Skip to content

24/02/20

منبع سوء الفهم في توصيل قضايا النيل

Nile
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Rehab Abd AlMohsen

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

احتل نهر النيل والقضايا المتعلقة به عناوين الصحف الفترة الماضية، ومع كثرة الحديث حول النهر ومشكلاته من قِبَل الأطراف المعنية، ظلت هناك حالة من ’سوء الفهم‘ و’ضعف الثقة‘، تطرق إليها ياسر عباس، وزير الري والموارد المائية السوداني.

”أتفهَّم التحديات التي يواجهها العمل الإعلامي في هذا الوقت، من نقص المعلومات وخاصةً الدقيقة منها، وصعوبة الوصول إلى المعلومات وغيرها، ولكن من جهتنا نهتم بالتعاون مع الإعلام حتى تصل المعلومات الموثقة إلى الجمهور، لتحقيق التعاون المنشود“.

هكذا وجه الوزير كلمته للإعلاميين الممثلين لدول غرب النيل من كلٍّ من مصر والسودان وجنوب السودان وإثيوبيا، كجزء من ورشة عمل حول ’أمان السدود، والتنسيق حول إدارة السدود المتتالية في منطقة شرق النيل‘، منعقدة في الخرطوم في الفترة من 19 إلى 22 فبراير.

انعقدت الورشة على هامش الاحتفال الإقليمي الرابع عشر بيوم النيل، الذي يوافق 22 فبراير ويقام في العاصمة السودانية هذا العام، والذي نظمته وزارة الري والموارد المائية بالسودان، بالتعاون مع مبادرة حوض النيل، وحمل شعار ’الاستثمار المشترك حول النيل، من أجل إحداث تحوُّل إقليمي‘.

وكأحد المقترحات المطروحة لحل مشكلة سوء الفهم حول قضايا النيل، ولخلق مناخ أفضل لتعاوُن مشترك، اقترح عباس إنشاء كيان علمي يساعد في دعم القرارات على نحو أكبر، وتوفير المعلومات الموثقة فيما يتعلق بدول حوض النيل.

يقول عباس: ”إنشاء مركز لبحوث النيل من شأنه دعم القرارات المشتركة للدول المتشاطئة على النهر، من أجل المضي في خطط التنمية على نحوٍ فاعل، وإيجاد حلول مبنية على البحث العلمي تراعي توجهات الدول واحتياجاتها، بخلاف تدريب الكوادر المختلفة العاملة في هذا المجال“.

وكما يتحمل العلماء وصانعو القرار عبء إتاحة المعلومة لتصحيح أي سوء فهم، يتحمل الإعلاميون الجزء الأعظم من توصيل المعلومات المتاحة عن قضايا النيل للشعوب.

ترى ليلى بندرة -محررة في مجلة النيلان، التي تنتجها مؤسسة ’وسائل الإعلام عبر التعاون وفي التحول‘ ’MiCT‘- أن جزءًا أساسيًّا من الحل هو الارتقاء بمهنية الإعلاميين في دول النيل وبناء قدراتهم في تغطية مختلف قضاياه.

وحول وطأة صعوبة الوصول إلى المعلومات وتدقيقها، ترى ليلى أن عرض المواقف والتأويلات المختلفة للمعلومات هو أساس عملهم الصحفي؛ حتى يتاح للجمهور حرية بناء وجهات نظر اعتمادًا على معلومات صحيحة ترسم الصورة الكاملة.

وتصف ليلى الصحفي الملتزم بالموضوعية بأنه ”مخلصٌ لدوره“، ضاربةً مثلًا بأنه: ”إذا نقل صحفي اقتباسًا من مصدر، دون التوثق من صحة الكلام المنقول، فهذا يُفقر العمل الصحفي ويخرجه عن إطار كونه عملًا صحفيًّا مهنيًّا“.

ومن خلال تجربتها مع مجلة النيلان، ترى ليلى أن أحد الحلول الواقعية هو التعاون بين الصحفيين العاملين في تغطية مختلف المجالات ومن مختلف الدول؛ للخروج بعمل صحفي مشترك، يُسهم في دعم عملية التحقق من المعلومات واستكمال مختلِف جوانب الصورة.

وتؤكد ليلى أنه ”في حال تعذَّر على الصحفي الوصول إلى المعلومات بسبب حجبها، فمن المهم أن يذكر هذا، ويشرح ملابسات غياب طرف أو معلومة عن قصته، فهذا يُعَد معلومةً في حد ذاته“.

أما زهراء جاد الله -صحفية حرة من السودان- فترى أن سوء الفهم قد يكون في بعض الأحيان متعمدًا، وأن التضليل أو القصور في عرض مختلِف جوانب الأفكار قد يكون سببه في بعض الأوقات ليس فقط شح المعلومات الدقيقة، بل يكون توجهًا تحريريًّا لبعض المنابر الإعلامية التي يعمل لديها الصحفي.

وتضيف زهراء: ”أحيانًا عند وجود موضوع يتداخل فيه أطراف نزاع، ولكلٍّ وجهة نظر مختلفة، تميل جهة النشر إلى عرض وإبراز وجهة النظر التي تناسب توجهها أو تخدم مصالحها“.

وتوضح زهراء أن ضعف تدريب الصحفيين وكونهم في بعض الأوقات غير متخصصين يُسهِم في التضليل وييسره، من خلال توصيل الصحفي معلومات غير موثقة، ومتحيزة، لذا ترى أن جزءًا من الحل يكمن في الارتقاء بمهارات الصحفيين، أما الجزء الآخر فيكون بدعم وجود منصات إعلامية مهنية غير متحيزة.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا