Skip to content

09/11/17

أمام أزمة المياه.. للعرب خياران إما التعاون أو العطش

WSF 2
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Tareq AlHmidi

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

في حين "يحتضر" البحر الميت ومَن على ضفافه، شخَّص خبراء ومختصون حالة المياه في الوطن العربي بالمرض الذي يحمل اسم ’تنافُس لا تعاوُن‘.

واعتبر خبراء أن المياه من أهم التحديات التي تواجه التنمية المستدامة في المنطقة العربية، وذلك خلال ورشة عمل بعنوان: ’دبلوماسية العلوم: الدروس المستفادة والآفاق المستقبلية لإدارة موارد المياه المشتركة/ العابرة للحدود في المنطقة العربية‘، والتي أقيمت خلال فعاليات المنتدى العالمي للعلوم، المنعقد خلال المدة من 7 إلى 11 نوفمبر الجاري بالأردن.

وأوضح الخبراء في الورشة التي نظمها المكتب الإقليمي للعلوم والتكنولوجيا للدول العربية، لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ’اليونسكو‘، على هامش فعاليات المنتدى، أن ”المعضلة الأساسية في قطاع المياه بالوطن العربي لا تكمن في أن ثلثي موارده السطحية تأتي من خارج حدوده، بل تكمن في ضعف التعاون في هذا الإطار“.

كذلك أكدوا أن الحقائق الجيوسياسية والواقعية والاحتياجات التنموية المتنامية للدول العربية، تستدعي بوضوح إجراء دبلوماسية في مجال المياه، معتبرين أن ”السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو التعاون والتشارك بين الدول العربية بعضها مع بعض، ومع دول الجوار التي تشاركها المصادر المائية“.
 
وزير الموارد المائية العراقي الدكتور حسن الجنابي، يقول: ”قضية المياه من القضايا الشائكة تاريخيًّا في الوطن العربي، ليس لتعقيداتها الجغرافية فحسب، بل لأن الدول لم تمتلك بعد الإرادة السياسية لحل هذه القضية“، معتبرًا أن حوكمة القطاع على المستويات الوطنية والإقليمية هي بداية الحل لهذا التحدي التنموي.

”لقد انخفضت حصة العراق من نهر الفرات خلال الثلاثين عامًا الماضية، من 30 مليار متر مكعب سنويًّا إلى 16.9 مليار متر مكعب الآن“، وفق الجنابي. وهي أرقام صادمة من وجهة نظره، وعلى الدول العربية ودول الجوار التي تتشارك المصادر المائية، تطوير نماذج تعاونية عابرة للحدود؛ للتغلُّب على التحديات المائية التي تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.

والأردن مثال أكثر وضوحًا في هذا الإطار؛ إذ يؤكد مساعد أمين عام وزارة المياه والري الأردني، علي صبح، أن ”الأردن لم يعد يمتلك أي مصدر مائي داخلي جارٍ بعد استنزاف حوض اليرموك ونهر الأردن، وأصبح يعتمد اعتمادًا كليًّا على مصادر المياه الجوفية ويستخدمها بنسبة 160%، وهو استخدام جائر“، معتبرًا أن ضعف التنسيق بين الأردن وجيرانه مائيًّا كان السبب وراء هذه النتيجة.

أما مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية، بشير إمام، فقد اعتبر أن المبادرات التي أُطلقت سابقًا لم تحقق نتائج في قضية التعاون المائي، مؤكدًا ضرورة تعزيز الثقة بين الشركاء، وأهمية تبادل المعلومات والبيانات قبل الشروع في أي مبادرة مائية جديدة.

من جانبه قال مدير برنامج إدارة الموارد المائية بكلية الدراسات العليا في جامعة الخليج العربي، الدكتور وليد زيباري: ”إن الجميع يظن أن للمياه بُعدًا سياسيًّا، إلا أن الواقع هو أن للسياسة بُعدًا مائيًّا، وأن السياسيين عادةً ما يستخدمون المياه كأداة ضغط“، ووصف استخدام البيانات المائية كنقطة قوة في المفاوضات بأنه ”خطيئة كبرى“.

وخلصت الورشة إلى أن حالة التعاون العربي في قضايا المياه في أدنى مستوياتها، ”والعرب أمام خيارين، فإما التعاون لتجاوز التحديات، وإما العطش“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.