Skip to content

06/12/15

دعوة لتمكين دبلوماسية العلوم

cathy
حقوق الصورة:CRDF Global

نقاط للقراءة السريعة

  • المشاركون بمنتدى إقليمي يؤكدون جدوى دبلوماسية العلوم في حل مشكلات المنطقة
  • ثمة تهميش لدور العلوم في صنع القرار بالمنطقة
  • العلم يخدم الدبلوماسية حين تخدم الدبلوماسية العلم

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 
[عمان] أجمع المشاركون بالمنتدى الإقليمي لدبلوماسية العلوم والتكنولوجيا على أنها تملك حلولا تنموية لمختلف المشكلات والتحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على المستويين الوطني والإقليمي.

عُقد المنتدى في عمان أول يومين من ديسمبر الجاري، وشارك في تنظيمه كل من الجمعية العلمية الملكية في الأردن ومؤسسة البحث والتطوير المدني الدولية ومركز الإسكوا للتكنولوجيا.

كان منطلق المنتدى الذي عُقد تحت عنوان ”نحو شراكات تحويلية شاملة من أجل مستقبل مستدام“ مفارقة أشار إليها المشاركون، هي أن العلوم في الإقليم تواجه تحديات كثيرة، أهمها عدم الاعتراف بدورها الأساسي في صنع القرار وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

من ثَم خلص الحضور إلى أن دبلوماسية العلم ووضع خريطة طريق لها هو الحل الأمثل لتعزيز دور العلوم والعلماء في الإقليم؛ بغية إيجاد حلول تنموية للتحديات المشتركة وتحسين واقع الشعوب.

وإذ لم يصدر عن المنتدى بيان ختامي بعد، فإن كاثلين كامبل، الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة البحث والتطوير المدني الدولية صرحت لمراسل شبكة SciDev.Net ببعض التوصيات المبدئية التي اتفق عليها المشاركون.

تشتمل هذه التوصيات على: ”تعزيز ثقافة التواصل بين العلماء أنفسهم، ومد جسور التواصل بينهم وبين المهاجرين منهم، ووضع برامج لتبني شباب العلماء لتطوير قدراتهم، وبناء الثقة مع صانعي القرار لمشاركتهم في عملية صنع القرار؛ لمواجهة التحديات الإقليمية المشتركة، كانت من أهم التوصيات“.

التحديات المشتركة التي أشارت إليها كامبل في الإقليم هي ”إدارة النفايات ودراسة التوسع في مجال الطاقة الشمسية بالإقليم لحل أزمة الطاقة، بالإضافة إلى مشكلات ملوحة التربة والأمن الغذائي وضعف إدارة قطاع المياه“.

يرى ويليام كولجلازير -مستشار وزير الخارجية الأمريكي سابقًا للعلوم والتكنولوجيا- أن ”السياسي لا يستطيع العمل على حل كل المشكلات بمفرده، ومعظم التوترات التي تشهدها بلدان الإقليم تعود لأسباب تنموية يستطيع العلماء إيجاد حلول لها بالتشارك مع السياسيين، إذا أرادوا ذلك“، فإدماج ثقافة دبلوماسية العلوم مهمة في عملية صنع القرار.

ودلل الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، معين حمزة، على الفجوة بين العلماء وصانعي القرار من خلال أزمة النفايات التي تشهدها البلاد، واعتبرها ’هامشية‘ إذا ما استمع السياسيون إلى آراء العلماء وحلولهم المقدمة لتجاوزها، وقال للشبكة: ”السياسيون، في كثير من الأحيان، يتحسسون تجاه العلماء“. 
 
مثال آخر من السودان يوضحه عيسى شاطر -نائب مدير الدراسات والبحوث بوزارة التجارة السودانية- قائلا لشبكة SciDev.Net: ”إن 70% من الأراضي السودانية عالية الخصوبة مع وجود العديد من الأنهار، إلا أن نسبة الفقر تصل إلى 50% وترتفع في الأرياف بسبب غياب إدارة رشيدة للمياه وضعف الاعتماد على التكنولوجيا“، وهذا كله نابع -من وجهة نظره- من عدم استشارة صناع القرار للعلماء.

”85% من المياه في الوطن العربي يذهب للزراعة، في حين تقل كفاءة الري عن 40%، وهو ما يُظهر سوء إدارة المياه“، على حد قول عبيد بن محمد السعيدي، مدير دائرة البرامج بمجلس البحث العلمي في سلطنة عُمان.

ويضيف السعيدي لشبكة SciDev.Net: ”وجود تخطيط فعال لمختلف القطاعات أصبح ضرورة ملحة، وذلك من خلال التعاون بين العلماء محليا وإقليميا ودوليا؛ لضمان استدامة الموارد وإيجاد حلول لقضايا الأمن الغذائي والطاقة وتحسين إدارة الموارد الطبيعية“.

وفي حين تسعى الكثير من المؤسسات البحثية والجامعات، وحتى مؤسسات المجتمع المدني، للتشبيك مع الجهات الدولية في مجال العلوم، ما يزال التشبيك ضعيفًا على المستوى المحلي والإقليمي، وهو ما يُفقد التشبيك الدولي معناه، وفق سمية بنت الحسن، رئيسة الجمعية العلمية الملكية.

وتلفت سمية الانتباه إلى أنه ”قبل التفكير في التوسع أفقيا دون وجود دبلوماسية علوم على المستوى المحلي والإقليمي فإن جهودنا لن تجدي نفعًا، وهناك خطأ ترتكبه بعض المؤسسات بالاتجاه نحو الغرب وبناء شراكات دون وجود قاعدة متينة من الشراكات الحقيقية محليا“، مشيرة إلى أن أهم أسباب الوحدة الأوروبية هو وحدة علمائهم والعمل معًا، بعيدًا عن أي خلافات سياسية.

 وبينما تغلَق أبواب الدبلوماسية بين بعض الدول لأسباب سياسية، يُبقي العلم الباب مفتوحًا من خلال تواصل العلماء في العمل على مشروع علمي مشترك، كما يقول كريس سميث، رئيس مجلس إدارة مشروع SESAME.

يوضح سميث لشبكة SciDev.Net أنه ”في الوقت الذي كانت العلاقات تشهد توترًا واضحًا بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، كان علماء الدولتين يعملون معًا في المختبرات، تحت مظلة المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية، وأسهمت في نشر ثقافة السلام من خلال التعاون الدولي في مجال العلوم.

وتحاول المنطقة محاكاة التجربة ذاتها من خلال مشروع ’سيزامي‘، الذي انطلق رسميًّا في عام 2002 تحت رعاية منظمة اليونسكو، ويسعى لإنتاج أشعة السنكروترون التي يمكن استخدامها في تطبيقات مختلفة تخدم حقول الطبّ والطاقة والبيئة وغيرها، ما يخدم الإنسانية ويمنح الأمل في مستقبل أفضل للإقليم.

”إذا ما أحسن السياسيون استغلال ما يُصنع في المختبرات ومراكز الأبحاث العلمية فإن المشكلات التنموية ستجد طريقها للحل“، كما يقول حمزة.

أما كولجلازير فيرى أنه لا يوجد عالم دبلوماسي بالمعنى المجرد، ولكن ”هناك علماء يمارسون الدبلوماسية بطريقتهم الخاصة، فالعلم يخدم الدبلوماسية حين تخدم الدبلوماسية العلم“.
 

 

 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا