Skip to content

26/06/13

في مواجهة جماعات إنكار العلم.. التنوير دور الإعلامي العلمي

Cristine Russell

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

تغير المناخ.. نظرية التطور.. مخاطر التدخين على الصحة.. كلها نماذج لقضايا علمية ظلت سنوات محلَّ جدل مجتمعي في العديد من دول العالم، فبالرغم من تضاعف الأبحاث العلمية التي ترجح حدوث الظاهرة المناخية وعلاقة التدخين بالإصابة بالسرطان، تصدرت فرق وجماعات لشن حملات متواصلة من الإنكار والرفض، كان لها أثر سلبي على تحرك صانعي القرار تجاه تلك القضايا.

ناقشت جلسة بعنوان "جذور الإنكار: رصد للحركات الرافضة للعلم حول العالم" عُقدت على هامش المؤتمر الدولي الثامن للإعلاميين العلميين بهلسنكى، ظاهرةَ تلك الجماعات الرافضة لبعض الأدلة العلمية، حيث أوضح المتحدثون أنها غالبا ما تمارس دورها في التعتيم على بعض الأدلة العلمية؛ إما لحماية بعض المصالح الاقتصادية لشركات محددة، أو بدعوى الحفاظ على المعتقدات الدينية، أو حتى بسبب غياب الوعي العلمي الكافي.

تحدث في الجلسة ثلاث صحفيات من الولايات المتحدة الأمريكية، والأرجنتين، وجنوب أفريقيا.

أوضحت الكاتبة الأمريكية كريتسين راسل -الرئيس السابق للمجلس الأمريكي للنهوض بالكتابة العلمية- أن تغير المناخ ونظرية التطور من أكثر القضايا التي قابلتها بالرفض بعضُ الجماعات بالمجتمع الأمريكي، كحركة حفل الشاي The tea party movement ، ومع ظهور مواقع التدوين، أطلقت تلك الجماعات العديد من المدونات المروجة للكثير من المعلومات المغلوطة؛ في محاولات دائمة للضغط على الدولة؛ حتى لا تتخذ سياسات داعمة لبعض القضايا بناء على الأدلة العلمية، بل يفضلون أن تبقى الأمور محلَّ جدل مستمر.

لذلك تنصح كريستين الصحفيين بضرورة أن يستمروا في طرح الدراسات العلمية الجديدة الداعمة لمثل هذه القضايا العلمية القديمة، وأن يتجنبوا كلمة "الإيمان بالعلم"؛ لأن العلم قائم على الشواهد والقرائن وليس الإيمان.

أما الصحفية الأرجنتينية فاليريا رومان، فتحكي كيف تعرضت للمحاربة والتهديد من قبل المؤسسات الرافضة للأدلة العلمية، وأبرزها شركات التبغ وجماعات رفض الإجهاض حتى بسبب متاعب صحية، حيث ثارت تلك الجماعات لنشر فاليريا موضوعاتٍ صحفية تتناول البحوث العلمية التي تؤكد مخاطر التدخين السلبي وعدم إتاحة الإجهاض لبعض الحالات الصحية، وبسبب ضغوط تلك الجماعات أصبحت الأرجنتين من أكثر دول أمريكا اللاتينية إجراءً لعمليات إجهاض غير مقننة وغير آمنة (31 لكل 100 ألف سيدة).

روت الصحفية كولين داوسون من جنوب أفريقيا تجربة أخرى عن الإنكار والرفض أسهمت الدولة في دعمها.

ففي عام 2000 كان الرئيس السابق لجنوب أفريقيا "ثابو مبيكي" يعارض أن يكون فيروس نقص المناعة المكتسب HIV سببا في الإصابة بالإيدز، إلى حد أنه أعد فريقا رئاسيا لمناصرة هذا التوجه، وهو ما دفع العديد من مؤسسات المجتمع المدني والعلماء إلى الضغط والكشف عن الأدلة العلمية المعضدة لعكس هذا التوجه، مؤكدين أن تأخر الدولة في توفير الخدمات الطبية لحاملي الفيروس ومرضى الإيدز أدى إلى وفاة مئات الآلاف.

أكد الحضور في مناقشات تلت سماع تلك القصص؛ أهميةَ أن يظل دور الصحفي هو التنوير ورفع مستوى الوعي العام للشعوب بالحقائق والأدلة العلمية عبر أكثر وسائط الإعلام ملاءمة لمجتمعه، بدلا من الدخول في جدل سفسطائى مع الجماعات الرافضة للعلم، والتي -في الأغلب الأعم- لا تسعى إلا لإبقاء القضايا العلمية معلقة دون أي تحرك إيجابي.

* يمكنكم قراءة تعليقات المشاركين بالندوة على موقع تويتر عبر الهاشتاج #sjdeny

مدونة من مؤتمر الاتحاد الدولي للإعلاميين العلميين الثامن، تابعوا تغطيتنا للمؤتمر