Skip to content

15/06/15

الأزمات والنزاعات تعدم المنطقة الأمن الغذائي

food security on MENA
حقوق الصورة:Flickr/ United Nations Photo

نقاط للقراءة السريعة

  • تقرير للفاو يؤكد زيادة في انتشار الجوع وأعداد الجوعى بالشرق الأدنى وشمال أفريقيا
  • الصراعات والأزمات طويلة الأمد تشكل الأسباب الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي في الإقليم
  • دعوة إلى تعزيز التعاون الإقليمي لبناء القدرة على الصمود ومواجهة الأزمات لتحسين الأمن الغذائي

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] ألقى تقرير أعدته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ’نظرة إقليمية عامة حول انعدام الأمن الغذائي‘ بالشرق الأدنى وشمال أفريقيا، حذر فيها من أن الإقليم هو الوحيد بين الأقاليم الذي شهد زيادة في انتشار الجوع وتضاعفا في عدد الجوعى.

وأبرز التقرير الصادر مطلع الشهر الجاري أن أغلبية السكان الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي يعيشون في العراق والسودان وسوريا واليمن، إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة من فلسطين.

”التقرير يقدم لمتخذي القرار معلومات وتحليلات مفصلة بالأرقام عن وضع الأمن الغذائي في الإقليم؛ للعمل على وضع حلول ممكنة للأزمة“، كما يقول لشبكة SciDev.Net نائب ممثل المكتب الإقليمي للمنظمة، باسكوال إستيدوتو.

وجاء في التقرير أنه بدلاً من تحقيق الهدف الرامي إلى خفض أعداد الجوعى إلى النصف بحلول عام 2015 في الإقليم، فإن الأعداد ارتفعت فيه من 16.5 مليون شخص في الأعوام 1990- 1992 إلى 33 مليون شخص في الأعوام 2014- 2016.

بذلك يكون الإقليم هو الوحيد الذي أخفق في تحقيق الهدف الأول من أهداف الألفية الإنمائية 2000-2015 المعني بالجوع، وفق تقرير المنظمة.

خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد لإطلاق التقرير بالمكتب الإقليمي للمنظمة في القاهرة يوم 3 يونيو الجاري، أكد عبد السلام ولد أحمد -المدير العام المساعد والممثل الإقليمي لها- أن النزاعات والحروب والأزمات طويلة الأمد التي شهدتها 12 دولة من أصل 19 في المنطقة، لعبت دورا رئيسيا في تفاقم أزمة الأمن الغذائي.

يتسق ذلك مع ما نص عليه التقرير؛ إذ ”بالرغم من تحقيق 15 دولة في المنطقة للأهداف الإنمائية للألفية، إلا أن الصراعات حالت دون القضاء على الجوع“.

ففي سوريا خلفت النزاعات 13.6 مليون نسمة بحاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية، 9.8 ملايين منهم داخل الأراضي السورية، و3.8 ملايين لاجئون. الوضع في العراق لم يكن أفضل، فمعدل نقص التغذية ارتفع من 8% بين عامي 1990- 1992 ليصل إلى 23% بين 2014- 2016. بينما يُظهر اليمن واحدا من أسوأ معدلات نقص التغذية والفقر والبطالة، حيث يعاني واحد من كل أربعة أشخاص نقصا في التغذية. 

ويضيف كيان أكرم الجاف -خبير السياسات الزراعية بالمنظمة- أن الأزمات تسببت في تعقيدات كبيرة في الوضع الغذائي والمائي بالإقليم، ويقول لشبكة SciDev.Net: ”يجري استخدام الماء أداة ضغط على المدنيين في أثناء النزاعات الداخلية في عدد من الدول، ومنها العراق واليمن على سبيل المثال؛ إذ يسيطر أحد الأطراف على مصدر الماء ويمنعها عن الطرف الآخر“.

والعجيب أن يرد بالتقرير أن حوالي ربع سكان الإقليم يعانون السمنة، وهو ما يضع الإقليم بين الأقاليم الأعلى في نسب السمنة، وهي مفارقة أشار إليها الجاف، الذي يعمل مستشارا لدى المكتب الإقليمي، موضحًا أنها تتجلى في انتشار الفقر الغذائي وارتفاع معدلات السمنة، خاصة في العقدين الأخيرين.

ووفق التقرير: ”ارتفعت معدلات إمدادات الغذاء في الإقليم من 2916 سعرا حراريا للفرد يوميا في 1990- 1992 إلى 3214 سعرا حراريا في 2014- 2016، وهو بذلك أعلى من المعدل العالمي البالغ 2902 سعر حراري“.

وتزداد المفارقة تجليا عندما يتقرر أن السمنة منتشرة في كل بلدان الإقليم تقريبا، حتى ذات الدخل المنخفض؛ حيث تترافق مع نسب عالية من انتشار سوء التغذيـة ونقص المغذيات الدقيقـة.

التقرير يستهدف ’تعزيز التعاون الإقليمي لبناء القدرة على الصمود ومواجهة الأزمات من أجل تحسين الأمن الغذائي والتغذية‘.

وللخروج من الوضع الحالي يعقد ولد أحمد الأمل على التعاون بين دول الإقليم؛ إذ يقول لشبكة SciDev.Net: ”على الدول أن تضع استراتيجية جماعية لمواجهة هذه الأزمة وتحقيق الأمن الغذائي من خلال التعاون فيما بينها“.

الأمر ذاته يؤكد عليه باسكوال قائلاً: ”لا يمكن لدولة منفردة أن تحقق الاكتفاء الغذائي والمائي، وحتى الدول الغنية مثل دول الخليج لديها مشاكل جفاف، وهو ما يمكن حله من خلال التعاون مع دول أخرى من الإقليم“.

”يمكننا مساعدة الدول على إيجاد الحلول وتطبيقها، لكن لا يمكننا العمل بمفردنا على تطبيق الحلول دون مساعدة الدول والحكومات“، كما يقول باسكوال.

ويرى باسكوال أن على الدول تغيير نمط التعامل، وينبغي لها الاعتماد على الجوارات الإقليمية، فلم يعد مقبولا أن تفكر كل دولة بمعزل عن باقي الدول.
 
 طالع النسخة الكاملة للتقرير

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا