Skip to content

16/08/18

الإعلامي أم الباحث.. مَن سبب قلة الوعي بقضايا النيل؟

Nile water 2
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Rehab Abd AlMohsen

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

”يأتي الصحفي إلى مكتبي، فيبدأ في طرح أسئلة حول نهر النيل، على درجة من البساطة تجبرني على أن أسأله: هل تصفحت الموقع التابع للمنظمة التي أعمل بها، فيجيبني: لا، وحينها أطلب منه الانصراف وألا يأتي إلا بعد أداء دوره في القراءة عن الموضوع أولًا‟.

تلك كانت تجربة ووباليم فيكاد -رئيس وحدة التنمية الاجتماعية والاتصالات بالمكتب الإقليمي الفني لدول شرق النيل- مع الإعلام، والذي يشدد على أهمية الدور الذي يؤديه في توصيل الرسالة، مؤكدًا ضرورة أن تكون هناك عناية أكبر بـدقة النقل عن المصادر، ”وهو ما لن يتحقق إلا في حال إلمام الصحفي بالقضية التي يعمل على تغطيتها‟.

وعرض فيكاد خلال ورشة العمل الإعلامية لدول غرب النيل، المنعقدة خلال المدة من 14 إلى 17 أغسطس الجاري بمدينة بحر دار بإثيوبيا، عددًا من الأمثلة لتغطيات الصحف الأجنبية لقضايا مياه نهر النيل، ولفت إلى تعمُّد عدد منها وضع عناوين تتضمن كلمة مثل ’حرب‘ أو ’نزاع‘، ومنها مقال حديث في مجلة ’فورين بوليسي‘ الأمريكية حمل عنوان ’حروب المياه على نهر النيل‘، وآخر في مجلة ’ذا نيويورك تايمز‘ نُشر في 2011 تحت عنوان ’عندما يجف النيل‘، وغيرها من النماذج التي -كما وصفها- تركز على الجانب السلبي للقضايا.

ويأمل فيكاد أن يركز الصحفيون على الجهود المشتركة المبذولة، وعلى الحلول المطروحة لاستدامة نهر النيل وتحقيق المصالح المشتركة لسكان حوض النهر، بما يرفع وعي الشعوب بقضايا النهر، ويشجع على التعاون ويعطي أملًا في المستقبل.

في السياق ذاته يقول محسن العرباوي، خبير السياسات المائية وإدارة أحواض الأنهار الدولية بمقر مبادرة حوض النيل بأوغندا: ”على الصحفي فهم واستيعاب القضية التي يعرضها، وتغطيتها على نحوٍ شامل، بحيث يعبر عن أبعاد الموضوع في إطار سليم، وأن يلتزم بالسياق الذي ورد فيه التصريح، والمعنى والمفاهيم الموثقة، وأن يحرص على ألا يؤدي الاختصار إلى تشويش الرسالة الأساسية‟.

ويضيف العرباوي أن التزام الصحفي بالحرفية والموضوعية دون تهويل أو تهوين هو أحد أساسيات أخلاقيات المهنة، والتي تؤدي إلى رفع الوعي وزيادة تفاعُل الجمهور المستهدف بصورة إيجابية.

في المقابل عبَّر الصحفيون الحاضرون في الورشة عن تحفظهم على أسلوب عرض المعلومات الذي يقدمه بعض المتخصصين؛ إذ يميل البعض منهم إلى عرض الكثير من التفاصيل التقنية والأرقام، وهو ما قد يتسبب في تشتُّت الصحفي، وبالتالي نقل المعلومة بشكل غير دقيق.

محمد وديع -الصحفي بمجلة أكتوبر المصرية- يقول: ”أنا كصحفي أخاطب الجمهور وأحاول تبسيط المعلومة حتى تصل الرسالة بوضوح، ولكن المشكلة في ما نواجهه من تعالي بعض المتخصصين في التعامل مع الإعلام وعدم رغبتهم في الإدلاء بتصريحات أو كشف المعلومات، في حين أرى أنه من المفترض أن يسعى الباحث للتواصل مع الصحفي؛ لأنه الوسيط الأمثل لتوصيل معلوماته والتعريف بإنجازاته العلمية‟.

ويرى وديع: أن ”وجود صحفي متخصص والاستثمار في تكوينه وتدريبه سيجعل الموضوع أكثر دقةً وفاعلية‟.

 وعن دور المتخصصين في مساعدة الصحفيين على الوصول إلى تغطية جيدة، يوضح فيكاد أنهم يحرصون على تنظيم فعاليات لربط الصحفيين بالباحثين، وإصدار تقارير سنوية حول ما تم إنجازه، وتعيين فريق للتواصل مع الإعلاميين ومساعدتهم.

ونصحت سارة بيب -مستشار بالجمعية الألمانية للتعاون الدولي- الصحفيين بالتواصل مع مكاتب التواصل والإعلام في مؤسسات المياه؛ إذ ”يعمل الفريق على تسهيل مهمة الباحث في الرد على الصحفي، وأيضًا تبسيط المعلومات التقنية المعقدة للصحفي، وبذلك يوفر نمطًا أفضل للتواصل‟.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا