Skip to content

17/03/19

مياه الصرف المعالَجة فيها دواء

Jordan waste water 2
حقوق الصورة:Panos

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

”في الماء دواء“.. قد تبدو العبارة حكمةً عميقةً تحث على الإكثار من شرب الماء، ولكن في الواقع، هي نتائج أبحاث يجريها الباحث الأردني عثمان المشاقبة من الجمعية العلمية الملكية بالأردن، تؤكد وجود مستحضرات صيدلانية في مياه الصرف المعالجة.

فبالتعاون بين الجمعية والأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم، بدأ -منذ العام 2017- تمويل مشروع يُعنى بنشأة ومصير المخلفات الصيدلانية من مصادرها إلى المسطحات المائية والسلسلة الغذائية، إذ جرى جمع العينات من المياه المعاد استخدامها.

تنبع أهمية البحث من شيوع استخدام المياه المعالَجة في الزراعة بين العديد من دول المنطقة، على رأسها مصر وتونس والأردن، وحتى الآن تُعَد هذه الدراسة من الأبحاث المحدودة في هذا المجال.

عرض المشاقبة البحث خلال محاضرة ألقاها في مؤتمر الخليج الثالث عشر للمياه، المنعقد في الكويت في المدة من 12 إلى 14 مارس الجاري.

وأوضح أن خصوصية الوضع المائي في الأردن، أحد الأسباب التي تجعل للبحث أهميةً أكبر؛ فالبلاد تعيد تدوير 90% من مياه الصرف وتعالجها، فإذا اتضح أنه ظلت فيها بعد المعالجة نسب مرتفعة من المركبات الدوائية، ”فمن المهم تمكين صناع القرار من بيانات استرشادية كالتي نجمعها، لاتخاذ الإجراءات المناسبة“.

وخلال البحث جُمعت عينات مياه من محطتين لمعالجة المياه العادمة بالأردن، وبعدها جرى إرسال العينات لتحليلها بمعمل في الولايات المتحدة الأمريكية، ونُشرت النتائج في ورقة علمية في عام 2018.

”إلا أن غياب الأرقام الاسترشادية المحددة للنسب المقبولة والمرفوضة من المكونات الدوائية في الماء، كان من أهم التحديات“، وفق المشاقبة.

قارن المشاقبة بين الأرقام في الأردن والأرقام والقياسات التي أُجريت في دول أخرى، حيث جرى اختبار نسب 18 عنصرًا مقارنةً بالنسب في دولة مثل الهند.

تُعَد الهند إحدى الدول الكبرى في مجال الصناعات الدوائية، مما خلق أهميةً أكبر لمشكلة تلوُّث الماء بالدواء، كما أن البحوث في هذا المجال بالهند مكثفة مقارنةً بدول أخرى.

بشكل عام، فإن معظم تركيزات المركَّبات المَقيسة في مياه الصرف بالأردن تقع ضمن نطاق المياه العادمة المبلغ عنها سابقًا في مياه الصرف بالهند، باستثناء الكافيين، وفق الدراسة.

وعن المرحلة المقبلة من الأبحاث يوضح المشاقبة أنه عمل على زراعة أنواع مختلفة من الخضراوات الورقية والجذرية والفاكهة بمياه الصرف المعالجة، لتقييم مدى انتقال المستحضرات الصيدلانية من تلك المياه إلى هذه الأغذية.

يعلق رضوان شكر الله -رئيس مختبر تملُّح المياه وتغذية النبات بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالمغرب- بأن المخلَّفات الدوائية تندرج تحت ما يسمى الملوِّثات متناهية الصغر، التي يصعب التخلص منها بالنمط التقليدي لمعالجة المياه.

وتابع: ”هناك العديد من الأبحاث لإيجاد حلول للتخلص من هذه الملوِّثات، منها ما يستخدم الأوزون أو أكسدة هذه المركبات وتحويلها إلى عناصر خاملة وغير فعالة“.

وعن غياب معايير استرشادية للنسب الخطرة من المركبات الدوائية في الماء، ذكر شكر الله أن دول الاتحاد الأوروبي تعمل على وضع هذه المعايير في الوقت الراهن.

 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا