Skip to content

22/03/21

شباب ’السوشيال ميديا‘ أكثر استعدادًا للخضوع لتجارب كوفيد-19

صورة
حقوق الصورة:Yacine Imadalou / ILO. CC license: (CC BY-NC-ND 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • استبانة تكشف آراء العرب في التجارب السريرية الجارية بشأن مرض كوفيد-19
  • الأكثر استعدادًا للمشاركة طامعون في رعاية صحية إضافية، أو راغبون في مقابل مادي
  • تحذير من الاكتفاء بالاستطلاع عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ فالنتائج قد تكون خادعة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] غلب عنصر الشباب الجامعي، ساكن المدن، على الفئات العربية التي أبدت استعدادًا للمشاركة في التجارب السريرية الجارية بشأن لقاحات مضادة لمرض كوفيد-19، أو عقاقير جديدة للتخفيف من عبء الوباء، وفق دراسة نُشرت حديثًا.

وحفز أكثر هؤلاء -على هذا الموقف- الإسهام في حماية أفراد العائلة من الإصابة بعدوى المرض، وبرز من بين داوفعهم الاطمئنان إلى الالتزام بضوابط البحث العلمي والمعايير الأخلاقية عند إجرائها.

خلصت إلى هذه النتائج دراسة نُشرت في 23 فبراير الماضي، بعد تحليل بيانات استبانة لآراء 1576 شخصًا من 3 بلدان عربية هي مصر والسعودية والأردن، وجرى جمع البيانات بين شهري يوليو وأغسطس 2020.

شملت الاستبانة 7 أقسام رئيسة، تضم أسئلةً حول البيانات الاجتماعية والديموغرافية الأساسية، والحالة الصحية المرتبطة بالإصابة أو احتمالية الإصابة بعدوى كوفيد- 19 والتصورات عن طبيعة المرض، ودرجة المعرفة العامة بالتجارب السريرية ومصادر هذه المعرفة، والعوامل المحفزة والمنفرة من المشاركة في تلك التجارب، والموقف من المشاركة الطوعية أو مشاركة أحد أفراد الأسرة في تجارب لقاحات أو أدوية كوفيد-19 السريرية.

ووفق الدراسة، سمع قرابة 75% من المستطلَعة آراؤهم بالتجارب السريرية من قبل، وكان لأكثر من نصفهم موقفٌ إيجابي منها.

وكان الخوف من عواقب صحية سلبية، وعدم الالتزام بالضوابط الأخلاقية، وضعف الثقة بالشركات الدوائية والأنظمة الصحية أبرز العوامل المنفرة من المشاركة في التجارب.

حول القصد من وراء الدراسة، فإن الباحث الرئيس بها، مأمون أهرام، أستاذ علم وظائف الأعضاء وكيمياء الحيوية في كلية الطب بالجامعة الأردنية، يقول: أردنا تحديد العوامل التي قد تؤثر في مشاركة سكان المنطقة بالتجارب السريرية للقاحات المرض وأدويته.

وقال أهرام لشبكة SciDev.Net: ”هدف الدراسة هو تقييم درجة الوعي لدى عامة السكان بالمنطقة حول التجارب السريرية لمرض كوفيد-19“.

ويوضح أن أهمية مشاركة العرب تنبع من تأثير الاختلافات الوراثية بين الشعوب على طبيعة المرض وفاعلية التدخلات الطبية، على حد تعبيره.

ويضيف أهرام: نمو مجال الأبحاث السريرية قد يسهم في دعم اقتصادات دول المنطقة، ويضعنا على الخريطة العالمية في مواجهة الجائحة.

يشغل المنطقة نحو 6% من سكان الأرض، ولا تزيد كثافة المشاركين بالتجارب السريرية منها على 0.5 لكل مليون نسمة، ولا تحتضن إلا أقل من 1% مما يجري على مستوى العالم، وفق دراسة نُشرت العام الماضي.

نُشرت الاستبانة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وفقًا للمنصة الشائعة في كل دولة، كما يبين أحمد سمير، مدرس الباثولوجيا الإكلينيكية بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، وهو الباحث الأول في الدراسة.

وقبل ملء الاستبانة يقرأ المشارك بنود الموافقة المستنيرة، التي توضح أهداف الدراسة وطبيعتها، وتؤكد حماية خصوصية وسرية المتطوع، وأن ردوده سيتم تحليلها بشكل جمعي.

