Skip to content

24/03/16

الاستعداد لتوديع الري بالغمر يحيي ابتكارًا بمصر عمره عقد

irrigation
حقوق الصورة:Scidev.Net/ Hazem Badr

نقاط للقراءة السريعة

  • القلق من تداعيات سد النهضة الإثيوبي على حصة مصر من المياه يحيي ماكينة ري بالرش
  • مبتكر الماكينة حاصل على براءة اختراع لها منذ 11 سنة، وتكلفتها زهيدة، واستخدامها سهل
  • بادرة لمحاولة إنتاجها على نطاق تجاري، ودعم بيعها للمزارعين من خلال البنوك الزراعية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] لم تلق ماكينة للري بالرش اهتمامًا من الجهات المعنية بمصر رغم حيازة مبتكرها براءة اختراع عام 1995، وباءت محاولات تعميمها بالفشل رغم حصوله على خطاب توصية بذلك من مركز البحوث الزراعية المصري.

ويبدو أن استشراف البلاد للتداعيات السلبية التي قد يخلفها سد النهضة العظيم على حصة مصر من المياه البالغة 55 مليار متر مكعب، والتي يذهب جلها لأغراض الري، منح الابتكار قبلة الحياة.

مؤخرًا اختُبرت الماكينة أكثر من مرة عامنا هذا، جرت أخراها بحديقة ديوان وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بمصر، في حضور مسؤولين من وزارة الري والموارد المائية.

النتائج كانت إيجابية للغاية، كما يقول عيد حواش، المستشار الإعلامي لوزير الزراعة، مضيفًا: ”تقرر على إثرها تشكيل لجنة تضم خبراء من مركز البحوث الزراعية؛ لاختبار الماكينة على نطاق أوسع، ومن ثَم تعميمها“.

حواش يرى أن الماكينة تخدم أهداف الوزارة في الفترة الراهنة، ومن بينها تطوير أساليب الري؛ لمواجهة التداعيات المستقبلية للسد الإثيوبي.

الماكينة عبارة عن مقطورة صغيرة، مثبت عليها مضخة مياه ارتوازية، تدار بمحرك ديزل أو بنزين مثبت عليها، وتصل فتحة سحب المياه للمضخة بخرطوم، بينما تتصل فتحة الطرد بمواسير تنتهي بمحبس ذي مدفع ذاتي الحركة للري بالرش.

آلية عمل الماكينة يشرحها مبتكرها المهندس هديب خليفة، حيث يقول لشبكة SciDev.Net: ”عند إنزال خرطومها في قناة ري مثلًا تقف موازية لها، وبعد تشغيل المحرك تسحب المياه من القناة وتدفع تحت ضغطٍ عالٍ في المواسير، وبفتح المحبس يندفع رذاذ المياه عاليًا وبعيدًا ليروي مساحة من 30 إلى 50 مترًا في الاتجاهات كافة، خلال دورانه الذاتي المستمر، وبتغيير أماكن المقطورة تُروى كل المناطق المراد ريها“.

وعلى حد قول خليفة فإن الماكينة ستسهم -حال تعميمها- في توفير نحو 24 مليار متر مكعب من المياه سنويًّا، عند استخدام قنوات الري مصدرًا للماء، أو توفير كل مياه النيل المستخدمة في الري، أي نحو 48 مليار متر مكعب سنويًّا، حال استخدام الآبار السطحية مصدرًا للمياه، بدلًا من مياه النيل والترع.

هذا التوجه صار مطلبًا حيويًّا، كما يعلق مغاوري شحاتة دياب، أستاذ مصادر المياه، ورئيس جامعة المنوفية الأسبق. ويضيف دياب لشبكة SciDev.Net: ”لن يكون مقبولًا في المستقبل القريب كم هدر المياه الذي نشهده بسبب الري بالغمر لنحو 7 ملايين فدان من الأراضي الزراعية في الدلتا والوادي“.

ورغم أن دياب يثمن الابتكار، لكنه يتساءل عن الأسباب التي تدفع الحكومة إلى تبنيه، بينما توجد أنظمة أخرى للري أثبتت كفاءة، ولا تحتاج للتجربة، ونجاحها مضمون، مثل أنظمة الري بالتنقيط المستخدمة في أغلب دول العالم، وأنظمة الري بالرش المتنقل.

يرد خليفة قائلًا: تكلفة الماكينة لن تزيد على ثلاثة آلاف جنيه مصري (330 دولارًا أمريكيًّا)، ”في حين يتكلف إنشاء نظام ري بالتنقيط للفدان الواحد أكثر من ثلاثة أضعاف هذا المبلغ“.

ويردف: ”أي أننا بحاجة إلى ما يقرب من 60 مليار جنيه مصري لتعميم هذا النظام في الأراضي الزراعية بمصر“.

كذلك يؤكد خليفة أن الماكينة سهلة الاستخدام، ولا تحتاج إلى مجهود كبير للتدريب عليها، أما نظام الري بالتنقيط فمعقد، وقد يصعب على الفلاح المصري التعامل معه بسهولة.

أما حواش فيرى حاجةً إلى تعاونِ أكثرَ من جهة، لا وزارة الزراعة فحسب. مضيفًا: ”في ضوء التجربة العملية التي شاهدناها، أتوقع أن يكون تقرير اللجنة المعنية بالتعميم إيجابيًّا، وفي هذه الحالة سنتواصل مع وزارة الإنتاج الحربي، بشأن محاولة إنتاجها على نطاق تجاري، ودعم بيعها للمزارعين من خلال البنوك الزراعية“.

 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا