Skip to content

27/10/20

ارتفاعات مخارج سد النهضة واقع يفرض خطة الملء والتشغيل

Ethiopian Dam 1 Lou (FILEminimizer).JPG
حقوق الصورة:Ethiopian Electric Power Corporation

نقاط للقراءة السريعة

  • المواصفات الهندسية لسد النهضة تحدد بنود التفاوض بشأن الملء والتشغيل
  • في حال حدوث موجة جفاف، ستعاني دول المصب شحًّا مائيًّا
  • ثمة غفلة عن نوايا إثيوبيا وخططها لبناء سدود أخرى

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] تُجري مصر والسودان وإثيوبيا جولةً جديدةً من المفاوضات، التي تُستأنف اليوم بعد نحو شهرين من انسحاب الجانب المصري من المحادثات بشأن سد النهضة المُقام على النيل الأزرق.

ودعت دراسة إلى عدم تجاهُل بعض المواصفات الهندسية لسد النهضة الإثيوبي في أثناء المفاوضات حول مرحلة الملء الأولى والتشغيل طويل الأمد للسد.

”يتوجب على المفاوضين أخذها في الاعتبار في أثناء التفاوض“، وفق الباحث محمد بشير، المؤلف المشارك في الدراسة، وطالب الدكتوراة في قسم الهندسة الميكانيكية والفضاء والهندسة المدنية، بجامعة مانشستر بالمملكة المتحدة.

الدراسة المنشورة سبتمبر الماضي بدورية ’وان إيرث‘، ركزت على تحديد قدرة ’مخارج‘ السد على إطلاق المياه في اتجاه مجرى النهر.

وكان الهدف منها ”تحديد مدى قدرة السد على تنفيذ اتفاقية افتراضية مشابهة لمخرجات جولات واشنطن، وتحديد ما إذا كانت المخارج المصممة في السد تسمح بتنفيذ هذه الاتفاقية إذا جرى التوافق حولها“.

على سبيل المثال، ”من مخرجات مفاوضات واشنطن أن يجري الملء في شهري يوليو وأغسطس، ولكن وفق الدراسة فإنه فيما بعد سنوات الجفاف، يؤدي التصميم الهندسي للسد إلى امتداد الملء إلى سبتمبر وأكتوبر؛ نظرًا لانخفاض منسوب المياه في البحيرة الذي يؤدي إلى انخفاض قدرة السد على تمرير المياه“.

يحتوي السد على خمسة أنواع من المخارج: الأول لتحويل مجرى النهر؛ حيث يقترب موقعها من باطنه، ويمكن استخدامها فقط عند مستويات منخفضة جدًا للبحيرة، بهدف تحويل المسار خلال مرحلة البناء، كما يوضح بشير.

وفي جسم السد، على ارتفاع 565 مترًا فوق سطح البحر، يفتح النوع الثاني من المخارج التي تخص تشغيل التوربينات.

أما النوع الثالث فهو عبارة عن مخرجين سُفليين لتمرير المياه إلى دول المصب في حال عدم كفاية التصريفات الواردة من مخارج التوربينات.

يوضح بشير: ”لو انخفض مستوى المياه في بحيرة السد إلى مستوى منخفض، فستنخفض قدرة السد على تمرير المياه حتى إعادة الملء“.

أما رابع أنواع المخارج، فهو على ارتفاع 625 مترًا فوق سطح البحر، وذو قدرة تصريف مرتفعة، ”وهذا هو مستوى التشغيل طويل الأمد، الذي سيصل إليه السد بعد الانتهاء من ملء البحيرة، وحينها يمكن للسد تمرير المياه بصورة كافية في كل الظروف“، وفق بشير.

إلى جانب هذه المخارج توجد مخارج طوارئ دون بوابات، على ارتفاع 640 مترًا فوق سطح البحر، هدفها منع تجاوُز مرور المياه أعلى جسم السد في حال الفيضانات الشديدة.

حقوق الصورة: One Earth – Cell Press Journal

يوضح بشير أن الدراسة لا تهدف إلى تقديم نصائح أو تقييم سيناريوهات الملء المطروحة، ولكنها محاولة لفهم الرابط بين هندسة السد وقدراته على تصريف المياه، والإجابة عن سؤال: ماذا سيحدث إذا انخفض مستوى المياه في بحيرة السد بعد الملء أو في أثنائه؟

يقول بشير لشبكة SciDev.Net: ”لاحظنا أن الخواص الهيدروليكية للسد تفرض واقعًا، مفاده أنه كلما ارتفع مستوى المياه في البحيرة، زادت قدرة السد على تمرير المياه، وفي حالة سد النهضة تحديدًا، إذا انخفض مستوى البحيرة خلال الملء عن 590 مترًا فوق مستوى سطح البحر، فسيؤدي هذا إلى إعاقة قدرة السد على تمرير كمية المياه المتفق عليها في جولات واشنطن“.

عن مشكلة تأثير سد النهضة الإثيوبي والسد العالي في مصر معًا، يعلق هشام بخيت، الأستاذ بقسم الري والهيدروليكا في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وعضو اللجنة الفنية المصري لمفاوضات سد النهضة.

يقول بخيت لشبكة SciDev.Net: ”سدان كبيران ورئيسان جرى تشييدهما على النهر ذاته، بسعة تخزينية إجمالية تعادل 280٪ من متوسط التدفق الطبيعي السنوي للنهر، ومع ذلك لا يوجد بينهما اتفاق للتعاون“.

وأوضح بخيت أنه خلال جولات واشنطن، كان هناك اتفاق على عدم خفض مستوى بحيرة سد النهضة عن 603 أمتار فوق سطح البحر؛ لأنه المستوى الذي يحقق لدول المصب قدرًا كافيًا من تصريف المياه. أما مستوى التشغيل الأمثل فهو 625، ويأتي بعده مستوى 640 مترًا فوق سطح البحر، وهو مستوى التشغيل الكامل.

وشدد بخيت -في كلمة ألقاها خلال أسبوع القاهرة للمياه، الذي انعقد خلال أكتوبر الجاري- على أن التعاون والتنسيق ومشاركة البيانات أمرٌ جوهري.

يقول بخيت: ”تقدمت مصر بمقترح خاص بالتكيف خلال مفاوضات واشنطن، نص على أنه في حال حدوث موجة جفاف، فإن دول المصب ستعاني شُحًّا مائيًّا، كما سيتأثر معدل الماء الوارد إلى دول المنبع، لكن بما أن الهدف من إنشاء السد توليد الكهرباء لإثيوبيا، فإن تمرير المياه سيُسهم في تشغيل التوربينات، وبالتالي تحقيق هذا الهدف وتخفيف عبء الجفاف من على كاهل دول المصب“.

ولا تزال عملية استكمال البناء جارية لأحد الممرات المهمة، الذي يقع في المنطقة الوسطى من جسم السد، ”هذا الممر هو المسؤول حاليًّا عن تمرير مياه الفيضانات“، كما يوضح بشير.

”وفي العام القادم من المفترض أن يصل ارتفاعه إلى حوالي 595 مترًا فوق سطح البحر، ما يعني استمرار تصريف المياه من خلال هذا الممر، أما في العام التالي وهو 2022، فسيكون بناء الممر قد وصل إلى مستوى عالٍ، وبالتالي ستتحكم المخارج الأخرى في تمرير المياه“.

وأجرى بشير بالتعاون مع فريق بحثي محاكاةً لإستراتيجية ملء مشابهة لتلك التي جرى الاتفاق عليها في جولات واشنطن، وافترضوا في السيناريو الأول أن السد يمكنه تمرير أي كمية من المياه بغض النظر عن مستوى ارتفاع البحيرة، بعد ذلك أدخلوا القيود الهندسية الواقعية على هذا النموذج لاختبار ما سيحدث.

يقول بشير: ”استخدمنا 34 من السيناريوهات المختلفة لجريان النيل الأزرق بتحديات مختلفة، كأن يصادف الملء سنوات جفاف، أو فيضان أو غيرها، ولاحظنا أنه في أغلب السيناريوهات لا تحدث أية مشكلات فيما يلي قدرة السد على تمرير المياه، ، واحتمال انخفاض مستوى البحيرة في أثناء الملء، وبالتالي إعاقة قدرته على تمرير المياه كانت محدودة“.

يرى الدكتور الصادق شرفي -مستشار الوفد السوداني المفاوض في محادثات سد النهضة- أن جميع السيناريوهات المطروحة في الدراسة لا تأخذ في الاعتبار خطة إثيوبيا لبناء سدود أخرى، كما أنه لا بد أن يراعي النموذج مدى الاحتياج الإثيوبي للكهرباء، فهو أحد أهم المؤثرات على كمية المياه التي سيجري تصريفها.

 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا