Skip to content

24/05/20

’كوفيد-19‘ يخفض انبعاثات الكربون دون وقف عجلة تغير المناخ

Covid Carbon
حقوق الصورة:Mohamed ElSaid/ SciDev.Net

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

رب ضارة نافعة، ورب جائحة أزهقت مئات الأرواح وأصابت الآلاف على مستوى العالم، تكون سببًا في تعافي كوكب الأرض وتخفيف حدة الاحترار العالمي.
 
لعل هذا خلاصة ما أراد المتحدثون المشاركون في حلقة نقاشية عبر الإنترنت ’ويبينار‘ أن يصلوا إليه.
 
النقاش نظمته شبكة ’كربون بريف‘، المعنية ببحوث وتقارير تغيُّر المناخ وانبعاثات الدفيئة، يوم الخميس الماضي 21 مايو.
 
رجح أربعة من الباحثين المعنيين بتغيُّر المناخ من جامعات أوروبية، أن تكون انبعاثات الكربون العالمية قد شهدت أكبر انخفاض لها هذا العام منذ الحرب العالمية الثانية، وأن تكون إجراءات الإغلاق التي انتهجتها الكثير من البلدان قد أسهمت في خفضها بالفعل بنحو الخُمس. 
 
لكن الخبر المحزن، هو أن هذا الانخفاض الكبير الذي وصل إلى 17٪ خلال ذروة الوباء العالمي في أوائل شهر أبريل الماضي، لن يبطئ تغير المناخ.
 
تقول كورين لو كيريه، أستاذ علوم وسياسات تغير المناخ في كلية العلوم البيئية بجامعة ’إيست أنجليا‘ بالولايات المتحدة: إن بعض دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اتخذ إجراءات عاجلة لمواجهة مخاطر الوباء، وبعضها أعلن إغلاقًا جزئيًّا مثل مصر والمغرب، وبعضها الآخر أعلن إغلاقًا كليًّا مثل الكويت والسعودية والأردن.
 
”هذه الإجراءات أدت بدورها إلى حدوث خفض كبير في الانبعاثات بالمنطقة، قد يتراوح بين 15 و20٪ منذ بداية الجائحة“، وفق لو كيريه.
 
توضح لو كيريه أن أكثر القطاعات إسهامًا في خفض الانبعاثات هو قطاع النقل، بنسبة 43% من إجمالي التراجع العالمي، وخاصةً النقل الجوي بنسبة 10٪. 
 
الانبعاثات اليومية من ثاني أكسيد الكربون انخفضت ’مؤقتًا‘ إلى المستويات التي رُصدت آخر مرة في عام 2006. ففي الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، تشير التقديرات إلى خفض الانبعاثات العالمية من حرق الوقود الأحفوري وإنتاج الأسمنت بمقدار 1048 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، (8.6٪، مقارنة بمستويات عام 2019).
 
بلغت نسبة انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون اليومية 26٪ في المتوسط في بعض الدول، لكن النسبة انخفضت على المستوى العالمي؛ لأن جميع بلدان العالم لم تكن تحت الدرجة نفسها من الإغلاق. ويتوقع أن يحدث انخفاض يصل إلى 2729 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في عام 2020 ككل. 
 
وبالرغم من هذا تقول لو كيريه: ”صحيح أن سياسة الإغلاق لمواجهة الوباء العالمي أدت إلى تغييرات جذرية في استخدام الطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لكن من المرجح أن تكون هذه الانخفاضات القصوى مؤقتة؛ لأنها لا تعكس تغيرات هيكلية في الأنظمة الاقتصادية أو أنظمة النقل أو الطاقة“.
 
ويلفت ريتشارد بيتس -الباحث المتخصص في تغير المناخ بجامعة إكسيتر بالمملكة المتحدة- إلى مشكلة نقص البيانات لتحديد أثر أزمة كوفيد-19 الحالية على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بدقة، ”نظرًا لعدم وجود بيانات في الوقت الفعلي للأزمة؛ إذ تستغرق عمليات رصد الانبعاثات السنوية التي تقدمها البلدان إلى الأمم المتحدة، سنوات“.
 
ويستطرد بيتس: ”التقدير اليومي المتاح للجمهور لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون على المستوى العالمي أو الوطني سيكون مفيدًا للغاية، لا سيما في تحفيز العمل السياسي والضغط على الحكومات من أجل اتخاذ إجراءات أكثر صرامةً في الحد من الانبعاثات“. 
 
يوافقه الرأي لوري ميليفيرتا، الباحث في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، ومقره فنلندا، الذي يؤكد صعوبة الحصول على البيانات الدقيقة حول انبعاثات الكربون في الدول النامية خاصة، بالمقارنة بدول أخرى مثل الصين والهند، ويتوقع أن تتوافر أحدث البيانات السنوية الخاصة بكلتا الدولتين في شهر يونيو المقبل. 
 
ويستطرد: ”ورغم أنه بإمكاننا الحصول على بعض البيانات والإحصاءات اليومية الناجمة عن نظم التجارة العالمية من المشغلين الكبار والشركات العملاقة في أوروبا، لكن تظل هناك صعوبة شديدة في الحصول على البيانات المتعلقة بصناعة النفط واستهلاكه في القارة“. 
 
رُصدت أكبر نسبة انخفاض في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال أزمة كوفيد-19 في الصين، حيث انخفضت الانبعاثات بمقدار 242 مليون طن خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة، تليها الولايات المتحدة بانخفاض قدره 207 ملايين طن، وأوروبا بمقدار 123 مليون طن، ثم الهند بمقدار 98 مليون طن. 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا