Skip to content

15/04/19

الصوابين اللعبية تغري أطفال المخيمات بالتطهر

Toy Soap
حقوق الصورة:Julie Watson / SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • حفز أطفال المخيمات على النظافة بصابون فيه لعب حسّن من أحوالهم وعاداتهم الصحية
  • الحفز على النظافة ليس كافيًا، وتوفير المرافق والأدوات والمستلزمات أهم
  • الظروف الصحية بالمخيمات غالبًا ما تكون متواضعة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[لندن] أوصت دراسة بدمج لعب صغيرة في قطع الصابون؛ لتحسين عادات غسل اليدين لدى أطفال المخيمات، وقالت إن هذا قد يحد جذريًّا من انتشار العدوى والأمراض الخطيرة المسببة للوفاة بين اللاجئين.

وخلص الباحثون الذين أجرَوا الدراسة إلى هذه النتيجة بعد مراقبة مخيم ’شاريا‘ بمحافظة دهوك العراقية، المُعَد للاجئين من الداخل.

المستهدف كان تشجيع غسل اليدين على نحوٍ أفضل بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و14 عامًا، فانتظامهم على هذه العادة قد يخفض الإسهال وأمراض الرئة بنسبة 20%.

وللحض على غسل اليدين، قدّم فريق من كلية لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة دروسًا للتوعية بالمبادئ الأساسية للنظافة الصحية إلى 80 أسرة بالمخيم، اختيرت بطريق عشوائية.

وتلقَّى نصف هؤلاء إمدادات من خمس قطع صابون عادية، وهذه محض مجموعة ضابطة، والنصف الآخر قطعًا شفافة بداخلها لعب صغيرة، وهؤلاء هم محل التجربة.

وفق الوارد في الدراسة، المنشورة في عدد مارس من المجلة الدولية للنظافة والصحة البيئية، غلب غسل اليدين على المجموعة التجريبية، التي بأيدي أطفالها صوابين لعبية.

زاد استعمال أطفال المجموعة التجريبية للصابون عند غسل اليدين بأربعة أمثال أطفال المجموعة الضابطة، وكان هذا في أوقات مهمة.

مثلًا غسل الأطفال أياديهم كلما ذهبوا إلى دورات المياه، أو قبل تناوُل الطعام ، أو عند تقديمه.

تُظهر النتائج أن مثل هذه التدخلات البسيطة "القائمة على الحفز" يمكن أن تكون فعالةً للغاية في تحسين عادات النظافة العامة، على حد قول جولي واتسون، الباحثة في مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، المؤلفة الرئيسة للدراسة.

تقول واتسون: ”صابون الألعاب لا يتطلب تكرارًا منتظمًا للرسالة الصحية الموجهة للأسر، وبالتالي فاستخدامه للموارد البشرية أقل، هذا بالإضافة إلى أن التكلفة الأعلى قليلًا لهذا الصابون لا تكاد تُذكر، مما يجعل هذا التدخل رخيصًا وفعالًا“، خاصةً في حالات الطوارئ الإنسانية.

استمرت الدراسة من مارس إلى أبريل 2018.

قبلها، كان معدل انتشار غسل اليدين بين الأطفال في كلتا المجموعتين حوالي 30%. وارتفعت النسبة في نهاية الدراسة إلى 40% بين الأطفال الذين لديهم صابون الألعاب، في حين انخفضت إلى 13% بين أقرانهم في المجموعة الأخرى، مما يشير إلى أن الألعاب شجعت الأطفال على تبنِّي اعتياد غسل اليدين.

ووجد الباحثون أن 97% من الأُسَر التي لديها صابون الألعاب قد أنهوا قطعةً واحدةً على الأقل في أثناء المتابعة التي استمرت 4 أسابيع، ما يدل على أن أغلب الأسر انخرطت في الدراسة، وأنهى 39% القطع الخمس جميعها.

وثمة دليل يشير إلى كسر الصابون للحصول على اللعبة التي بداخلها في أسرة واحدة فقط.

تقول واتسون لشبكة SciDev.Net: ”إذا اكتشفنا أن اهتمام الطفل بالصابون يستمر مدةً قصيرةً فقط، فقد يكون التدخل مفيدًا للغاية في المراحل المبكرة من حالة الطوارئ؛ إذ تدفق البشر سريع، ومعدلات انتقال الأمراض المرتفعة. والحاجة إلى غسل الأيدي بالصابون فورية، قدر الإمكان“.

ومع ذلك، تؤكد واتسون: ”يجب إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان الأطفال سيواصلون غسل أيديهم بمجرد حصولهم على عدة ألعاب أم لا“.

تشيد ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان إيمان الشنقيطي بالدراسة، وتشير إلى أن المنظمة تدعم النهج المبتكر في تقديم الخدمات الصحية، خاصةً في مناطق النزاع.

وتوضح إيمان أن غسل الأيدي والنظافة أحد العوامل الرئيسية الحاسمة للصحة، ويُعَد الوصول إلى تغيير سلوك غسل اليدين تدخلًا أساسيًّا، إلا أن الاستدامة تمثل مشكلة، خاصة في حالات الطوارئ، ”إذ لا يكفي استخدام الحوافز لتغيير السلوك، بل يستوجب الأمر إمكانية الوصول إلى الأدوات والعتاد، مثل مرافق المياه والصرف الصحي والصابون، وغيرها“.

وتضيف: ”من المهم كذلك أن تكون هذه التدخلات مدعومةً بتدخلات تعزيز الصحة بين مقدمي الرعاية للأطفال. فقد لا تدوم الحوافز مدةً طويلة“.

أما كلير كيلباتريك -خبيرة الوقاية من العدوى بالمنظمة- فتوضح لشبكة SciDev.Net: ”من خلال عملنا على تغيير السلوكيات في أماكن الرعاية الصحية، يمكننا القول بأن الإجراءات التي من شأنها تحقيق التغيير الدائم، حاسمة ومعقدة، فتغيير السلوك متعدد الأوجه، وقد لا يعمل إجراءٌ واحدٌ على المدى البعيد أو الطويل“.

كذلك تلفت كيلباتريك إلى أن توقيت نظافة اليدين أمر مهم؛ ”فكيف يمكن للحوافز تحقيق غسل اليدين في الأوقات الحرجة، لا عشوائيًّا، لتراعي بذلك محدودية الموارد المتاحة؟“.

وتضيف: ”أيضًا ينبغي التركيز على الفهم المحلي العميق للمتأثرين“.

وعن التوسع في تطبيق هذا النهج بين اللاجئين والنازحين وفي مناطق الكوارث عمومًا، تقول إيمان لشبكة SciDev.Net: ”إن تأثير هذه التدخلات على خفض حالات الإسهال بين اللاجئين –على سبيل المثال- لم يُدرَس بعد، ونحن بحاجة إلى توليد أدلة لقياس التأثير قبل زيادته وتنفيذه على نطاق واسع“.

وتأمل واتسون أن ترى صابون الألعاب منتشرًا في حالات الطوارئ الشديدة، على الأقل كاستجابة أولية سريعة تمنع فاشيات الأمراض.
 
ثمة ما يزيد على 200 مليون شخص مشرد حول العالم، وفقًا لتقرير المساعدة الإنسانية العالمية 2018. يعيش معظمهم في مخيمات اللاجئين، حيث تكون الظروف الصحية غالبًا متواضعة. ما يتسبب في اجتياح الأمراض.

  
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا