Skip to content

28/04/20

تجربة الكلاب في كشف سوسة النخيل بمصر

dogs reveal palm weevil
جلوس الكلب أسفل النخلة هو المؤشر على اكتشافه للإصابة بسوسة النخيل حقوق الصورة:Eastwind/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • الكلاب تكشف سوسة النخيل في تجربة ناجحة بمصر تمهد للتوسع في استخدامها
  • حاستا السمع والشم لدى الكلب المدرَّب كفيلة بالكشف على 65 نخلة في نصف ساعة
  • مع استمرار تدريب الكلب، وصقل خبرته، تمتد قدرته على تقديم الخدمة إلى عشر سنوات

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] خضعت فسائل من أشجار النخيل بمشروع زراعة 2.5 مليون نخلة في مصر، لتجربة استخدام الكلاب في الكشف عن سوسة النخيل، للتأكد من خلوها من الآفة.

أُجريت التجربة يوم الأربعاء الماضي، بموجب بروتوكول تعاون جرى توقيعه قبل نحو عام مع شركة ’إيست ويند‘ البريطانية لتدريب الكلاب، وهي التقنية التي اختبرها المعمل المركزي لأبحاث وتطوير نخيل البلح بمركز البحوث الزراعية في مصر.

اختبر المعمل التقنية حقليًّا في فبراير الماضي، وأظهرت فاعلية في الكشف عن الآفة الخطيرة.

يقول عز الدين جاد الله -مدير المعمل- لشبكة SciDev.Net: ”الكلاب المدربة على الكشف عن سوسة النخيل يمكنها فحص 65 نخلة خلال نصف ساعة فقط، بنسبة نجاح تقترب من 98%“.

تُعد سوسة النخيل الحمراء أكثر الآفات خطرًا وتدميرًا لأشجار النخيل فى العالم.

الأضرار التي تسببها آفات النخيل مجتمعة، وهي نحو 115 آفة، أقل من ضرر سوسة النخيل الحمراء وحدها، فضررها يصل إلى حد القضاء على النخلة بأكملها“، وفق محمد كمال عباس، الأستاذ في قسم بحوث ناخرات الأشجار والأخشاب والنمل الأبيض بمركز البحوث الزراعية في مصر.

ثمة تقنيات حديثة للإسهام في الكشف المبكر عن هذه الآفة، غير أنها لم تحقق النجاح الكافي، وبات الفحص الذي يعتمد على العنصر البشري هو الوسيلة الأكثر استخدامًا، رغم أنه لا يقدم حلًّا عمليًّا؛ إذ إن طاقة الشخص الواحد في الفحص لن تزيد عن 20 نخلة في اليوم، ما يجعله خيارًا غير فعال في المزارع الكبيرة.

يوضح جاد الله أن استخدام تقنية الكلاب في التجارب التي أُجريت بمصر تعتمد على تقنية حديثة، تتميز عن تجارب سابقة لاستخدام الكلاب لهذا الغرض في إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.

ويستطرد: ”تعتمد التقنية المعروفة باسم Bug vape على استخدام حاستي الشم والسمع عند الكلاب المدربة، لشم الآفة في أي طور من أطوارها، وكذلك رصد حركتها داخل النخلة“.

وتُخضع شركة ’إيست ويند‘ الكلاب للتدريب من عمر عام على اكتشاف سوسة النخيل، ويستمر تدريبها لمدة عام كامل، لتصبح مؤهلةً للاستخدام في الكشف المبكر عن الآفة، عند عمر عامين.

يقول ياسر المغربي -نائب رئيس مجلس إدارة الشركة- للشبكة: ”حصلنا على عينات من أنسجة النخيل المصابة بالآفة في مراحلها المختلفة (البيض– اليرقات– الحشرة الكاملة)؛ كي ندرب الكلاب على الربط بين رائحة النخل والآفة“.

ويشرف على التدريبات خبراء أجانب بتنفيذ فنيين مصريين، حصلوا على دورات تدريبية تؤهلهم لهذا العمل، الذي يهدف إلى طبع بصمة رائحة الآفة داخل ذاكرة الكلب، وفق المغربي.

يقول المغربي إن نسبة الخطأ المقدرة بـنحو 2% يمكن علاجها عن طريق استخدام كلب آخر للمراجعة.

يتحفظ خالد بن الوليد محمود -رئيس إحدى الشركات الزراعية الخاصة- على النتائج والتقنية، ويراها غير مجدية اقتصاديًّا؛ لعدة أسباب.

يقول محمود: ”تكلفة شراء الكلاب مرتفعة، وقد لا يستطيع أصحاب المزارع تحمُّلها، كما أنها تحتاج إلى تدريب مستمر، هذا فضلًا عن أن الكلب يفقد حساسية الفحص مع الوقت، ولا يستطيع منطقيًّا اكتشاف الآفة عندما تكون في مستوى مرتفع بالنخلة“.

ويرى محمود أن طريقة الفحص المعتمدة على العنصر البشري هي الأنسب والأجدى من الناحية الاقتصادية حتى الآن.

يقول المغربي إنهم لا يبيعون الكلاب، لكنهم يقدمون خدمة، لا تقارن في دقتها وسرعتها بالعنصر البشري.

ويستطرد المغربي: ”إذا كان هناك مزرعة مساحتها 10 أفدنة بعدد 650 نخلة، فإن استخدام الأفراد في الفحص سيكون قائمًا على اختيار عينات من النخل؛ إذ سيصعب عمليًّا المرور على كل نخلة، بينما يمكن للكلب الواحد فحص 65 نخلة في نصف ساعة“.

ويوضح المغربي أن الكلب ليس مثل الآلة التي تُستهلك مع الوقت، ”على العكس، فالكلب تصقل خبراته مع الوقت، فمع مزيد من الفحص والتدريب الدائم ترتفع كفاءته وحساسيته، ويكون جلوسه أسفل الشجرة هو المؤشر على اكتشافه للإصابة“.

يشير المغربي إلى أن كل آفة زراعية يخصص لها كلب، فالكلاب التي تعمل على سوسة النخيل لا تعمل على آفة أخرى، ويستمر الكلب للعمل بالكفاءة نفسها حتى سن 10 سنوات، وعندها يوقف استخدامه، لتحل محله كلاب أخرى مدربة.

ولا يعوق الكلب في عمله طول النخلة؛ فهو قادر على الكشف عن الآفة حتى لو كانت في الأجزاء المرتفعة منها.

يفسر المغربي: ”المعروف أن الكلب يستطيع اكتشاف ما تحت الأرض بعمق متر ونصف، واكتشاف ما تحت الماء بعمق 3 أمتار، فالمسافات ليست عائقًا أمام حاسة الشم عنده“.

أعجبت التجربة نصر الدين حاج الأمين، ممثل منظمة الأغذية والزراعة ’الفاو‘ بمصر، ونالت ثناءه، إذ  تعالج إحدى أهم المشكلات التي تهدد قطاعًا زراعيًّا مهمًّا، يمثل بُعدًا إستراتيجيًّا بالنسبة للوطن العربي.

يقول الأمين لشبكة SciDev.Net: ”مصر من كبار منتجي التمور في العالم، وتسعى للتوسع في هذا المحصول الذي يتلاءم مع تحدي ندرة المياه“، مشيرًا إلى أنه محصول لا يحتاج إلى كميات كبيرة من الماء.

”ومن ثم فإن مثل هذه الأفكار المبتكرة لمواجهة آفة سوسة النخيل تستحق الدعم“.

  

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا