Skip to content

25/05/15

أزمة المياه باليمن تستحكم والقتال يزيدها استحكامًا

Yemen poverty water
حقوق الصورة:Flickr/ EU Humanitarian Aid and Civil Protection

نقاط للقراءة السريعة

  • القتال الدائر باليمن يشيع اضطرابًا في شبكات المياه متأثرة بانقطاع طويل ومتكرر في الكهرباء
  • وإعطاب خطوط الإمداد بالمياه وتعطل طلمبات الرفع لنقص الوقود يضطر اليمنيين إلى شرب مياه قذرة ممرضة
  • وقد لا يجدون ما يشربونه أصلاً، ما يجعل البلاد على شفا كارثة مروعة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 ]القاهرة[ تقول الحكومة اليمنية إن الاشتباكات بسبب المياه صارت تقتل من الناس في السنوات القليلة الماضية، أكثر مما قتلت الاضطرابات التي تعصف بالبلاد منذ أربع سنوات وبلغت ذروتها فيما بين عامي 2011 و2012م.

وعلى نحو أكثر تفصيلاً، جاء بمقال نُشر أبريل الماضي بجريدة وول ستريت جورنال الأمريكية ”أن 80% من النزاعات في المناطق الداخلية بالبلاد تدور حول المياه، وتتسبب في مقتل 4000 يمني سنويًّا“.

تعداد اليمنيين الذين يعانون شحًّا شديدًا في الوصول لموارد مائية صالحة للشرب وصل أكثر من 20 مليونًا، أي ما يعادل 80٪ من السكان. 

 

عبد السلام ولد أحمد، المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة

وحتى في العاصمة صنعاء لا تتعدى نسبة المنازل المتصلة بشبكة المياه المحلية أكثر من 40% فقط، وفق ما أكد كاتبه مايكل كوجلمان، وهو زميل مشارك ببرنامج جنوب وجنوب شرق آسيا في مركز وودرو ويسلون.

وعلى حد قول عبد السلام ولد أحمد، المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، فإن تعداد اليمنيين الذين يعانون شحًّا شديدًا في الوصول لموارد مائية صالحة للشرب وصل أكثر من 20 مليونًا، أي ما يعادل 80٪ من السكان.

هذا العجز المائي كان يتوقعه الخبراء منذ عام 2010، حيث قالوا إن اليمن قد يكون البلد الأول الذي يستنفد مياهه.

وتمتد جذور الأزمة الحالية لما قبل اندلاع القتال الدائر حاليًّا بين تحالف عربي من جانب، وموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين من آخر، كما يقول ولد أحمد لشبكة SciDev.Net، مؤكدا أن ”اليمن سجل أعلى معدل شح للمياه على مستوى العالم؛ إذ كان يعاني أكثر من نصف السكان -13 مليون نسمة- صعوبات في الوصول لمصادر مياه نظيفة“.

أما الآن وبعد نشوب القتال منذ أواخر مارس الماضي فالوضع اقترب من ”انهيار كامل“، كما يصفه فوزي كراجة، كبير مسؤولي الموارد المائية والري بالمنظمة، فالصراع يفاقم أزمة ندرة المياه، ويصعب من الحصول على مياه صالحة للشرب.

ويضيف كراجة لشبكة SciDev.Net: ”أزمة نقص المياه تدفع البلاد دفعًا إلى شفا كارثة إنسانية كبيرة، وإذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة ستسقط في مزيد من الأزمات الإنسانية“.

يعد نصيب اليمني من المياه سنويًّا هو الأقل عالميًّا، حيث تقدر الموارد المائية المتاحة في اليمن بنحو 115 مترًا مكعبًا للفرد سنويًّا، وهو ما يعادل تقريبًا 2% من المعدل العالمي.

و”في ظل الصراع الحالي من المتوقع أن ينخفض نصيب الفرد ليصل إلى 55 مترًا مكعبًا للفرد سنويًّا“، كما يقول كراجة.

الأمر ذاته أكده عمر الحياني، صحفي مقيم في صنعاء ومتخصص في شؤون البيئة، فيروي لشبكة SciDev.Net: ”في المنطقة التي أقطن بها ومناطق أخرى مجاورة، وصلت أزمة المياه لمرحلة سيئة جدا، حتى إن الناس يصطفون أحيانًا لمدة تتجاوز 24 ساعة ليحصلوا على حصة من المياه“.

وطبقًا لرواية الحياني فإن الناس يستخدمون المياه الراكدة في السدود لأغراض الشرب والطهي.

والأزمة الأكبر في عدن، يقول الحياني: ”الآبار هي المصدر الوحيد للمياه هناك، وبسبب نقص موارد الطاقة يعجز السكان عن تشغيل محركات الطلمبات لضخ الماء منها“. فضلاً عن أن المياه تغور لأعماق أكثر سحقًا، ويضطر الناس إلى حفر الآبار على نحو أعمق.

تقدر الموارد المائية المتاحة في اليمن بنحو 115 مترًا مكعبًا للفرد سنويًّا، وهو ما يعادل تقريبًا 2% من المعدل العالمي. 

شهادات أخرى وردت على لسان موظفي الصليب الأحمر، حيث يقول كريج برنيت في إحدى مدوناته: إن شح المياه في اليمن دفع الناس للجوء إلى مصادر غير نظيفة وغير آمنة للحصول على مياه الشرب.

أزمة نقص المواد البترولية تزيد من تعقيد الموقف كما يؤكد كراجة، ”مما يثير القلق ما وردنا من تقارير تفيد بأن 40% من مزارعي القمح لم يتمكنوا من سقاية المحصول هذا العام؛ بسبب نقص المواد البترولية في الأسواق“، مشيرًا إلى دورها في تشغيل محركات ضخ المياه الجوفية، حيث تمثل نسبة الاعتماد على المياه الجوفية في الري 67%.

ويناشد صلاح الحاج حسن -ممثل منظمة الأغذية والزراعة باليمن- المجتمع الدولي توفير مضخات لرفع المياه الجوفية تعمل بالطاقة الشمسية؛ حلا لأزمة نقص الوقود، وذلك في الأماكن التي يصل فيها منسوب المياه الجوفية إلى أكثر من 150 مترًا تحت سطح الأرض.

يقول صلاح لشبكة SciDev.Net: ”نعمل مع الأمم المتحدة على تركيب مضخات مياه تعمل بالطاقة الشمسية في 7 محافظات“.

ومع انخفاض منسوب المياه الجوفية بمعدل 6-7 أمتار في السنة، يرى كراجة أن هذا الاستنزاف للمخزون المائي ينذر بمشكلة قد يستعصي حلها.

ويضيف: كي نتجنب انهيار المنظومة في صنعاء، فمن المهم السيطرة فورًا على عمليات استخراج المياه والتحكم في معدلاتها وإدارتها، وتعاون جميع الجهات المعنية إقليميًّا وعالميًّا.

 

 

 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا