Skip to content

20/10/16

س و ج.. عن الأحوال الصحية في سوريا

Syria health situation
حقوق الصورة:Flickr/ Trócaire/ Eoghan Rice

نقاط للقراءة السريعة

  • صحة المدنيين تتدهور ساعة بعد ساعة، وإزهاق الأرواح لا يتوقف لتردي الوضع الصحي
  • النظام الحاكم يعبث بالقوافل الطبية، ويحجب الأدوية، ولا يُدخل الأطباء للمناطق المحاصرة
  • لا تطعيم للأطفال، ولا رعاية للحوامل، ولا علاج للزمنى، ولا إجلاء طبي للمحاصرين

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

ملايين الأرواح السورية معرضة لخطر الموت يوميًّا، لا بسبب الحرب الدائرة منذ خمس سنين فحسب، بل لأن القطاع الصحي أيضًا لم يعد قادرًا على توفير الخدمات الصحية.

"الوضع الصحي في سوريا يتدهور باستمرار، لا يومًا بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة، والمدنيون الأبرياء هم مَن يدفعون الثمن غاليًا".

تلك كانت كلمات طارق جاسارفيتش، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية ومبعوثها إلى الأراضي السورية؛ يعبر بها عن وتيرة التدهور، وما شهده بنفسه ولمسه في النصف الأول من الشهر الجاري.

حول تفاصيل الأوضاع الصحية في سوريا وما آلت إليه، وكيف تعمل الجهات المعنية على الأرض لمواجهتها، كان لشبكة SciDev.Net هذا الحوار مع جاسارفيتش. 
 
في البداية كيف تقيم الوضع الصحي، وتأثيره على الشعب السوري؟  

يمكنني أن أوضح حجم الأزمة من خلال بعض الأرقام والإحصائيات.

  • أرقام وإحصاءات عن الصحة في سوريا

  • ثلث السوريين لا يستطيعون الوصول لمياه صالحة للشرب.
  • 300 ألف سيدة حامل بلا رعاية صحية.
  • نصف الأطفال لا يحصلون على اللقاحات.
  • نصف مرافق الرعاية الصحية إما مغلق أو يعمل جزئيًّا.
  • فر نصف عدد العاملين في القطاع الصحي من البلاد.
  • 155 مليون دولار أمريكي حجم التمويل المطلوب للاستجابة للإنسانية للوضع، تلقت منظمة الصحة العالمية 32% فقط منهم حتى سبتمبر الماضي.

ثلثا السوريين تقريبًا لا يستطيعون الوصول إلى مياه صالحة للشرب، ما يعرضهم لخطر الأمراض مثل التيفوئيد والكوليرا.

وفي جميع أنحاء البلاد، هناك ما يقرب من 300 ألف سيدة حامل لا يحصلن على الرعاية المطلوبة لحمل آمن وصحي.

هناك أكثر من 30 ألف شخص كل شهر يحتاجون للعلاج من جروح وإصابات مختلفة بسبب الحرب. ومَن يعانون من أمراض مزمنة يموتون من مضاعفاتها لغياب العلاج، رغم أن السيطرة يسيرة في الأحوال العادية.

نصف الأطفال لا يحصلون على اللقاحات، ويواجه واحد من كل أربعة أطفال خطر تطور اضطرابات الصحة العقلية، والتي سيكون لها تأثير على المدى البعيد.

وبالرغم من هذه الاحتياجات المُلحَّة، فإن أكثر من نصف مرافق الرعاية الصحية في البلاد إما مغلق أو يعمل جزئيًّا، ويواجه نقصًا حادًّا في الأدوية الأساسية والمنقذة للحياة.

كما فر نصف عدد العاملين في القطاع الصحي من البلاد، ومَن تبقى يواجه خطر الاعتداءات الدائم. ومع استمرار النزاع، نفقد المزيد من الأرواح كل يوم بسبب الذي ذكرناه.
 
