Skip to content

22/02/22

إطلاق معهد يُعنى بمكافحة الملاريا في ظل تغير المناخ

29608801478_f20fc04520_k
حقوق الصورة:Richard Nyberg, USAID. CC license: (CC BY-NC 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • المعهد يُعنى بإستراتيجيات مكافحة الملاريا التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات المتعلقة بالمناخ
  • ربما أوجد تغيُّر المناخ بيئاتٍ مواتيةً لانتشار البعوض الناقل للمرض، أو أضر بالخدمات الصحية في البلاد الموبوءة
  • التأثير المباشر للتغيُّر المناخي على انتشار الملاريا لا يزال غير مفهوم على نحوٍ كافٍ، ويكتنفه الكثير من الغموض

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] أعلنت منظمة ’لا ملاريا بعد الآن‘ عن إطلاق مركز افتراضي للتميز باسم ’معهد الملاريا وحلول المناخ‘.

يهدف المعهد إلى تحسين إستراتيجيات مكافحة الملاريا بتطوير التنبؤات المعتمدة على بيانات الطقس والمناخ، ودعم دمجها في برامج المكافحة عالميًّا.

يُعد المعهد هو أولى الخطوات في مبادرة ’التنبؤ بمستقبل صحي‘ التي أُطلقت عام 2020 من قبل صندوق ’بلوغ الميل الأخير‘ التابعة لديوان ولي عهد أبو ظبي، وتهدف المبادرة إلى مكافحة الأمراض الفتاكة التي تنتقل بواسطة البعوض.

يقول مدير المعهد، كوشيك ساركار، لشبكة SciDev.Net: ”سيعمل المعهد على ثلاثة محاور رئيسة: تطوير أنظمة التنبؤ بالملاريا، وتقديم المساعدة الفنية للدول الموبوءة في العالم من خلال دمج مخرَجات المعهد البحثية والابتكارية في برامجها لمكافحة الملاريا، وأخيرًا تسهيل سبل تبادل المعرفة بين الخبراء والممارسين في مجالي الصحة والمناخ بكل أنحاء العالم“.

ويضيف: ”كون المعهد افتراضيًّا سيسهل عمليات التواصل والاستفادة بأفضل الخبرات والموارد في شتى بقاع العالم“، مشيرًا إلى أن نجاح ثقافة العمل الافتراضي خلال جائحة كورونا منحهم الثقة والشجاعة في اختيار هذا النموذج.

ثمة دراسة مراجعة نُشرت في دورية لانسيت للأمراض المعدية عام 2019 تشير إلى أن أكثر من 80% من سكان العالم مهددون من الأمراض المحمولة بالنواقل، وتُعد الأمراض المنقولة بالبعوض من أكثرها فتكًا، وتشمل الملاريا وحمى الضنك ومرض فيروس زيكا.

أما في إقليمنا فقد ارتفع عدد الإصابات بالملاريا بنسبة 33% بين عامي 2016 و2020، ليصل إلى 5.7 ملايين حالة، وتتركز أغلب الحالات في دول محددة، إذ يوجد أكثر من نصف الإصابات في السودان وحدها.

وتقدر منظمة الصحة العالمية حالات الوفاة الناتجة عن الملاريا في عام 2020 بنحو 627 ألف حالة، وتقريرها لعام 2021 عن المرض يعزو أكثر من نصف الوفيات إلى تضرُّر الخدمات الصحية وبرامج مكافحة الملاريا نتيجةً للاضطراب الذي أشاعته جائحة كوفيد-19.

ويخشى خبراء أن يكون للتغيُّر المناخي تأثيرٌ مشابه، سواء من خلال إيجاد بؤَر ذات ظروف بيئية مناسبة لانتشار البعوض الناقل للمرض، أو من خلال إضراره بالخدمات الصحية في البلاد الموبوءة.

وبينما لا تمثل الملاريا خطرًا لأغلب دول المنطقة، على حد قول كيلي ويلز، المدير التنفيذي للمبادرات الإستراتيجية بمنظمة ’لا ملاريا بعد الآن‘، فإنها تحذر من أن ”ثمة دولاً عدة مثل السودان واليمن وموريتانيا ما زالت تواجه تحدياتٍ متعددة“.

تقول ويلز لشبكة SciDev.Net: ”ندرك أن التغيُّر المناخي قد يجعل مناطق جديدة من العالم عرضةً لانتشار الملاريا وغيرها من الأمراض المحمولة بالنواقل“.

وتضيف: ”دورنا في المنطقة يتمثل في تصدير حلول في شكل أدوات معتمدة على الذكاء الاصطناعي وخبراء يمكنهم المساعدة في مكافحة المرض“، وهو الدور الذي أوضح كيفية الإسهام به -حسني غديرا، مدير إدارة الخدمات البحثية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.

يقول غديرا لشبكة SciDev.Net: ”أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على تحليل كميات كبيرة من صور الأقمار الاصطناعية إلى جانب تحليل البيانات الطبوغرافية وحالة الطقس، لتحديد ظروف التكاثر المواتية للبعوض المسبب للملاريا بسرعة، ويمكن لمثل هذه المعلومات القيمة التي تشمل مواقع محددة أن تُسهم في تحسين عمليات معالجة المياه بمبيدات الآفات والحد من عودة الأوبئة مجددًا“.

ويمكن استخدام هذه التقنية أيضًا لأغراض تطوير آليات للكشف عن الطفيليات التي تسبب الملاريا من خلال صور عينات الدم بدقة فائقة وبسرعة كبيرة ليستفيد منها الخبراء.

وتشير ويلز إلى أن مهمة المبادرة تتمثل في وضع تقنيات التنبؤ الجديدة في أيدي العاملين بالأنظمة الصحية حول العالم، لاستخدامها يوميًّا كأداة في دعم خططهم.

”سيكون سد هذه الفجوة بمنزلة إسهام علمي مهم“، على حد قولها.

وفق دراسة مراجعة لأكثر من 70 بحثًا حول تأثير التغيُّر المناخي على الصحة في المنطقة، هناك دلائل محدودة على ارتباط المؤشرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة بانتشار الأمراض المحمولة بالنواقل.

من جانبه يعلق جيليوس لوبيندا، الباحث في مشروع أطلس الملاريا: ”من الضروري دمج البيانات البيئية المتغيرة نتيجة الاحترار العالمي خلال عملية جمع البيانات واتخاذ القرار.. سيساعد ذلك في تحسين أنظمة الإنذار المبكر لتفشِّي المرض، بما يعزز جهود التأهُّب لمكافحة المرض والسيطرة عليه“.

وكان لوبيندا قد بيَّن في دراسة نُشرت شهر يناير الماضي اختلافات في عدد الإصابات في مناطق مختلفة في زامبيا رغم تشابه جهود المكافحة بينها، وارتبطت تلك الاختلافات بتغيرات بيئية أو مناخية.

من جانبه يوضح عبديسلان نور -رئيس وحدة المعلومات الإستراتيجية للاستجابة في البرنامج العالمي لمكافحة الملاريا بمنظمة الصحة العالمية- للشبكة: ”إن التأثير المباشر للتغيُّر المناخي على انتشار الملاريا لا يزال غير مفهوم بشكلٍ كافٍ، ويحيطه الكثير من الغموض“.

لكن نور يستدرك: ”إنه بلا شك يؤثر على حياة المجتمعات في البلدان الموبوءة بالملاريا، فضلًا عن صحتهم العامة، لذلك هناك حاجة ملحَّة إلى الاهتمام بعواقب تغيُّر المناخ على الصحة بشكل عام، والملاريا على وجه الخصوص“.

ويستطرد: ”التأثير المشترك لتحسين نظم المكافحة والبنية التحتية مع التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وكذلك النجاح في تطوير علاجات وقائية مثل اللقاحات عالية الفاعلية وتوزيعها على نطاق واسع يعني أن هناك احتمالًا قويًّا بأن يتقدم العالم نحو القضاء على الملاريا، حتى في ظل الخطر الداهم للتغيُّر المناخي“.

ويرحب نور بزيادة الجهود الهادفة إلى دراسة تأثير التغيُّر المناخي على الملاريا، خاصةً إذا تضمنت التأثيرات الاجتماعية للتغير المناخي على انتشار الملاريا، لكنه يشدد على ضرورة أن تراعي المؤسسات المعنية أهمية التنوع وتمثيل الأصوات الأكثر تضررًا.

يقول نور: ”آمل أن يهتم معهد الملاريا وحلول المناخ بخلق آلية مشتركة لصناعة القرار بين الدول المتقدمة في الشمال، ونظيرتها في الجنوب“.

ترد كيلي: ”نحن مهتمون جدًّا بذلك، وسنعمل بجد لخلق فرص متعددة للتعاون، كما نسعى لبناء قدرات الخبراء المحليين من أجل تصميم أنظمة تلبي احتياجاتهم الخاصة بمراقبة الملاريا ومكافحتها“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا