو أصابعه لاكتشاف التغيرات المحتملة في الدم التي قد تسببها الملاريا.

ويأمل الباحثون إمكانية استخدام المطياف في الفحص الشامل الذي اقترحته منظمة الصحة العالمية، والذي يُعد جزءًا من الإستراتيجيات الحالية للقضاء على الملاريا.

”فإذا تمكنَّا من الكشف عن نسبة كبيرة من المرضى الذين بلا أعراض، سوف يمكنهم تلقي العلاج ومنع انتقال العدوى إلى الآخرين، وخاصةً الأطفال دون سن الخامسة“، كما تقول ماجي لورد، المؤلف الرئيس للبحث، الذي نُشر في 7 ديسمبر الجاري بدورية ’بي إن إيه إس نيكساس‘.

تقول لورد لشبكة SciDev.Net: ”من خلال تسليط الضوء على جزء من الجسم، يُكشف عن بصمة الأشعة تحت الحمراء بالهاتف أو بالكمبيوتر“.

ورغم أن هذه الأداة غير باضعة فلا تجرح، إلا أن ”بصمة الأشعة تحت الحمراء هذه هي انعكاسٌ لما هو موجود في مجرى دم الشخص“، وفق لورد، الباحثة في كلية العلوم البيولوجية بجامعة كوينزلاند.

”فحين تصيب الملاريا خلايا الدم الحمراء تتسبب في تغيرات بنيوية وكيميائية، وهذه التغيُّرات تُرصد في البصمة المنعكسة“.

تُستخدم خوارزميات الكمبيوتر بعد ذلك لتطوير خوارزميات مُنبئة يمكنها التمييز بين الأشخاص المصابين بالملاريا وغير المصابين، مما يعطي نتائج في الوقت الفعلي، كما توضح لورد.

وعن التكلفة تقول لورد: ”تبلغ تكلفة المطياف الجاهز هذا حوالي 2500 دولار أمريكي، إلا أن عمله لا يتطلب كواشف أو إجراءات لمعالجة العينات، وبالتالي يمكن بسهولة زيادة قدرته ليقوم بفحص ما يقدر بحوالي 1000 شخص يوميًّا لكل جهاز“.

توضح لورد أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساعد أيضًا في معالجة الذين لا تظهر عليهم أعراض، والذين يمثلون مستودعات محتملة لنقل الأمراض عبر البعوض، من الأمراض الأخرى المحمولة بالنواقل، مثل زيكا وحمى الضنك.

”كانت هذه الأداة برهانًا على صحة المفهوم، وبتمويل إضافي بسط مظلة الدراسة لتشمل مناطق أخرى موبوءة بالملاريا، قبل أن نوصي بهذه الأجهزة للاستخدام السريري، ونحن نعمل على توسيع نطاق عملنا مع شركاء في كينيا وتنزانيا“، وفق لورد.

ويؤكد تقرير الملاريا العالمي الصادر عام 2022 عن منظمة الصحة العالمية، الحاجة إلى الاستثمار في أدوات تشخيص جديدة، إلى جانب تعزيز النظم الصحية وزيادة التمويل.

فقد شهد العالم ما يقدر بنحو 619 ألف حالة وفاة و247 مليون حالة ملاريا في عام 2021، وفي حين كان نحو 95% من حالات العدوى و96% من الوفيات بالبلدان الأفريقية، فإن تسعة بلدان موبوءة بالملاريا في منطقة جنوب شرق آسيا أسهمت في قرابة 2% من نسبة تفشِّي الملاريا العام الماضي.

وفي عام 2021، وتبعًا لتقسيم المناطق بمنظمة الصحة العالمية، تركزت في الهند أكثر من ثلاثة أرباع حالات الملاريا التي شهدها منطقة جنوب شرق آسيا، كما رصدت المنظمة زيادات في الحالات في بنجلاديش وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وإندونيسيا، وفي منطقة غرب المحيط الهادئ استأثرت دولة بابوا غينيا الجديدة بنسبة 87% من جميع الحالات في عام 2021، وتلاها بلاد جزر سليمان وكمبوديا والفلبين.

من ثم، ”ستؤدي أدوات التشخيص الحساسة دورًا رئيسًا في الرصد والاكتشاف المبكر لتفشِّي المرض، في وقت تتكثف فيه جهود مكافحة الملاريا، والبلدان تتقدم في مراحل التخلص منها“، وفق جاني أتشان، من كبار مستشاري البحث في اتحاد الملاريا.

”كذلك، ثمة حاجة ماسة إلى وسائل تشخيص جديدة ومبتكرة، لا سيما في ضوء ما ينشأ من تهديدات لفاعلية بعض الأدوات المتاحة حاليًّا“.

وتضيف جاني وهي باحثة لم تشارك في البحث: ”تُعد وسائل تشخيص الملاريا غير الباضعة جذابة باعتبارها وسائل تشخيص سريعة ولا تحتاج إلى كواشف وقليلة التكلفة، لكن يجب التأكد من دقتها وملاءمتها للبيئات الموبوءة، كما يجب جمع الأدلة العلمية حول كيفية دمجها في ممارسة الرعاية الصحية عالميًّا“.

هذا الموضوع أنتج عبر نسخة آسيا والمحيط الهادئ لموقع SciDev.Net