Skip to content

19/01/22

تحقيق الغايات المناخية بحاجة إلى كيان رقيب

Isabel-Zepeda-Lizama2
حقوق الصورة:IISD

نقاط للقراءة السريعة

  • الشفافية والمساءلة أساسيان لنجاح التعهدات المناخية
  • الاتفاق النهائي في 'كوب 26' همّش قضايا حيوية للبلدان النامية
  • كانت رئيسة وفد المكسيك من بين عدد قليل من القيادات النسائية للأطراف

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

انفضت قمة ‘كوب 26’ وقد صدر عنها ’ميثاق جلاسكو للمناخ‘ مجمِلًا خطوطًا عريضةً لإجراءات تعهدت الدول بالتزامها، لكن قائدة فريق التفاوض المكسيكي، كاميلا إيزابيل زيبيدا ليزاما، الاقتصادية ذات 36 ربيعًا تقول إنها ستكون بلا معنى من دون تدابير المساءلة والشفافية.

ففي الجلسة العامة الختامية، كانت زيبيدا واحدةً من مندوبي دول عدة انتقدوا التغييرات التي أُجريت في اللحظة الأخيرة على النص النهائي، والتي تركت الأطراف توافق على ’الخفض التدريجي‘ من طاقة الفحم، الجاري توليدها بلا هوداة، بدل ’التخلص التدريجي‘.

بالنسبة لزيبيدا، همّشت الاتفاقية النهائية قضايا بالغة الأهمية للبلدان النامية، مثل الإشارة إلى حقوق الإنسان، والحاجة إلى الموافقة الحرة والمسبقة والمستنيرة للشعوب الأصلية على أي أنشطة لسوق أرصدة الكربون.

الموقف مما جرى عقب أحد أكثر اجتماعات المناخ اضطرابًا في السنوات الأخيرة، وما أسفر عنه، بلوَرَ لدى زيبيدا رأيًا حول ما يتعين على الحكومات فعله الآن للوفاء بالتزاماتها للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

والرأي عند زيبيدا أخبرت به شبكة SciDev.Net، وقد بيَّن أكثره عنوان المقال ومقدمته، لكن الأمر يحتاج إلى سرد التفاصيل لأهميتها.

مؤتمر إقصائي

وصل وفد زيبيدا إلى مفاوضات جلاسكو حول المناخ وقد حدد أولويات أربع: الإصرار على أن الاستخدام المستدام للموارد غير قابل للتفاوض، والدعوة إلى دعم أكبر للتكيُّف، والمطالبة بقدر أكبر من التمويل المناخي للبلدان النامية، وإدراج حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وحقوق السكان الأصليين في جميع الإجراءات المناخية.

ولكن منذ الأيام الأولى، أدركت زيبيدا وفريقها أن المشاركة في المفاوضات ستمثّل تحديًا.

”كان مؤتمر الأطراف هذا -على وجه الخصوص- إقصائيًّا للغاية، لم يُسمح للمراقبين بدخول العديد من الغرف من أجل تدابير كوفيد-19، قيل لهم أن يشاهدوا الفعاليات من خلال المنصة الافتراضية، لكن المنصة الافتراضية لم تكن تعمل“.

تقول زيبيدا إن وجود المراقبين مهم؛ لأنهم يستطيعون ممارسة ضغوط لكي تكون الأهداف أكثر طموحًا، وللاعتراف بمطالب المجتمع المدني.

”بيد أنه لم يجرِ استبعاد المراقبين وحدهم.. بل استُبعدت الأطراف كذلك من عدة غرف، عندما وصلت إلى السعة القصوى، لم يُسمح لنا بالدخول“.

كان لهذا أثرٌ مباشر على المفاوضات، كما تقول زيبيدا، مضيفةً أن المناقشة حول أعمال التمكين المناخي –بوصفها جزءًا من مفاوضات جدول الأعمال- ”جرت في غرفة فيها أقل من 20 طرفًا، ومن دون مراقبين، ومارسوا [أعضاء الوفود الأخرى] ضغوطًا على مندوبنا الشاب الذي كان ينادي بتضمين إشارات مرجعية إلى حقوق الإنسان“.

اتفاقية إقصائية

تقول زيبيدا إن استبعاد البلدان النامية من المفاوضات الأساسية أصبح ”صارخًا“ بحلول اليوم الأخير من الإجراءات، إذ خضعت مسودات نصوص ”قرارات الالتزامات“ -التي صارت ميثاق جلاسكو للمناخ- لتغييرات كبيرة.

”لقد قبلنا بالفعل بهذا الإجراء، على الرغم من أنه كان غامضًا تمامًا، واتضح أن [الهند والصين] قررتا في اللحظة الأخيرة إجراء تغييرات وتقديمها إلينا كاتفاق نهائي، في صورة ”قبول الأمر برُمَّته أو رفضه برُمَّته“ دون مناقشته أو التفاوض بشأنه“.

والنتيجة كانت عقد مفاوضات بين عدد قليل جدًّا من الأطراف، على حد وصف زيبيدا، التي تقول: ”جرى التفاوض على النصوص النهائية فقط بين الأطراف التي لها مصالح جيوسياسية والأكثر هيمنة“.

ومع ذلك، وقّع وفد المكسيك على ميثاق جلاسكو للمناخ، تقول زيبيدا: ”كان الضغط الإعلامي والضغط السياسي كبيرين جدًّا، وكان هناك الكثير من الأشياء الجديرة بإنقاذها“، ”كنا بالفعل في موقف تنطوي المعارضة فيه على عدم نيل أي شيء، لن يكون هناك إجماع، والنتيجة خسارة جميع الأطراف، لم يرغب أي بلد في تحمل عبء القول: ‘نحن نعارض ذلك وليس لدينا أي خيارات أخرى’“.

ماذا بعد؟

خلال ‘كوب 26’، تم إصدار نوعين من الإعلانات: التعهدات السياسية، التي قُدمت بشكل أساسي خلال الأسبوع الأول، والاتفاقية الملزمة النهائية التي تم توقيعها من قِبل 197 طرفًا في اتفاقية تغير المناخ.

جذبت التعهدات السياسية الرئيسية الأضواء الإعلامية العالمية وأُعلن عنها بضجة كبيرة، شمل ذلك إعلان إنهاء إزالة الغابات والتعهد بخفض غاز الميثان، وكلاهما حصل على توقيع أكثر من 100 دولة.

لكن زيبيدا تقول: ”ليس لمثل هذه التعهدات السياسية آلية متابعة، ونحن نجازف بأن تظل كلماتٍ جوفاء“.

تقارن زيبيدا هذا بما حدث في عام 2019، في قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي، إذ طُلب من قادة العالم تقديم خطط ملموسة وواقعية لتعزيز مساهماتهم المحددة على المستوى الوطني بحلول عام 2020 وصافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050، قدمت البلدان وعودًا عديدة، لكنها لم تتضمن آليات للإبلاغ أو المتابعة.

”لم يسأل أحدٌ من الأمم المتحدة عما حدث لكل تلك الأشياء التي وقعوا عليها، لم يحدث شيء، وعلى هذا نجد أنه بالنسبة لمثل هذه التعهدات السياسية، فإن الملاذ الوحيد المتبقي هو أن يطالب المجتمع المدني الحكومات بالالتزام بوعودها“.

ومع ذلك، تؤكد زيبيدا أن النصوص النهائية التي أسفرت عنها مفاوضات الأمم المتحدة الرسمية يسهل مراقبتها، وستصير هذه الالتزامات أساسًا للقوانين الوطنية، أما الالتزامات الأخرى فستصبح آلياتٍ أو أطرًا رسميةً للأمم المتحدة، ”ثمة أوجه نجاح قليلة حققها ‘كوب 26’ تتجسد“.

واستطردت: ”بعد ست سنوات، منذ توقيع اتفاقية باريس، وضعنا اللمسات الأخيرة على ’كتاب قواعد باريس‘، الذي يوضح كيفية إدارة أسواق الكربون، وحددنا القواعد اللازمة لمراعاة الشهادات الصادرة من الآلية الجديدة“.

ترى زيبيدا أن الإنجاز المتعلق بالمادة 6 من اتفاقية باريس مهم؛ لأنه سيؤدي إلى قواعد واضحة بشأن التقارير المشتركة والمواعيد النهائية؛ لضمان الإبلاغ عن الانبعاثات وتسجيلها بطريقة موحدة في جميع البلدان.

وتقول: ”بعد ‘كوب 26’، ستكون الحكومات مسؤولةً أمام مؤتمر الأطراف وأمام اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الآن، يجب تحديث الإسهامات المحددة وطنيًّا كل خمس سنوات وتقديمها في تقارير مجدولة مشتركة، كقائمة جرد الانبعاثات أو التدفقات المالية على سبيل المثال“.

كما تدرك زيبيدا أن تكتلات البلدان النامية قد قطعت أشواطًا كبيرةً في بعض المجالات الحيوية، إن القضايا التي تم تجاهلها في السابق أو أقرتها بالكاد الدول الغنية أصبحت الآن على طاولة المفاوضات -قضايا مثل الآثار التي لا يمكن إصلاحها لتغير المناخ، والمعروفة باسم الخسائر والأضرار، وتمويل التكيف.

ولكن ربما كان أكثر ما يمنح زيبيدا الأمل هو أنها كانت جزءًا من أحد الوفود القليلة التي قادت شابات فيها المفاوضات، وبينما كانت النساء في وفود أخرى مساعِدات أو مراقِبات، كانت النساء في وفدها هن اللائي يتولين القيادة بالأصالة عن المكسيك.

تقول زيبيدا: ”هذا المزيج من كوني امرأةً وشابة يمدني بصوت قوي للغاية من أجل العمل المناخي، إنه صوت يجب أن تسمعه الأجيال الحاكمة الآن“.

وتضيف زيبيدا: ”سيتعين على الشباب أن يعيشوا هذا الواقع المناخي الجديد“، ”الأجيال الأكبر سنًّا [لن تكون على قيد الحياة] لرؤية هذه الآثار المتفاقمة، إذا كان الناس لا يرون أن هذه الأشياء تؤثر على مصالحهم، فسيكون من الصعب عليهم تغيير أنماط استهلاكهم أو نماذج الإنتاجية“.

هذا المقال هو جزء من إضاءة حول ”الطريق إلى العدالة المناخية“ المنشورة بالنسخة الدولية للشبكة