ما هي خططكم للتعامل مع الأوضاع الصحية في المناطق المحاصرة أو مناطق النزوح الداخلي؟
 
هناك 18 منطقة محاصرة و164 أخرى يصعب الوصول إليها بالإضافة إلى المناطق ذات الأولوية، كلها يتيسر وصول القوافل الصحية المشتركة بين الوكالات إليها، وذلك بمساعدة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
 
وخلال المدة من يناير إلى أغسطس من العام الجاري، شاركت منظمة الصحة العالمية في 59 قافلة مشتركة بين الوكالات، واستطاعت توصيل 220 طنًّا من الإمدادات الطبية والصحية، من ضمنها المستلزمات الصحية الأساسية، والأدوية المنقذة للحياة، وعلاجات الأمراض المزمنة، والأدوات والتجهيزات الطبية.
 
هل واجهتم صعوبات في إيصال الإمدادات الصحية؟ وهل هناك أي تنسيق مع النظام الحاكم لإيصال الإمدادات إلى المناطق المحاصرة؟
 
وقع العبث بحوالي 42 من أصل 59 قافلة، وحُجبت بعض الأدوية من قِبل الأمن الوطني. وفي عام 2016، رُفض ما مجموعه 65 طنًّا من المستلزمات الطبية بالكامل من قِبل الحكومة السورية.

وبالإضافة إلى ذلك، لا يزال غير مسموح بدخول أي طبيب إلى المناطق المحاصرة، ونادرًا ما يُسمح بعمليات الإجلاء الطبي.
 
حماية المرضى والعاملين الصحيين وإيصال الأدوية والمستلزمات الطبية قضية حرجة مع استمرار الهجمات على المرافق الصحية في جميع أنحاء سوريا. ومنذ بداية الصراع، لا تفتأ المنظمة تدعو جميع أطراف النزاع للسماح بالتسليم المنتظم والمستدام للإمدادات الطبية، والإجلاء الطبي في الوقت المناسب بالمناطق المحاصرة.

ما هي أهم الأمراض التي تحاولون السيطرة عليها الآن في سوريا؟ هل هناك مواقع إنذار مبكر لرصد الفاشيات؟ وهل رصدتم أيًّا منها؟
 
نعم، فعَّلت المنظمة نظامها للإنذار المبكر والاستجابة لترصد الأمراض في أكثر من 1100 موقع، ثلثها في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

ولقد أتاح هذا النظام رصدًا وتجاوبًا سريعًا مع الفاشيات، ومكن من الإنذار منها عبر سوريا.

ومن بين الأمراض المبلغ عنها في الفترة من أبريل وحتى يونيو 2016، الإسهال الحاد والتسمم الغذائي. وللسيطرة على الوضع أعطت المنظمة علاجات الإسهال لمديريات الصحة في كل من حلب ودمشق وريفها. وكذلك قدمت الاختبارات التشخيصية السريعة للكوليرا إلى مديريات الصحة في معظم المحافظات.
 
ما هي خطتكم لمكافحة الأوبئة ومنع انتشارها عبر الحدود من سوريا إلى الدول المجاورة، أو حتى إلى المناطق المحررة داخليًّا، خاصة في ظل عدم وصول التطعيمات للأطفال؟

قبل بدء الأزمة الحالية، كان برنامج التحصين في سوريا من بين الأفضل على مستوى إقليم شرق المتوسط. الآن وبعد بدء الصراع في عام 2012، انخفضت معدلات التطعيم بشكل حاد، ووفقًا للتقديرات فإن التغطية بالتطعيم الروتيني قد انخفضت من 95٪ إلى أقل من 50٪. حتى توقفت تمامًا في بعض المناطق المتنازَع عليها، وتفشى مرض شلل الأطفال في دير الزور مع نهاية عام 2013.
 
ومع ذلك، توالت حملات التطعيم التي قامت بها المنظمة للسيطرة على الوضع. بالإضافة إلى مواقع الإنذار المبكر التي تساعد في ترصد أي أوبئة والتصدي لها بسرعة.
 
وأخيرًا، ماذا عن التمويل؟

في إطار خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2016، ناشدت منظمة الصحة العالمية الجهات المانحة المعنية بحاجتها إلى ما يزيد على 155 مليون دولار أمريكي، وحتى 15 سبتمبر 2016، لم تتلق المنظمة غير 32.6% فقط من المبلغ المطلوب.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net  بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.