Skip to content

02/04/21

نحو إغاثة دون ’نزعة استعمارية‘

Children in an informal tented settlement (ITS) receive vaccinations from a mobile health team from the Ministry of Health, supported by UNICEF. Through the partnership, regular vaccinations, including protection against MMR, DT and polio, are provided to hard-to-reach communities to ensure good vaccine coverage throughout the country, including the most vulnerable children. 

The 20 children reached in this mobile vaccination drive are from families of Pakistani origin, where parents work as laborers in local farms and are more likely to skip regular healthcare appointments, including vaccination for their children, because of issues relating to access, lack of paperwork, including birth certificates and no health insurance. Thanks to regular visits by the mobile health team, vaccination coverage has reached 100% among the children in the ITS.

“We are about six families living together at this time,” said one of the fathers Abu Amir (wearing green hat). “We all work in the nearby farms.

“I think it is very important to vaccinate the children so they don’t become sick. Vaccines are good. It is dirty here which put our children in more danger of getting sick, and that is why we vaccinate them.”

In the ITS, families receive water but don’t have adequate storage to keep it safe from contamination. The hygiene situation is a challenge too for children - the toilets are in bad condition and dirty water runs between the tents where children play. In this hazardous environment, where parents face challenges accessing health facilities, mobile vaccination is the only line of defense against diseases for these children.

The mobile vaccination team also carry out hygiene promotion sessions for the families and the children that reside in the ITS.

To keep children safe and healthy, UNICEF supports the National Immunization Programme led by the Ministry of Health. Routine immunization has been mandatory since 1979 and all children, regardless of their nationa
حقوق الصورة:UNICEF

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

قد لا تتسق كلمة الاستعمار -بما تعنيه من معانٍ سلبية- مع كلمة الإغاثة وما تلقيه في الأذهان من معانٍ إنسانية نبيلة، لكن الأمر الغريب والمفاجئ هو الجمع بينهما على نحوٍ لم تألفه الآذان، خلال جلسة عُقدت يوم 31 مارس الماضي، في فعالية نقاشات أطباء بلا حدود الطبية، تحت عنوان: ”نزع السمة الاستعمارية عن الإغاثة الإنسانية“.

وخلال الجلسة التي استضافت تمام العودات، نائب رئيس القسم الطبي بمنظمة ’أطباء بلا حدود‘، حاول ’العودات‘ توضيح مسألة الجمع بين المصطلحين، حتى إنه كان مثار تساؤلات عدة استقبلها منظمو المؤتمر الذي عُقد افتراضيًّا بسبب ظروف جائحة كوفيد-19، وكان معظم التساؤلات يدور حول ”كيف يمكن أن يكتسب العمل الإغاثي الصفة الاستعمارية؟“.

وقبل أن يشرع العودات في الخوض بالتفاصيل، كان لا بد أن ينطلق في حديثه من خلفية تاريخية، مشيرًا إلى أن هناك ما يُعرف بـ’الاستعمار الجديد‘، وفيه تحاول الدول الغربية فرض سطوتها على مستعمراتها القديمة، فالاستعمار وفق هذا التوجه لم يعد بالسلاح، لكنه أصبح بأدوات مختلفة، هي الهيمنة المادية والثقافية والحضارية، فالذي يصلك من معرفة هو فقط ما تريده تلك الدول، وليس مسموحًا لك أن تعرف المزيد.

هذه النظرة تتجلى مشاهدها في كل شيء، حتى ’العمل الإغاثي‘، كما يرى العودات.

وشرع في توضيح بعض سياسات العمل الإغاثي التي تترجم هذه النظرة، قائلًا: ”منظمات الإغاثة العالمية -مثل منظمة الصحة العالمية- تستأثر الدول الغربية بالجزء الأكبر من تمويلها، وهو ما يجعل تلك الدول توجه أولويات التمويل“، فمثلًا نراها لا تهتم بمرض يؤثر على حياة الملايين في أفريقيا مثل ’مرض النوم‘؛ لأنه لا يؤثر عليها، ولكنها في المقابل فتحت الخزائن لإنتاج لقاحات لمرض ’كوفيد-19‘؛ لأنه مرض عابر للحدود.

ولا تعتبر تلك الدول أن المساعدات التي تقدمها لمستعمراتها القديمة نوعٌ من التعويض عن الثروات المنهوبة خلال فترة الاستعمار التقليدي، ولكنها تعتبرها مساعدات، بما يجعلها تقرر أين تضع مواردها.

وليس أدل على هذا التوجه -في رأي العودات- من مثال عملي كان شاهدًا عليه، عندما طُلب منهم في ’أطباء بلا حدود‘ عام 2013 وقف برنامج ’الكوليرا‘، الذي كانوا يعملون عليه في جنوب السودان؛ لأن الجهة المانحة، وهي مؤسسة ’بيل جيتس‘ ترغب في توجيه التمويل إلى برنامج شلل الأطفال، مع أن الكوليرا أكثر خطرًا بكثير.

وردًّا على تعليق لمديرة الجلسة بثينة أسامة، المنسق الإقليمي لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شبكة العلوم والتنمية SciDev.Net، والتي حاولت أن تجد للطرف الآخر ما يسوِّغ تفضيله لتوجيه الجهود إلى برنامج شلل الأطفال، أكد العودات أنه لا يقصد بطرحه هذا انتقاد العاملين الغربيين في الإغاثة، ولكنه يؤصِّل للمسألة على نحو فكري، إذ إن العاملين الغربيين يحكمهم موروثٌ ثقافي يؤثر في سلوكياتهم ومواقفهم ليُكسبها النزعة الاستعمارية.

وعاد العودات ليأخذ نموذجًا عمليًّا آخر من جائحة كورونا، التي كانت فاضحةً لهذه النزعة الاستعمارية، وأشار في هذا الصدد إلى وجود 120 دولة منخفضة الدخل كانت تسعى لإسقاط حقوق الملكية الفكرية عن لقاحات ’كوفيد–19‘ إبان الجائحة، ولكن الدول الغربية عارضت هذه الخطوة حتى لا تتأذى شركاتهم، فهم على استعداد لمنح التبرعات، دون أن يتسبب ذلك في إلحاق الأذى بشركاتهم.

الأمر الأكثر إيلامًا في رأي العودات أن هذه النظرة الاستعمارية المهيمنة جعلت الطرف الآخر المستهدف يؤمن بأن ”مَن يملك السلطة لديه الحق“، فأصبح بداخلهم اقتناع بأنهم أقل قدرةً من الآخر، ويغذي هذا الاقتناع أن مصطلحات العمل الإغاثي أغلبها موصوف باللغة الإنجليزية، وقليل بالفرنسية، كما أن مراكز العمل الإغاثي والإنساني توجد في الغرب، وفروعها في دول الجنوب تابعة لتوجهات مَن هم في المركز وأفكارهم.

وإذا كان الجنوب يؤمن بأنه أقل قدرة، فكيف سيقدِّره الآخرون؟ وهو ما حاول العودات توضيحه بنموذج عملي، كما فعل كثيرًا خلال الجلسة، مشيرًا إلى أنه عندما أراد المشاركة في برنامج إغاثي في سويسرا لم يوافَق على مشاركته؛ بدعوى عدم إجادته الفرنسية، بما قد يعوقه عن التواصل مع المرضى السويسريين، وهو ما جعله يتساءل: وماذا عن المرضى السوريين، هل تُراعى معهم القاعدة نفسها، ولا يتم اختيار إلا مَن يجيد العربية؟

ويعود إلى الأصل الثقافي والفكري للمشكلة، مشيرًا إلى أن الغرب الذي يحكي كثيرًا عن الديمقراطية والإنسانية والأخوة لا يطبق هذه القيم عندما تتعارض مع مصلحته، ويعود مرةً أخرى إلى جائحة ’كوفيد -19‘ الكاشفة، مشيرًا إلى التبايُن الواضح بين دول قامت بتلقيح الملايين، ودول لم تلقح أيًّا من مواطنيها حتى الآن، وقال: ”عندما حانت لحظة الجد عاد الجميع إلى مصلحته“.

وبعد أن استفاض العودات في توصيف المشكلة بأبعادها التاريخية والفكرية، طلبت منه مديرة الجلسة الحديث عن رؤيته للتخلص من هذه النزعة الاستعمارية في العمل الإغاثي.

وكان الشيء الإيجابي الذي ذكره هو أن الذين قرروا أن يكون لهم دورٌ في العمل الإغاثي يحملون بذور الخير في نفوسهم، ويمكن الاستفادة من هذا الأساس الطيب؛ ليتفق الجميع في الغرب والجنوب على أننا أمام وضع يُوجب على الجميع المشاركة في إصلاحه.

ويتأتى ذلك بأن يكون لمواطني دول الجنوب تمثيلٌ حقيقيٌّ في العمل الإغاثي، لا أن يكونوا مجرد منفذين لأجندة الغرب، وهو ما يجعلهم قادرين على تحديد أولويات العمل الإغاثي الملائمة لاحتياجاتهم وظروفهم.

ولتحقيق ذلك يعود العودات إلى ما سبق أن أشار إليه من أن مفاهيم العمل الإغاثي مصوغة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وتترجم إلى العربية ترجمةً حرفية، لا تعكس الطابع الثقافي للدول، وهو وضع يجب تغييره.

تغيير هذا الوضع ليس بالأمر السهل واليسير كما يتوقع البعض، ويشبِّهه العودات بكفاح الحركات التي نشأت في أمريكا والغرب لإلغاء التمييز العنصري، ”رغم أنها نجحت ظاهريًّا في إلغاء التمييز العنصري، إلا أنه لا يزال متجذرًا في ثقافة المواطن الأمريكي، فالتغيير يحتاج إلى وقت طويل، ولكنه مثل كرة الثلج تبدأ صغيرة، ثم تكبر رويدًا رويدًا، وأنا شخصيًّا نموذج لذلك“.

ويضيف: ”عندما بدأت العمل الإغاثي قبل 20 عامًا، كنت متأثرًا بالنظرة الغربية، والآن كما ترون أحاول تغييرها“.

 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا