Skip to content

20/12/20

مخيمات اللاجئين بسوريا صارت بؤرًا لوباء كوفيد-19

48866225437_96ef05625d_c
حقوق الصورة:MedGlobal Org. CC license: (CC BY-NC-ND 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • بؤر وباء كوفيد-19 في مخيمات اللاجئين داخل سوريا آخذة في الكبر والاتساع
  • أربعة نظم صحية مهترئة تعمل منفصلةً داخل سوريا، ولا تتعاون أو تتواصل أو تنسق فيما بينها
  • الوضع يتطلب المزيد من الاستثمار، والمزيد من القدرات، والمزيد من الموارد البشرية، ووقف القصف بطبيعة الحال

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[إسطنبول] تواصل مخيمات النازحين في الشمال السوري تسجيل معدلات إصابة مرتفعة بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19، في ظل منظومة صحية متردية أنهكتها الحرب.

”أكثر من 10% من إجمالي الإصابات بكوفيد- 19 في شمال غرب سوريا، سُجلت في مخيمات نازحي الداخل“، وفق فريق ’منسقو استجابة سوريا‘، وهي منظمة مجتمع مدنية مستقلة تُعنى بمجالات العمل الإنساني والأبحاث المتعلقة به.

بيان الفريق الصادر يوم 8 ديسمبر الجاري حذر من زيادة ”مخاطر تحوّل المخيمات إلى بؤرة كبيرة للوباء“.

وصل مجموع الإصابات المسجلة بالمخيمات خلال العشرين يومًا الأخيرة إلى ما يعادل 20% من إجمالي الإصابات المسجلة في سوريا.

يقدّر عدد المخيمات في شمالي غرب سوريا، بنحو 1200 مخيم، يقطنها ما يقارب من مليون ونصف المليون شخص، يعانون ظروفًا معيشيةً قاسيةً تزامُنًا مع موجة ثانية للوباء العالمي، وبدء هطول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة.

يقول مرام الشيخ، وزير الصحة في الحكومة المؤقتة: إن القطاع الصحي يعاني من ”نقص الكادر الطبي المدرب على الاستجابة، بالإضافة إلى ضعف الموارد كالمعدات وتجهيزات المشافي والعناية المركزة على نحو خاص، كأسطوانات ومولدات الأكسجين وغيرها“.

أضف إلى هذا ضعف السلطات في فرض الحظر الصحي وإلزام الناس بارتداء الكمامات وإجراءات العزل والتباعد الاجتماعي.

ويجري هذا في ظل ”السياق الكارثي من قصف ونحوه، ما أدى إلى إضعاف المنشآت الطبية على نحو كبير“، وفق الشيخ.

منذ مارس 2011 وحتى فبراير 2020، وثَّقت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان 595 هجومًا على 350 منشأةً صحيةً تركت أقل من نصفها يعمل ببعض طاقته، ووثقت مقتل 923 من العاملين في المجال الطبي. يعزو بحث للمنظمة 90٪ من هذه الهجمات إلى الحكومة السورية وحلفاء النظام، وأبرزهم روسيا.

هذا الاستهداف المباشر للمرافق الصحية والعاملين الصحيين على مدى تسع سنوات، أدى إلى إضعاف البنية التحتية للقطاع الصحي والمياه والصرف الصحي، ما أدى إلى انخفاض القدرة على الاستجابة بفاعلية لأزمات الصحة العامة.

النظام الصحي نفسه مجزَّأ ومُسيِّس مع أربعة أنظمة صحية على الأقل تعمل داخل حدود سوريا، لكلٍّ منها قياداته الخاصة وحوكمته وقدراته. ولكل نظام تدابير استعداد مختلفة، مع القليل من الاتصالات والتنسيق فيما بينهم.

ولا تطبق التدابير الموصى بها دوليًّا في بلد مثل سوريا، نظرًا لحجم نزوح اللاجئين واكتظاظ المخيمات، وعدم كفاية الموارد.

نقلًا عن أحد النازحين في شمال غرب سوريا، في تقرير لشبكة الصحة العامة السورية، يقول متهكمًا: ”نغسل أيدينا؟ بعض الناس لا يستطيعون تحميم أطفالهم لمدة أسبوع“.

وثقت الشبكة 8 هجمات على محطات ضخ المياه في إدلب من قِبَل النظام السوري في صيف 2019.

 كما أن حملات التثقيف والتوعية بالنظافة الشخصية لا تأخذ دائمًا في الاعتبار العوامل الثقافية المحلية أو توافر المياه والصرف الصحي، لا سيما للنازحين داخليًّا، وعدت ”العزلة الذاتية والتباعد الاجتماعي ترفًا“.

يقول الشيخ لشبكة SciDev.Net: ”نسعى لتسخير كل الموارد والطاقات المتوافرة للتغلب على الصعاب في ظل شح الموارد، بالإضافة إلى التنسيق الفعال مع الشركاء، مثل منظمة الصحة العالمية والمنظمات الإنسانية“.

من جانبها أكدت ’يونيسف‘ في ردها على الشبكة أنها تواصل عملها في ”دعم الاستجابة لكوفيد-19 في إطار التوعية المجتمعية بشأن المخاطر وممارسات الوقاية وضبط العدوى في المجتمعات“، بما يتَّسق مع خطة الاستجابة في شمال سوريا.

لكن يظل نقص الموارد أحد أهم الصعوبات التي تواجه تنفيذ الخطط، كما تقول علا عبارة، الرئيس المشترك لشبكة الصحة العامة السورية.

كذلك أشارت علا إلى قدرة اختبارات كوفيد-19، التي ”زادت مؤخرًا إلى 1000، ولكنها تظل مركزية في شمال غرب سوريا، وتخضع لإرادة سياسية، واستجابات مجزأة“.

ويمكن فهم الصعوبات من خلال معرفة واقع القطاع الصحي في شمال غرب سوريا، فمع انضمام مشفى مدينة سلقين التابع للجمعية الطبية السورية الأمريكية- سامز، منذ عشرة أيام، أصبح شمال غرب سوريا يضم 9 مستشفيات تضم في مجموعها 670 سريرًا، منها 197 في وحدة العناية المركزة، و138 جهاز تنفس اصطناعي.

وثمة خطط ’مستقبلية‘ لزيادة هذه الأعداد كي تخدم ما يقارب من 4.7 ملايين شخص.

وهذه ”لن تكفي الحالات في شمال غرب سوريا، خصوصًا إذا ما أخذنا خصوصية الشمال الغربي من حيث الاكتظاظ السكاني وضعف البنى التحتية والنظافة بسبب النزوح والعيش بالمخيمات، مما يشي بخطر كبير جدًّا على قاطني تلك المنطقة“، وفق علا.

تشدد علا على ضرورة معالجة هذا الأمر محليًّا من خلال ”المزيد من الاستثمار، والمزيد من القدرات، والمزيد من الموارد البشرية“، وبطبيعة الحال ”وقف القصف“.

”النظام الصحي في شمال سوريا قد دُمِّر بالفعل بسبب الصراع، وكان يعاني من نقص الموارد قبل جائحة كوفيد-19، لذا فالاستثمار في جميع القطاعات ذات الصلة ضرورة قصوى“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا