Skip to content

25/06/13

التحقيقات الاستقصائية.. نصائح لسرعة الإنجاز

Mark

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

يفترض معظم الصحفيين أن إعداد تقرير استقصائي وكتابته من المهام الصحفية الصعبة، التي تستهلك كمًّا كبيرًا من الوقت، إلا أن الصحفي المتخصص في مجال الصحافة الاستقصائية وأحد أهم صحفييها على مستوى العالم "مارك لي هانتر" لديه بعض المفاتيح والأدوات التي تجعل الصحافة الاستقصائية غير مهدرة للوقت.

في ورشة عمل عقدت في اليوم الأول لأكبر تجمع للإعلاميين العلميين بالعالم، والذي بدأ فاعليات دورته الثامنة أمس في هلسنكي بفنلندا بحضور أكثر من 800 صحفي علمي من نحو 77 دولة، حاول هانتر أن يلخص أهم السبل والأدوات التي يستطيع بها الصحفي إنجاز تقريره الاستقصائي في أقل وقت ممكن.

"كونك في بلد نامٍ لا يعني أنه من الصعب عمل تحقيقات استقصائية بسبب ضعف الشفافية أو عراقيل إتاحة المعلومات" هكذا يرى هانتر أن الصحفي "عادة يجد معلومات أقل مما يطلب، غير أنها غالبا تكون أكثر مما توقع"، أي قد يجد معلومات كثيرة ربما لا تكون هي تلك التي رأى أنه يحتاجها، إلا أن المعلومات المتاحة قد تفيد بشكل لم يكن بالتحديد ما خطط له الصحفي.

ويوضح هانتر أنه على الصحفي بداية أن يبدأ تحقيقه بفرضية، تمامًا كما يفعل الباحث عندما يبدأ بحثه العلمي، فيبدأ بتجميع معلومات مبدئية ثم يتأكد من صحتها، ومن ثم يبدأ في كتابة الفرضية فقط في ثلاثة أسطر مركزة ومحددة؛ ليبني على تلك الفرضية بحثه فيما بعد.

"لتجد شيئًا يجب أن تكون قد قررت البحث عنه"، ولتعرف عمَّ تبحث ابدأ بتفنيد فرضيتك، وضع منها مجموعة من الأسئلة، محددا ماذا حدث ومن تسبب فيما حدث، ثم ابدأ في الإجابة على أبسط تلك الأسئلة وأسهلها وأسرعها، واترك الأسئلة الصعبة للنهاية، "اطرق الأبواب المفتوحة أولاً، ولا تلجأ إلى المغلقة في البداية"، هكذا يوصّف هانتر الخطوات الأول.

يؤكد هانتر أنه عند جمع المعلومات يجب أن تتأكد أنك تجمع المعلومات التي تعضد فرضيتك أو تنفيها، لتحدد موضوع تحقيقك بشكل أدق، فقد تصبح فكرة التحقيق نفي الفرضية وليس التدليل والتأكيد على صحتها.

"90% من معلومات أي تحقيق صحفي تكون متاحة في المجال العام، 10% فقط هو ما سيحتاج منك جهدًا للوصول إليه" لذا يوضح هانتر أنه على الصحفي البدأ بالـ 90% ولا يشغل نفسه ابتداءً بالوصول للـ 10% فيضاعف الوقت الذي سيجري فيه التحقيق.

"اختر المصادر التي يسهل الوصول إليها وسؤالها أولاً، حضِّر نفسك جيدا قبل محادثة المصادر، وتأكد دائما أن لا يكون سؤالك: ماذا حدث؟ بل يجب أن يكون: هل هذا بالتحديد ما حدث؟ أي أنه يجب أن تكون لديك بالفعل بعض التفاصيل التي تود التحقق منها من المصادر، فلا تجعلهم مصدرك الأول لمعرفة ماذا حدث.

عندما تبدأ الكتابة بعد تجميع معلوماتك حافظ على زخم القصة وحيويتها لتحتفظ بالقارئ للنهاية، ولا تجعله يتوه كثيرا في التفاصيل، "هناك دائما تفاصيل تحتاج بشدة إلى أن تضعها، وأخرى تحب أن تضعها، لا تضع الثانية".

وآخر وأهم أداة ستساعدك من الخروج من مشكلات عديدة أثناء الكتابة، خاصة في التفاصيل التي صعُب عليك تدقيقها: هي القص، "تخلص من التفاصيل التي حاولت مرارًا تدقيقها ولم تفلح؛ فحذفها سيقوي من تحقيقك ولن يضعفه".

مدونة من مؤتمر الاتحاد الدولي للإعلاميين العلميين الثامن، تابعوا تغطيتنا للمؤتمر