من بين الذين استجابوا للرد على أسئلة الاستبانة واستطلاعاتها كانت نسبة الذكور والإناث متقاربة، وأغلبهم من ساكني المدن، الحاصلين على درجة جامعية، وتقل أعمار ثلثيهم عن 40 عامًا.

رغم أهمية الدراسة، إلا أن إلهام الخطيب، عميد البحث العلمي بجامعة القدس، تشدد على الحذر في تفسير نتائجها.

تشرح إلهام: ”استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أداةً لجمع البيانات، قد يؤدي إلى التحيز نحو اختيار مشاركين أصغر سنًّا وأكثر تعليمًا، وهو ما يصعِّب التأكد من أن تكون العينة ممثلةً لمجتمعات تلك البلدان“.

يرد سمير: وسائل التواصل الاجتماعي كانت الوسيلة المعتمدة لكل الدراسات المماثلة في زمن كوفيد-19؛ نظرًا لصعوبة إقامة لقاءات مباشرة للاستبانة تطبيقًا لقواعد التباعد الاجتماعي، مشيدًا بقدرتها على الوصول إلى عدد أكبر من المشاركين في توقيت يواكب الأحداث الجارية.

وفق بيانات الاتحاد الدولي للاتصالات، تتراوح نسبة مستخدمي الإنترنت بين 30% و80% في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

نتائج مثل هذه الدراسة، الكاشفة لتصورات السكان عن الدراسات السريرية، وأهم المعلومات المغلوطة لديهم ومصادرها، تساعد منظمات البحوث التعاقدية في معالجة تلك النقاط عند تصميم الموافقات المستنيرة التي تُمنح للمتطوعين في التجارب قبل مشاركتهم.

ومنظمات البحوث التعاقدية، هي جهات قد توكِل إليها الشركات الدوائية تصميم الدراسات السريرية أو تخليص الإجراءات والموافقات الضرورية من الجهات الحكومية المنظمة، أو إجراء الدراسة نفسها.

حول استقاء أغلب المشاركين معلوماتهم من مواقع التواصل الاجتماعي والبحث عبر الإنترنت ثم القنوات التلفزيونية والراديو، تعلق ندى طه -مدير مشروعات بحثية إكلينيكة في إحدى منظمات البحوث التعاقدية بالقاهرة- قائلةً لشبكة SciDev.Net: ”جاءت المنظمات الطبية في آخر القائمة، وهو ما يشير إلى أهمية دفع القطاع الطبي لأداء دوره في توعية الجمهور، خاصةً القائمين منهم على الدراسات السريرية“.

وفي ذلك السياق يؤكد سمير أهمية الدور الإعلامي في مواجهة الأخبار الكاذبة التي يجري تناقلها حول المرض واللقاحات، إذ تبين الدراسة الحالية ودراسات سابقة فاعلية مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية في الوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور.

من ناحية أخرى، تشير إحصاءات الدراسة إلى أن أكثر من النصف أشاروا إلى أن الحصول على رعاية طبية إضافية يدعم مشاركتهم في التجارب السريرية، في حين أوضح أقل من ثلثهم أن الحصول على تعويض مادي هو عامل مؤثر في مشاركتهم.

ووفق التوصيات الإرشادية لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يُعَد التعويض المالي للمشاركين في التجارب السريرية ممارسةً شائعة ومقبولة، إلا أنها تشير إلى أن المقابل المادي لا يجب أن يؤثر على قرار المشارك بتجاهل المخاطر المحتملة، وأن تتم مراجعة كم التعويض من اللجان الأخلاقية للبحوث، وفقًا للخسائر والفوائد المحتملة.

يعقب أهرام بأن أبرز التوصيات التي خلصت إليها الدراسة تكمن في ضرورة وجود تشريعات واضحة للتجارب السريرية في الدول العربية، بما يضمن إجراءها وفقًا للمعايير العلمية والأخلاقية المضبوطة.

ويؤكد ضرورة إعلام المواطنين بتلك التشريعات، بما يضمن الحفاظ على حقوقهم، وتشجيعهم على المشاركة في الأبحاث التي تواجه تلك الأزمة العالمية.

لكلٍّ من الأردن والسعودية ومصر تشريعات خاصة لتنظيم البحوث السريرية، في حين تفتقر بعض دول المنطقة إلى وجود قوانين مفصلة في ذلك الشأن.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا