Skip to content

09/02/21

’فيري نايل‘.. مبادرة من أجل النيل وصياديه

AE__7073 resized

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

منذ عامين تقريبًا، انطلقت مبادرة شبابية في مصر، كان هدفها تنظيف نهر النيل من المخلفات الصلبة وإنقاذ مياهه من التلوث الذي يهدد أسماك النهر ويقضي على بيئته.

واليوم يحتفل القائمون على المبادرة بنجاحها في انتشال أكثر من 40 ألف طن من المخلفات البلاستيكية من النيل، بمساعدة نحو 4 آلاف متطوع و15 صيادًا.

مبادرة ’فيري نايل‘ (VeryNile)، تُعتبر الأولى من نوعها في مصر، إذ بدأت في ديسمبر 2018 كمؤسسة تُعنى بتطوير وسائل مستدامة لتنظيف النيل من المخلفات غير العضوية، وإعادة تدوير النفايات الصلبة من خلال التعاون مع شركات عدة من أصحاب المصلحة المحليين، بالإضافة إلى التقليل من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام، وزيادة الوعي بأهمية حماية البيئة.

تأسست المبادرة بالتعاون بين شركتين مصريتين، شركة باسيتا Bassita وهي شركة ناشئة متخصصة في التوعية وجمع التبرعات للمبادرات الإيجابية، وشركة جرينيش Greenish وهي أيضًا شركة اجتماعية صديقة للبيئة تهدف إلى تصميم حلول بيئية مستدامة وتنفيذها.

وحول اختيار اسم المبادرة يوضح علي الدمرداش، أحد أعضاء المبادرة، أن المبادرة كانت تستهدف فئة الشباب، فكان التفكير في اختيار اسم بسيط ويتناسب مع الفئة العمرية، وكلمة VeryNile شبيهة لكلمة very nice الدارجة بين الشباب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وتعمل المبادرة من خلال ثلاثة محاور رئيسية، الأول يستهدف تنظيف النيل -على امتداده من أسوان إلى القاهرة- من المخلفات البلاستيكية.

يوضح جون تانزر، أحد كبار المسؤولين بالصندوق العالمي للطبيعة، أن ”انتشار البلاستيك في مياه الأنهار والبحار والمحيطات أخذ خلال السنوات الأخيرة منعطفًا خطيرًا، ليشكل تهديدًا كبيرًا على الأنواع البحرية، وعلى الطيور المهاجرة، وعلى صحة الإنسان، بدخول تلك اللدائن في السلسلة الغذائية“.

ويُشار إلى أن معظم المواد البلاستيكية ليست قابلةً للتحلل الحيوي، وتبقى في البيئة مئات السنين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لذلك بدأت المبادرة بالتعاون بين وزارة البيئة المصرية ومؤسسة مشروع السعادة غير الهادف للربح، بتنظيف نهر النيل من المخلفات البلاستيكية على نحوٍ مستدام، من خلال عدد من المتطوعين في المبادرة.

وفي يناير 2020 أطلقت المبادرة أول مشروع لدعم صيادي القاهرة في جزيرة القرصاية، إحدى جزر نهر النيل، التي يعتاش سكانها من الزراعة والصيد.

تحت اسم ’البلاستيك الاجتماعي‘، يعمل الصيادون على جمع البلاستيك من النيل خلال عمليات الصيد، وذلك مقابل حوافز مادية وخدمات مجانية.

يشير الصيادون المشاركون في المبادرة إلى أن معدل تلوث مياه النيل أصبح كبيرًا وملحوظًا، خاصةً في السنين العشر أو الخمس عشرة سنة الأخيرة.

يقول شورة فايد، أحد الصيادين المشاركين في المبادرة، لشبكة SciDev.Net: ”من 15 سنة كنا نستخدم مياه النيل في الأكل وعمل الشاي على المراكب في أثناء رحلات الصيد، ولكن المياه أصبحت ملوثةً الآن ولا نستطيع استخدامها“.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ويوضح زميله أحمد عبد المجيد: ”الأكياس والزجاجات عندما تغطس تحت الماء، تبدأ زريعة السمك الصغيرة والسمك الكبير بالدخول فيها وتموت، وكنا نرى السمك ميتًا داخل الأجولة والأكياس البلاستيكة، العائمة على سطح الماء“، مما يقلل من الثروة السمكية ويؤثر على حصتها اليومية منها.

يؤكد الصيادون أنه منذ المشاركة في جمع البلاستيك، زادت الحصة اليومية التي يصطادونها من النهر.

وأشاروا كذلك إلى أن العائد المادي قد ساعد على رفع المستوى المعيشي لأسرهم.

يشير الدمرداش كذلك إلى الدور الذي تنوطه المبادرة بسيدات الجزيرة من زوجات الصيادين اللائي يشاركن في عمليات إعادة تدوير البلاستيك وتحويله إلى منتجات، وهو المحور الثاني للمبادرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أما المحور الثالث، فيتمثل في عمل حملات توعوية للتقليل من استهلاك البلاستيك، كحملة حظر استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام عن طريق نشر المعلومات والإحصاءات التي تُسهم في رفع الوعي العام ضد استخدام تلك الأكياس.

وكمحاولة أولية للتطبيق في باقي أحياء القاهرة، قامت المبادرة بالتعاون مع وزراة البيئة بحظر استخدام الأكياس البلاستيكية في حي الزمالك، أحد أكثر الأحياء النيلية اكتظاظًا بالسكان في القاهرة، حيث ينتهي المطاف بعدد ضخم من الأكياس البلاستيكية في النيل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إضافة إلى زيادة وعي المستهلكين برفض استخدام الأكياس البلاستيكية وتقديم بدائل وحلول للمتاجر والمطاعم والمكاتب، من خلال تزويدهم بأكياس ورقية وأخرى قطنية أو بلاستيكية قابلة لإعادة الاستخدام.

يقول المشاركون في المبادرة: ”نحن موجودون ومستمرون حتى لا نرى زجاجة بلاستيكية واحدة في النيل“.

 

هذا الموضوع أُنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا