Skip to content

23/09/19

مصر تمتلك تكنولوجيا إنتاج أغشية الإعذاب

Water Desalination Egypt
حقوق الصورة:Hosam Shawky/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • مصر على أعتاب إنتاج أول غشاء لإعذاب مياه البحر، محلي الصنع بالشرق الأوسط
  • خطوة واحدة تفصل عن امتلاك التقنية كاملة ويُنتظر قطعها نهاية العام الجاري
  • البعض يرى في امتلاك تكنولوجيا تصنيع الأغشية ”قضية أمن قومي“

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] وضع فريق بحثي مصري قدمًا على طريق الوصول إلى أول غشاء محلي الصنع، لتحلية مياه البحر في الشرق الأوسط، ليكون جاهزًا للاستخدام مع نهاية العام الجاري.
 
سبق للتحالف القومي للمعرفة والتكنولوجيا في مجال تحلية مياه البحر -والذي يضم تخصصات كيميائية وهندسية من الجامعات ومراكز البحوث المصرية- إنجاز المراحل الثلاث لإنتاج الغشاء على المستوى الصغير ’1.8 بوصة‘، وتوصل على المستوى الصناعي الكبير ’8 بوصات‘ إلى امتلاك تكنولوجيا مرحلتين، انتهت الثانية في أغسطس الماضي، ويعمل حاليًّا على المرحلة الثالثة التي تنتهي بنهاية 2019.
 
المراحل الثلاث هي تصنيع ماكينة صب أغشية الضغط الإسموزي المنعكس، ثم تصنيع ماكينة لطلائها، وأخيرًا الماكينة الخاصة بلف تلك الأغشية.
 
وبدأ التحالف مع انطلاق مشروعه الممول من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المصرية في أوائل عام 2017 بالخطوة الأصعب والأخيرة وهي ابتكار ماكينة اللف، التي جُرِّبت على أغشية غير ملفوفة مستوردة من الخارج، ثم عمل التحالف بالتوازي على تصنيع ماكينتي صب الغشاء وطلائه، وانتهوا من ماكينة الصب.
 
يقول حسام شوقي رئيس الفريق البحثي، ومدير مركز التميز المصري لأبحاث تحلية المياه بمركز بحوث الصحراء- لشبكة SciDev.Net: ”من المخطط بنهاية العام الجاري الانتهاء من ماكينة الطلاء، لنستطيع حينها إنتاج أول غشاء محلي الصنع للتحلية في الشرق الأوسط“.
 
يشير شوقي إلى أن الغشاء سيُستخدم في محطات التحلية المتنقلة في محافظات مصر الحدودية، والتي كانت أحد مُخرَجات التحالف.
 
وتعمل حاليًّا مصانع وزارة الإنتاج الحربي على إنتاج كمي لهذه المحطات المتنقلة، وفق بروتوكول موقع بين الوزارة والأكاديمية، وتتضمن المرحلة الثانية من البروتوكول تزويد المحطات -التي تعتمد في الوقت الراهن على أغشية مستوردة- بباكورة إنتاج أغشية محلية الصنع، وفق شوقي.
 
وعن الخطوة التي جعلتهم أقرب إلى تحقيق هذا الحلم، وهي ابتكار ماكينة الصب، يوضح وائل خير الدين -الأستاذ بكلية الهندسة بجامعة أسيوط، ورئيس فريق المهندسين الذي عمل على تصميمها- أن العمل على إنجاز هذه الماكينة تطلَّب تعاونًا بين فريق من الكيميائيين والمهندسين.
 
”وتَكلَّف إنتاج الماكينة حوالي مليوني جنيه مصري (123 ألف دولار أمريكي)“، وفق خير الدين.
 
يلفت خير الدين إلى أن الماكينة لا تقدر بثمن؛ لأنه يصعب توفيرها من خلال الشركات المنتجة لها، والتي لا تتجاوز 6 شركات في العالم، ”حتى إن تمكنَّا من توفيرها فهي بلا قيمة، طالما لا نستطيع تشغيلها، وهذه هي قيمة التعاون الذي أثمر عن امتلاك سر صب الأغشية من خلال تلك الماكينة“.
 
وتُظهر الاختبارات التي أُجريت على الغشاء المصنَّع قبل دخوله مرحلة الطلاء، أنه متوافق مع المواصفات المطلوبة من حيث نفاذية الغشاء وتوزيع الفتحات الموجودة فيه كمًّا ونوعًا.
 
ومع اكتمال خط الإنتاج بنهاية العام الجاري، يمكن إنتاج غشاء تحلية كل عشر دقائق، ومن المتوقع أن يكون ثمنه حوالي 3 آلاف جنيه للغشاء (185 دولارًا أمريكيًّا)، وهو مبلغ أقل بكثير من ثمن الغشاء المستورد، كما يؤكد خير الدين.
 
وحول تعميم الأغشية على محطات التحلية الكبيرة يقول خير الدين: ”ما سيقدمه خط الإنتاج الخاص بالتحالف سيكون مخصصًا لخدمة محطات التحلية المتنقلة، ولكن إذا أردنا تعميمها على محطات التحلية الكبيرة في مصر والعالم العربي، فلا بد من إنشاء مصنع كبير طاقته الإنتاجية غشاء كل دقيقتين على الأقل، لتلبية احتياجاتها“.
 
وتستبدل محطات التحلية كل عامين بأغشية التحلية أغشيةً أخرى جديدة، وهو ما يتطلب طاقة إنتاجية كبيرة، لا يستطيع خط إنتاج التحالف الوفاء بها.
 
يرى وائل عبد المعز مدير مركز ’تطوير المشروعات وتكنولوجيا الأبحاث العلمية‘ بمصر- أن ما يطالب به خير الدين، لا بديل له، واصفًا امتلاك سر تصنيع تلك الأغشية بأنه ”قضية أمن قومي“.
 
ويقول: ”في وقت من الأوقات قد يكون لديك المال ولا تستطيع شراء أغشية التحلية، إذا اتخذت قرارات سياسية تمنع توريدها لك، وقتها ستواجه أزمةً كبيرةً ونقصًا حادًّا في المياه الصالحة للشرب“.
 
ورغم أن الفريق البحثي للتحالف يؤكد أن السعر المحلي للأغشية سيكون أقل من المستورد، إلا أن عبد المعز يؤكد أنه ”حتى لو كان السعر المحلي أعلى من نظيره المستورد، فيجب دعم هذا المشروع؛ لأن مثل هذه المشروعات لا تقاس بمنطق الربح والخسارة“.
 
يشير عبد المعز إلى أن الدول التي تنتج تلك الأغشية لم تصل إلى أعلى مستوى لفصل الأملاح في السنة الأولى من الإنتاج؛ فالأمر يأخذ سنوات من المحاولة.
 
”لذلك يجب دعم المشروع، حتى لو حقق نسبة فصل لا تتجاوز 50%“.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا