Skip to content

28/08/15

احذروا يا عرب.. المياه الجوفية تُستنزف بشدة

Arabian Aquifer System
حقوق الصورة:Flicker/ NASA Goddard Space Flight Center

نقاط للقراءة السريعة

  • خزان المياه الجوفية العربي الذي يعد مصدر مياه مهمًّا لأكثر من 60 مليون نسمة، هو الأكثر استنزافًا في العالم
  • اقتراح بإعادة تغذية الخزان عن طريق مياه الصرف المعالجة
  • خبراء عرب يرفضون، وتوصية بإنشاء هيئة تدير الخزان، يتناوب إدارتها سنويًّا الدول المتشاركة فيه

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

]القاهرة[ كشفت دراستان جديدتان أن خزان المياه الجوفية العربي من الأكثر استنزافًا بين سبعة وثلاثين خزانًا حول العالم.

وثمة 12 طبقة أخرى حاملة للمياه الجوفية في الكوكب، دُرست بين عامي 2003- 2013، تُستنفَدُ مياهها لإفراط الاستهلاك البشري، رغم قلة البيانات الدقيقة عن كمية المياه المتبقية في هذه الطبقات، كما تشير إحدى الدراستين اللتين أجريتا في جامعتين: تايون الوطنية، وجامعة كاليفورنيا-إرفين.

اللافت أن أغلب طبقات المياه الجوفية المستنزَفة تقع في المناطق الأكثر جفافًا في العالم، والتي يعتمد سكانها على المياه الجوفية بشكل كبير، ويُتوقع أن تزيد مشاكل التغيّر المناخي والنمو السكاني الأمور سوءًا.

استخدمت الدراستان بيانات من قمري وكالة ناسا الاصطناعيين، المخصصَين لتغطية حقل الجاذبية واختبار المناخ (GRACE)، معتمدة حدود طبقات المياه الجوفية المعرفة من قِبل برنامج تقييم ورسم الخرائط الهيدروجيولوجية على مستوى العالم (WHYMAP).

 

”تحلية مياه البحر وحقنها في طبقات المياه الجوفية هي الطريقة المُثلى لإعادة شحن الخزانات الجوفية"
 
محمد جاد أستاذ المياه الجوفية ورئيس وحدة النماذج الرياضية بمركز بحوث الصحراء

وتم وصف كامل فواقد المياه الجوفية في العالم عن طريق قياسات القمرين الاصطناعيين للانخفاضات والارتفاعات في جاذبية الأرض المتأثرة بكتلة الماء.

عدم وجود أي تجديد طبيعي لمياه الخزان العربي هو السبب الذي عزت إليه الكاتبة الرئيسة للدراسة، ألكسندرا ساشا ريتشي، معدل النضوب القوي، الذي ينقص عشرة ملليمترات سنويًّا، يزيد عن هذا أو يقل بنحو ملليمتر واحد، أو (-9.1 ملليمتر/ سنة، +/- 0.9) تحديدًا.

وأوضحت الباحثة في قسم الهندسة المدنية والبيئية بجامعة كاليفورنيا، إرفين بالولايات المتحدة، لشبكة SciDev.Net: ”الخزان يقع تحت المملكة العربية السعودية، لكنه يمتد إلى اليمن، وعُمان، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، والعراق، وسوريا، والأردن“.

أيضًا تضمنت نتائج الدراسة، المنشورة بدورية ’بحوث الموارد المائية‘ في 16 يونيو الماضي، معدلات الاستنزاف في الخزانات الأخرى بالمنطقة العربية.

ووفق ريتشي فإن معدل نضوب خزان الحجر الرملي النوبي (-2.9 ملليمتر /سنة +/- 0.9)، أحد أكبر مستودعات المياه الجوفية بالعالم، والذي يقع تحت كل من مصر وليبيا والسودان وتشاد، كان الأدنى مقارنة بطبقات المياه الجوفية المستنفَدة العربية الأخرى.

أما حوض مرزق-دجادو، الواقع في شمال أفريقيا تحت ليبيا، الجزائر، النيجر، والقليل منه في تشاد، فكان معدل استنزافه متوسطًا، وبلغ (4.3 ملليمترات /سنة +/- 0.5)، في حين يضاهي معدل نضوب خزان شمال غرب الصحراء الكبرى الذي يقع أغلبه تحت الجزائر وليبيا معدل الخزان النوبي.

تنصح ريتشي باستخدام تقنيات الري الفعالة قدر الإمكان لتقليل هدر المياه الجوفية، كما تقترح طرقًا لتعويض الاستنزاف من خلال إعادة تغذية خزانات المياه الجوفية بشكل مصطنع عندما يكون ذلك ممكنًا، وقالت: ”يمكن إعادة شحن الخزانات باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة“، مشيرة إلى تجربة في جنوب كاليفورنيا.

يرفض محمد جاد -أستاذ المياه الجوفية ورئيس وحدة النماذج الرياضية بمركز بحوث الصحراء- الحل المقترح، مشيرًا إلى أنه ”أسوأ اختيار، وعواقبه وخيمة على صحة الإنسان“.

وأضاف لشبكة SciDev.Net: ”المياه المعالَجة -سواء مياه الصرف الصحي أو الصناعي أو الزراعي- مجالها الوحيد هو الاستخدام في زراعة الأشجار الخشبية أو نباتات الزينة، لكنها أبدًا ليست الوسيلة المثالية لإعادة شحن المياه الجوفية“.

وأشار الخبير الهيدروجيولوجي، إلى أن ”تحلية مياه البحر وحقنها في طبقات المياه الجوفية هي الطريقة المُثلى، لكنها مكلفة للغاية؛ إذ يحتاج اللتر المكعب إلى نصف دولار لتحليته“، بالإضافة إلى أن عملية الحقن في طبقات المياه الجوفية مكلفة وتحتاج لمعدات خاصة.

واستدرك جاد قائلا: ”لكن حديث الإمكانيات المادية لا يبدو ملائمًا لدول الخليج، التي يمكنها الإنفاق على هذا المشروع الحيوي“.

يتفق مع الرأي السابق حسين العطفي، وزير الموارد المائية المصري الأسبق، والأمين العام للمجلس العربي للمياه، وأضاف لشبكة SciDev.Net بُعدًا آخر انطلق من نتيجة الدراسة، والتي كشفت عن أن الخزان النوبي، كان الأقل نضوبًا، رغم كونه أحد أكبر مستودعات المياه الجوفية في العالم.

وعزا العطفي ذلك إلى وجود هيئة تدير الخزان، ويتناوب على إدارتها كل عام شخص يمثل دولة من الدول الأربع المتشاركة في الخزان، وتطبق تلك الهيئة عدة معايير في إدارته، أهمها معدلات السحب الآمن من المياه، حتى يمكن الحفاظ على استدامة هذا المصدر.

ولفت العطفي إلى أن توافر المعلومات عن الخزان ساعد على إدارته بشكل جيد، وهي تجربة يسعى المجلس إلى تعميمها، لكن بعد توفير المعلومات الكافية عن خزانات المياه الجوفية الأخرى في المنطقة.

كان المجلس قد انتهى شهر يوليو الماضي من المرحلة الأولى لمشروع استخدام تكنولوجيا الاستشعار عن بُعد وصور الأقمار الاصطناعية في إدارة الموارد المائية، ينفذه بالتعاون مع وكالة ناسا في المغرب وتونس والأردن ومصر ولبنان، بهدف توفير المعلومات عن خزانات المياه الجوفية، وستشمل المرحلة الثانية إلى جانب استكمال العمل في الدول الخمس، تنفيذ شق إقليمي يغطي جميع الدول العربية.

 

 طالع ملخص الدراسة الأولى

طالع ملخص الدراسة الثانية
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا