Skip to content

15/02/19

قبلة حياة لمهنة ’طالع النخل‘ بمصر

palm climber
حقوق الصورة:Hazem Badr / SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • مهنة ’طالع النخل‘ إلى زوال في مصر
  • عزوف من أرباب المهنة عن توريثها للأبناء
  • لكنهم رحبوا برافعة هيدروليكية بدلًا من التسلق وأخطاره

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

القاهرة] يحجم أرباب مهنة ’طالع النخل‘ بمصر عن توريثها، رغم الحاجة إليهم، وقل عدد الذي يمتهنونها حتى كادوا ينقرضون.

ولهذا يعاني أصحاب نخيل البلح في محافظة الوادي الجديد المصرية، رغم كثرة النخل.

حلًّا للمشكلة، ورفعًا للمعاناة، وقع مسؤولو المحافظة اتفاقية مع ’الهيئة العربية للتصنيع‘ لإنتاج أربع رافعات هيدروليكية للنخيل.

وطالع النخل مهنة تراثية لا تزال تحتفظ بطريقتها البدائية المتوارثة؛ إذ يتسلق النخلة شخص مدرب مرتين سنويًّا، الأولى لتقليم جريد النخل وتنظيفه، والثانية لجلب الثمار.

أما فكرة الرافعات فقد خرجت من مؤتمر نظمته نقابة المهندسين بالمحافظة في شهر أكتوبر من عام 2017، حول الصناعات القائمة على نخيل البلح، وفق المهندس عادل ربوح، رئيس النقابة.

يحكي ربوح لشبكة SciDev.Net: وقتها تكررت الشكوى على لسان كثير من المشاركين، من أن العاملين بمهنة ’طالع النخل‘ إلى زوال، بسبب أخطارها، الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل أعمال تنظيف وتقليم النخل التي تعتمد عليها بعض الصناعات.

ويتابع ربوح: ”استفدنا من مشاركة مندوبين من الهيئة، وطلبنا -في وجود مسؤولي المحافظة- تصميم رافعة تحل المشكلة“.

بعد 6 أشهر تم تصنيع نموذج، شاهد وفد من نقابة مهندسي الوادي الجديد تجربة تشغيله في مصنع للهيئة، ثم وقع اتفاق في ديسمبر الماضي لتصنيع أربع رافعات بتكلفة 210 آلاف جنيه مصري (12500 دولار أمريكي)، للوحدة الواحدة.

سوف تؤجر المحافظة الرافعات لأصحاب النخل من خلال الجمعيات الزراعية.

تعمل الرافعة بجهاز تحكم عن بعد، يستخدمه ’الطالع‘ ليرتفع بها وهو يقف على الأسطوانة الدائرية التي تتوسطها، وهي أسطوانة غير مكتملة، بحيث تسمح للمزارع بالدوران حول النخلة بسهولة، وعندما ينتهي من مهمته يعطي أمرًا للرافعة بالهبوط إلى أسفل.

ووفقًا لخطاب موجه من المهندس مصطفى سلامة، رئيس القطاع الفني بالهيئة العربية للتصنيع لنقابة مهندسي الوادي الجديد، تتحمل هذه الأسطوانة حمولةً تصل إلى 250 كجم، وروعي في تصميمها أن تلائم أقصى قطر للنخلة ’90 سم‘.

وتعتمد في تشغيلها على مولد كهربائي بجهد 380 فولتًا إلى 5 كيلو وات، ويمكن تحريكها بين مزارع النخيل المختلفة بواسطة جرار زراعي.

ورغم ما قد يتبادر إلى الذهن من استقبال سلبي للرافعة من قبل طالعي النخل، إلا أن محمد أبو حسين الذي يحترف تلك المهنة، فاجأنا بقوله: ”بالعكس نحن في أمس الحاجة إليها“.

يوضح أبو حسين للشبكة: ”عملية تنظيف جريد النخل وتقليمه حرفة لها قواعد، ولكننا نحجم عن توريثها لأبنائنا بسبب أخطار السقوط في أثناء العمل، الذي قد يفضي إلى الوفاة“.

ويضيف: ”الآن نستطيع توريثها لأبنائنا“، مشيرًا إلى أنها مهنة موسمية، ”لا يمكن الاعتماد عليها وحدها  مصدرًا للدخل“.

توريث المهنة لآخرين سيزيد من عدد العاملين بها، الأمر الذي سينعكس إيجابيًّا على الشركات التي تستفيد من نواتج النخيل الثانوية.

يقول المهندس محمد درويش، مدير إحدى الشركات المعنية بتصنيع منتجات خشبية من نواتج النخيل الثانوية: ”في بعض القرى التي نتعامل فيها مع مزارعي النخيل لا يكون في القرية سوى شخص أو اثنين يعملان بمهنة تسلق النخل، وأتصور أن الوضع سيختلف مع هذه الرافعة، فدرجة الأمان والسلامة التي توفرها ستزيد من أعداد العاملين“.

وبخلاف أن هذه الزيادة ستختصر كثيرًا من الوقت وتقضي على مشكلة انتظارهم في بعض الأوقات لأيام، لعدم جاهزية متسلق النخلة للصعود، فإنها من ناحية أخرى ستخفض من تكاليف تلك العملية.

يؤكد درويش: ”مع ندرة عدد العاملين بالمهنة، يرتفع سعر الخدمة، ولكن في وجود الكثرة، فإن فرصة انخفاض السعر ستكون كبيرة“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا